مبارك البراك
في مقاله للكاتب حسنين هيكل طويله جدا عن او ضاع المنطقه تتناسب مع مايحيط بنا من مؤامرات وكما يقال ما اشبه الليله بالبارحه راح هيكل يقارن بين شريف مكه والقذافي كونهما ضحية غدر الغرب (الروم )وهي مقارنه طريفه اخترت منها المطلوب مع مايتناسب مع موضوعنا والمقاله بعنوان (سيكس بيكو ثانيه جديده ومصر بعيده )
الخرائط الجديدة لا توزع إرث الخلافة العثمانية، وإنما توزع إرث المشروع القومي العربي، الذي تمكَّن من طرد الاستعمار الغربي في مرحلة سابقة، وحاول أن يملأ الفراغ وعجز، أي أن التركة التي تورَّث الآن ليست أملاك الخلافة العثمانية، ولكن المشروع العربي القومي!
لم تستطع دولة الخلافة العثمانية أن تحمي أملاكها، وهكذا جرى إرثها.
لم يستطع المشروع العربي أن يحمي نفسه، وهكذا اليوم يتوزع إرثه.
أريد الوقوف معكم لحظة أمام خبايا ما يجري في عملية توزيع الإرث في الحاضر، ولكي أشرحه على صورة أقرب إلى الصحة، فإني أعود قليلا إلى مشاهد ترسمها الوثائق في إعلام الوراثة السابق لدولة الخلافة، فقد يكون في السابق الذي نراه إشارات إلى ما يجري في الحاضر أثناء إشهار إرث المشروع العربي القومي!
بعض الوثائق الملحقة باتفاقية "سايكس بيكو" الأولى مروعة! - فيها بالتحديد محضر جلسة جمعت بين رئيس وزراء بريطانيا "لويد جورج"، ورئيس وزراء فرنسا "كليمنسو" - وقد كنت بالأمس فقط منكبا على قراءته مرة رابعة أو خامسة!
كان الاجتماع في قصر "لانكستر" وسط لندن، وتاريخه بالضبط أول ديسمبر 1917.
وقد دار بين رئيس الوزراء البريطاني - ونظيره الفرنسي حوار، حول اتفاقية "سايكس بيكو" وكانت مطروحة عليهما، مع رغبة ملحة في ضرورة تعزيز التفاهم بين الحليفين الكبيرين: بريطانيا وفرنسا!
ووجَّه رئيس وزراء فرنسا "كليمنسو" سؤالا إلى رئيس وزراء بريطانيا "لويد جورج":
- صارحني يا صديقي بما تريد حقيقة، حتى لا تظل بيننا فيما بعد شبهة خلاف.
- ويرد "لويد جورج": مطلبي هو العراق وفلسطين، ويقاطعه رئيس الوزراء الفرنسي يسأله: هل هذا كل شيء؟! - قل لي ولاتخفى عنى، ويتردد رئيس الوزراء البريطاني، ثم قال على استحياء: أريد القدس (كانت القدس على الخريطة الأولى قد تركت لترتيبات دولية لاحقة، رغم أن فلسطين كلها كانت من نصيب بريطانيا).
- ويعود رئيس وزراء فرنسا إلى السؤال: حسنا، سوف أترك لك القدس! - ولكن هل هذه نهاية مطالبك - نريد إنهاء كل أسباب الخلاف بيننا، أسألك:
- هل القدس آخر الطلبات؟!
ثم يكرر السؤال:
- قل لي بحق صداقتنا هل لديك شيء لم تقله لي؟!
- ويرد رئيس وزراء بريطانيا وهو يتنهد تعبيرا عن الحرج:
- بصراحة - نعم. كذلك أريد الموصل (كانت الموصل حتى تلك اللحظة موضوعا معلقا في انتظار نهاية الحرب).
ويتنهد رئيس وزراء فرنسا كأنه يضيف بالصبر مكرمة جديدة، ويقول لرئيس وزراء بريطانيا:
- حاضر، خذ الموصل.
كأنما أقاليم الوطن العربي لعب في أيادٍ تملك اللعب بها، وبأقدارها ومصائرها وأهلها.
هل أزيد وأضيف من داخل المحاضر في هذا الاجتماع بين الرجلين حوارا أشعر بالإهانة كلما وقعت عيني عليه: فقد سأل رئيس وزراء فرنسا زميله البريطاني عن وعود عرف أن الإنجليز أعطوها للشريف حسين أمير مكة مقابل إعلان الجهاد الإسلامي ضد تركيا الخلافة، ويرد "لويد جورج" بقوله: هل تتصور يا صديقي أنني أقبل إلزام بريطانيا العظمى بورقة تعهد أعطيناها لقبائل بدو همجية؟! - كنا نريد الحصول على فتوى تريح الهنود المسلمين، لأنهم عنصر مهم في قواتنا، بالذات في الشرق الأوسط، كنا نطلب منهم وغالبيتهم مسلمون أن يحاربوا خليفتهم - وخشينا أن نعرضهم لأزمة ضمير، كنا محتاجين إلى إعطائهم فتوى بالجهاد ضد هذا الخليفة - فتوى ممن هو أقوى من الخليفة في وجوب طاعة المسلمين، فتوى باسم "محمد"، أليس هو الجد الأكبر للشريف "حسين"؟!
وبمقدار ما أن الشريف "حسين" في وسط ضباب "سايكس بيكو" الأولى راح يسمي نفسه: أمير المؤمنين، وملك العرب، وسلطان "الحجاز"، وحاكم "نجد" - فإن "معمر القذافي" وفي وسط ضباب "سايكس بيكو" الثانية راح يسمي نفسه زعيما تاريخيا، وقائدا أمميا، وملكا لملوك أفريقيا، والمصيبة أنه كان يقول ذلك بجد لا هزل فيه.
انتهى المراد من مقالة هيكل ولكنه مقال قوي تناولته الفضائيات وتحدث عن هجمه غربيه على المنطقه وهو مايتناسب مع مقالي في قرب الملحمه وتحدث عن غباء القذافي يوم اعطى اسلحته للغرب بعد القبض على صدام خوفا ان ياتيه مصير صدام وهو ما اكدته السنه النبويه ان هؤلاء القوم سيغدرون وليس كما يتوهم العوام مادام عندنا نفط لن يغدروا هذا كلام ساذج والافضل منه التمسك بالكتاب والسنه والتصديق بما اخبر عنه رسول الله صل الله عليه وسلم فالنفط والمصالح لاتعصم من الفتن بل العاصم هو الله سبحانه وقد بين سبحانه في كتابه وسنة نبيه العصمه الحقيقيه كما في الحديث الشريف (تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي ) هذا ما اردت بيانه والحمدلله رب العالمين
-