هل لك الخيار ؟
لله الخيار فيما يختار وله الخيرة يخير عباده فيما يقدر لهم من الخير والشر .
أنت لا تعلم أيها المسكين ماذا قدر لك ؟ ولو علمت يقيناً لأنتهى الأمر فيما خيرت عليه بين أن تختار مخلوق مثلك وبين أن تختار ربك .
عندما يكون الإنسان جاهل يختار مخلوق مثله وعندما يكون ظالم يختار ظالم مثله وعندما يكون عادل يبحث عن العدل فلا يجده وعندما يطلب رحمة من ينصفه يجد نفسه فأما يتبع ما تأمره به نفسه أو ينكر عليها فعله . عندها يكون الخيار له وإن قدر له خياره إلا إنه يبقى حسب ما في نفسه فإن كانت نفسه خيره أختار الله له وإن كانت نفسه سيئة هي من تختار له فيكون حيث ما اختارت له فتأتلف نفسه مع من يسعه برحمته فإن كانت نفسه معلقة بربها فإنها إلى رحمته وإن كانت معلقة بهوى النفس والدنيا وما بها من ملذات ورفعه جنحت إلى رحمة مخلوق مثله فيعبده فيسعه المعبود برحمته فيكون من خدمه ومواليه يرد مورده في الدنيا ولآخرة وينتفع بقربه فيكون معه في الرفعة والمكانة ويكون له تبع يشاوره ويتبعه حيث ما يكون يتبعه فلا يلوم إلا نفسه إن لم يشمله الله برحمته فقد اختار رحمة مخلوق مثله والله لا يحب أن يشاركه أحد في عبده ولا في رحمته ولا في عزته وعلو مكانه وأمره وكبره وشأنه فيما يأمر به .
محمد المساوى.