لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: تفجير دامي ، وقلم ناسف (علي الموسى)

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أنوار


    اللهم أستودعك قلبي
    تاريخ التسجيل
    02 2005
    المشاركات
    8,903

    تفجير دامي ، وقلم ناسف (علي الموسى)

    مجموعة مقالات للكاتب علي الموسى تستحق القراءة والتمعن جمعتها لكم هنا :


    #طوارئ#عسير


    سأبدأ اليوم بكتابة الورقة البيضاء في قلب الدفتر الأسود الذي كتبه إرهابي ومجرم الحزام الناسف على الأجساد الطاهرة في مسجد قوات الطوارئ الخاصة. سأكتب اليوم مشاهداتي المباشرة "ظهر الخميس" من قلب طوارئ مستشفى عسير المركزي كي أرسم لكم فوارق العقل بين جسد ناسف وبين عشرات الأنامل البيضاء التي تعالج وترمم. ما شاهدته ظهر الخميس الماضي في غرف الطوارئ بمستشفى عسير المركزي ليس إلا عملا احترافيا قاده شباب تسلحوا بالعلم والمعرفة. كنت أشاهد المنظر المؤلم ولكن: كمن يشاهد فيلما هزمت به الأيادي البيضاء لشباب وطني ذلك الحزام الأسود الغادر. خلال أقل من ساعة واحدة من وصول أول مصاب تم نقل كل الجرحى إلى غرف العمليات وإلى أسرة التنويم ثم عادت غرف الطوارئ بالمستشفى لتقديم خدماتها العامة.
    هنا تكمن القصة: ذات زمن قال شاعرنا العربي القديم (وإنما الأمم الأخلاق)... وأنا اليوم أستأذن شاعرنا لأقول (وإنما الأمم التعليم).. وهنا بقية القصة: تتباهى جامعتي مشكورة أنها تقبل في العام الواحد 25 ألف طالب وطالبة، لكن المجال لا يسمح سوى لمئتي وخمسين طالبا وطالبة بالقبول في كلية الطب، لأسباب مختلفة على رأسها مخرجات التعليم العام الذي لا يستطيع تأهيل أكثر من هذا العدد لاجتياز هذا العدد. لكن هذه المعلومة لا تشرح بقية القصة. نفس الجامعة وهنا أكتبها للأسف الشديد، هي من رفضت بعنف وظيفة "الإعادة" لذات الطالب السعودي الذي حقق على مقاعدها الدراسية رقما لم يكسر أبدا أبدا منذ ثلاثين سنة في قصة شهيرة يعرفها كل أستاذ بالكلية. ذات الطبيب السعودي هو من اختار أن يذهب للدراسات العليا على حساب بعثة خادم الحرمين الشريفين ثم عاد إلينا بعد ثماني سنوات وهو يحمل بين يديه ورقة مكتوبة موثقة تبرهن حصوله على الدرجة الأولى والأعلى من بين كل طلبة كل هذا العالم في اختبارات الزمالة لواحد من أعقد وأصعب تخصصات الجراحة. نعم هو سعودي.. ولدي كل البراهين، هو نفسه ذات الاستشاري "البطل" الذي استقبل بالصدفة ظهر الخميس أعقد سبع حالات من جرحى حزام ناسف، وأنا اليوم لا أكتب قصته المأساوية الشهيرة جدا في تاريخ جامعتي بقدر ما أكتب الصورة الشاملة: هو نفسه يمثل ثقافة "الإحباط" التي حولته من حزام ناسف إلى ثقافة "أمل" تأتيه عروض العمل من كل مكان بهذا العالم الفسيح، هو مثال حي على تحريفي لبيت الشاعر: وإنما الأمم التعليم... غدا نواصل.


    وحين أقول ياوطني .. لا أشبع !

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أنوار


    اللهم أستودعك قلبي
    تاريخ التسجيل
    02 2005
    المشاركات
    8,903

    رد: تفجير دامي ، وقلم ناسف (علي الموسى)

    تفجير - الركعة الرابعة




    لم يهبط علينا انتحاري مسجد قوات الطوارئ في أبها من السماء بالبرشوت بل دخل إلى جموع الآمنين المصلين من البوابة. وأنا هنا لا أقصد مجرد الجسد الناسف بل الفكر الذي قاده إليه. تعالوا إلى مدخل ثانوي لفهم القصة: في ليلة الغضب الشعبي العارم بعد تفجير مسجد "القديح" غرد أحد أمراء الفتوى بما يلي: "نستنكر هذا الفعل وندينه بأشد العبارات ولكن لا يجوز الترحم على ضحاياه" كأنه يقول بصيغة أخرى: ترحموا على "القاتل" واستنكروا موت الضحية. ومثل هذه الإشارات المرتبكة هي من تساعد مصنع "التفريخ" على مواصلة الإنتاج وستجد هذه الأحزمة الناسفة تبريراتها المتتالية. في المسجد الشيعي أو الثكنة العسكرية أو قاعة البنك استنادا لفتوى إباحة جدرانه. سأحيلكم إلى تغريدة زميل الدراسة والمفكر الكويتي البارز الدكتور سعد العجمي، وهو يصف ما يحصل: "الحقيقة التي لا نستطيع إنكارها أن هذا الفكر وأهله تعلمت في مدارسنا، وصلت في مساجدنا، واستمعت لإعلامنا، وتسمرت أمام فضائياتنا وأنصتت لمنابرنا، ونهلت من كتبنا وأصغت لمراجعنا واتبعوا فتاوى من لدنا..". كان منصفا فلم يرم بالمسؤولية على جهة أو فصيل أو مدرسة دون أخرى. كلنا شركاء بالتساوي في صناعة هذه الأجساد الناسفة. هذه هي الحقيقة. هؤلاء لم يأتوا إلينا لتفجير ثلاثة مساجد في ما يقرب الشهر من فصل مدرسي في "أوكرانيا" ولم يتم حشو أدمغتهم بلغة الموت أمام قناة فضائية في كوريا أو البرازيل. هم خبز أيادينا الذي وضعناه في هذا "التنور" ثم عاد المحرض ليضع كفوفه في الماء البارد: يتفرج على هذه المآسي ثم يكتب لنا من تحت المكيف توجيهاته الحميدة: ماذا نستنكر وكيف وعلى من نترحم أو لا نترحم. دعونا نعترف جذريا بالفشل. حاولنا تقنين مراكز الصيف الطلابية فناور حولها هؤلاء واستبدلوها بمئات "الباصات" وآلاف الصغار الذين يملؤون اليوم مئات الاستراحات النائية تحت مسميات مختلفة، حاولنا أن يكون النشاط اللامنهجي تحت الضوء الكاشف بين جدران المدارس فاستبدلوه بـ"عزائم" المساء ورحلاته الخلوية. أقفلنا قناة فضائية ثم فتحوا بعدها عشرا أخرى وكل ما فعلوه ليس إلا تغيير مقر الأستوديو وعنوانه في شوارع المدينة. ويؤسفني أن أكتب مجتمعي وهو يذهب خائفا وجلا حتى إلى صلاة الجمعة. لكن هذه هي الحقيقة.


    علي سعد الموسى
    وحين أقول ياوطني .. لا أشبع !

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أنوار


    اللهم أستودعك قلبي
    تاريخ التسجيل
    02 2005
    المشاركات
    8,903

    رد: تفجير دامي ، وقلم ناسف (علي الموسى)

    كتائب التبرير بعد التفجير


    في تحليل خطاب ردة الفعل الفكرية والثقافية للرموز الوطنية بعد أي حادث إرهابي تبرز مرحلتان: الأولى والمباشرة هي الإدانة والاستنكار في سباق محموم لتسجيل موقف لأن الغياب نفسه يسجل موقفا. الثانية التالية هي مرحلة التسويف الخجول بسوق الأسباب الرمادية. يمتصون الهجمة المجتمعية الجارفة ثم يعودون بعد يومين في هجمات مرتدة.
    في الفضاء الإلكتروني قرأت لكم من تسويف أسباب الإرهاب المحلي بعض ما يلي:
    إقصاء العلماء/ تهميش الدعاة/ التضييق على الحلقات/ محاربة مخيمات الدعوة/ الهجوم على المناهج وفصائل وفصول المدارس/ إلغاء الأنشطة الطلابية، ولكم أن تكتبوا ما بقي من مثل هذه الأسباب التي امتلأ بها "السايبر" الإلكتروني في ثنايا المرحلة الثانية من ردة الفعل تجاه آخر عمل إرهابي.
    الخلاصة: تخيلوا أن مسافراً من براغ إلى المالديف يقرأ كل هذا الكم الهائل من تسويف الأسباب وهو على مقعده بالطائرة فوق الأجواء السعودية. لو أنه صدق ما يقرأ لظن أن الطائرة تحلق فوق السلفادور أو كوريا الشمالية. كل هذه المفردات الحمراء من شاكلة/ إقصاء.. تهميش.. تضييق.. محاربة.. إلغاء/ تظن أنها ستذر الرماد في عيون مجتمعنا عن بعض حقائق وطنه فيما يلي: هو البلد الذي تقام به في العام الواحد مئة مليون منشط دعوي من المطوية للمحاضرة ومن المخيم إلى المعسكر. هو البلد الوحيد الذي يسمح فيه لمن أراد أن ينهض لكلمة أو خطبة قصيرة أو طويلة في أي محراب من مئات آلاف المساجد بعد أي صلاة من فروض اليوم الخمس. هو البلد الذي فتح 18 كلية شريعة ويضم اليوم نيفا ومئة وثمانين قسما للدراسات الشرعية، مثلما هو البلد الوحيد الذي تدور مطابعه على تراخيص 30 ألف عنوان كتاب ديني أو شرعي في العام الواحد، وهي بمجموع الأوراق تمثل ما يقرب من ثلثي كل ما يطبع في هذا البلد في العام الواحد. هو نفسه البلد الذي خصص بالتقريب عشر موارده العامة الهائلة لإعمار الحرمين الشريفين ويخسر في المعدل 7 مليارات لموسم الحج الواحد. وفي وجه هذه المفردات الحمراء أستطيع أن أكتب لكم من الحقائق الدامغة عن مشوار مجتمعي ووطني مع هذا الدين العظيم ما يملأ هذه الصحيفة. أستأذنكم ألا تتاجروا بمشاعر أرملة ثكلى فقدت ابنها الوحيد، شقيق أربع بنات، وفي اليوم الثالث من العزاء، ثم يقرأ أخواته الشقيقات أن "غياب الدين وأهله ودعاته" هو من أعاد لهم "المرحوم" جثة لا يعرف فيها قدمه من يده. كلنا نعرف الحقيقة.. ندرك السبب.. فلا تقولوا لهذه العيون الحزينة في اليوم الأخير من العزاء أنكم في السلفادور أو كوريا الشمالية.


    وحين أقول ياوطني .. لا أشبع !

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أنوار


    اللهم أستودعك قلبي
    تاريخ التسجيل
    02 2005
    المشاركات
    8,903

    رد: تفجير دامي ، وقلم ناسف (علي الموسى)


    يوسف السليمان: حالة مختبرية


    ما قبل البارحة، يقول لي زميلي بالجامعة بخليط من المزح والجد: أفضل ما يمكن أن تفرزه حوادث الإرهاب هو ذلك الجدل والنقاش الذي قد يقودنا إلى وعي مجتمعي بخطورة الظاهرة وتحليل الأسباب. قلت له مباشرة: أنا في قلب هذا الجدل منذ القنبلة الأولى في قلب الغالية الرياض قبل عقد من الزمن حتى تفجير أبها الأخير، لكن الحقيقة الحمراء الصارخة أنه ذات الجدل والنقاش، حذو الكلمة بالكلمة، منذ ليلة تفجير "المحيا" حتى ظهر تفجير "طوارئ عسير". "لا جديد يذكر ولا قديم فيُعاد". هي نفسها عناوين الصحف وتحقيقاتها وتغطياتها وآراء كتابها مع تغيير طفيف في التواريخ وأسماء المنفذين والضحايا، وهنا أم الكوارث أن العقل لم يستوعب التجربة. أقمنا من بعدها ندوات الحوار الوطني ولجان المناصحة ومناشط الجامعات والمدارس، وهب طلبة العلم الراسخ للتحذير، لكن شيئاً من كل هذا الجهد الهائل لم يثمر عن شيء يستحق الذكر. كان عُمر "يوسف السليمان" ليلة أول تفجير في الرياض ثمان سنوات: في الثانية الابتدائية وهذا أكبر دليل على أن المصنع لا زال يعمل بنفس كفاءته.
    دعونا اليوم نستثمر التجربة، علنا وعلى المكشوف، بأن نأخذ "يوسف السليمان" حالة مختبرية ثم نطلع المجتمع على كل التفاصيل في رحلته من طفولة سكاكا إلى مسجد أبها. دعونا ندرس بعمق في حياته كل ما يلي: ظروف نشأته. أحوال أسرته. حواضن تأهيله من الكتاب إلى الحزام الناسف. كل سيرة المعلمين الذين دخلوا فصول دراسته. نوعية المناشط والمعسكرات التي كان يذهب إليها. منظمو حفلات الاستقبال التي أقيمت احتفاء به بعد 45 يوما من السجن. عوالمه الإلكترونية التي نقرؤها بعد هلاكه مردوفة بصور من كانوا حوله. تأثير هؤلاء عليه. دعونا نكشف على الملأ أجوبة والده المكلوم الحزين "وله مني كامل التعزية": متى فقد يوسف وفي أي مرحلة من عمره وتحت سقف أي فصل دراسي؟دعوه يذكر لنا متى شعر للمرة الأولى أن ولده بدأ رحلة التحول وتحت أي ظرف. دعوه يقول لنا بوضوح متى شعر لأول مرة أن ولده يتعرض لتغذية فكرية: مِمّن؟ وعلى يد من وتحت أي سقف أو داخل خيمة أو رحلة أو معسكر؟ دعوه يكشف لنا شبهة الكتب والأسماء والرحلات كي ينقذ لنا بسرد كل تفاصيل التفاصيل في تجربته آلاف الأسر التي لا زالت تشكو وتشك في أن أولادها اليوم تحت "القولبة" في قلب المصنع. وعوداً على البدء: نحن نتجادل في نقاش صاخب لكننا لم نجرب أبدا أن نكشف على الملأ حالة مختبرية واحدة قد تقودنا إلى جذر الأسباب التي يعمل بها هذا المصنع.


    وحين أقول ياوطني .. لا أشبع !

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية خالد معافا

    منتدى الحياة الفطرية
    تاريخ التسجيل
    03 2011
    المشاركات
    11,808

    رد: تفجير دامي ، وقلم ناسف (علي الموسى)

    بارك الله فيكم وجزاكم الله خير
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    kkm.rzeg سابقاً

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •