بيان الحقيقة :
عندما أقرأ لكتاب مخضرمين مهتمين بتأريخ الأمم ويطلعون على التفاصيل يشدني إليهم ما شدهم إلى ما يكتبون عنه مبينين من واقع من كتب عن أحداث العرب مع الروم والفرس وهما الأمبراطورياتان المتماستان مع الشعوب العربية . أما الشرق فإن لهم شأن أخر مع الإسلام وقبل الإسلام لم يكن من شيء بين العرب ومن وجيههم كالمجن سكان الشرق التتار حتى تلقوا حملات من حمل عليهم بسم الإسلام ثم فسد في الأرض فارتدوا عليه بسم الإسلام بفساد اكبر وأعظم . وأساس القضية من بداية الخلاف على من يخلف رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم . اصحاب رسول الله رضوان الله عليهم خلفاء راشدون لكن لم يكلف الله منهم أحد وترك الأمر بينهم شورى فلم يعقدوا شورهم بالمودة بل جردوا سيوفهم كل يطالب لنفسه باستحقاق الخلافة وتلك عادة الناس عرب وغير عرب ولا معصوم من حب الدنيا إلا الأنبياء والرسل وهم لم يكونوا أنبياء ورسل وإن تشرفوا بصحبة رسول الله إلا إنهم يبقون بشر يخطئون ويصيبون فكان ما كان من أمرهم في سقيفة بني ساعده حتى فصل بينهم عمر عندها بايع ابي بكر وقال من لم يبايع ابي بكر ضربت عنقه والكل يعرف شدة عمر وشجاعته وأعتبر من لا يبايع ابي بكر فهوى مرتد فخشوا الناس على أن يقال لهم مرتدين وتحصل فتنة عظيمة وهم بين إمبراطوريتين تتحين الفرصة عليهم لتنقض عليهم . التزموا الصحابة بيوتهم وجاءت قبيلة أسلم بسيوف مجردة من غمدها تؤيد عمر . تمت البيعة لأبي بكر والحكم والسلطة لعمر حتى ألت الخلافة لعمر بدون منازع بعد موت ابي بكر والصحابة في فتنة عظيمة فيما يدور بينهم من تناقل الخلافة دون أن يؤخذ مشورتهم وكان الرأي قطعي لعمر . بعد ذلك الت الخلافة لعثمان بعد موت عمر فكان عثمان وحيد بعد موت عمر وابو بكر ولم يكن له إلا بني امية فمكروا به والبوا عليه عماله في كل من العراق ومصر بما يوغر صدورهم بأن عثمان يخص معاوية من بيت مال المسلمين وقد ولى معاوية الشام ومعاوية صاحب حكم وسيادة من بيت زعيم قريش كلها وعنده من المال ما زاد في ولايته وله حنكه لم يضاهيه فيها احد وكان بجانبه داهية العرب عمر ابن العاص بعد موت عثمان الت الخلافة إلى علي فأبا معاوية مبايعته متعلل بما يعجز الأمام علي حيث طلب منه إحضار قتلت عثمان وهذا امر غير مقدور عليه فقال له بايع اول ثم إذا قويت الخلافة وسار لنا امصار ما يأتمر بأمرنا أمرنا بإحضارهم عن طريق الولاة فأبى معاوية وأيده في ذلك عمر أبن العاص قامت حرب بين الخليفة علي بن أبي طالب ومعاوية انتهت بالتحكيم لصالح معاوية بما جرى من أحداث لا داعي لذكرها . من هنا افترقت الأمة بين سنة وشيعة المتسننين بالسنة منهم مع معاوية كمذهب ذهبوا إليه بمن فيهم من علماء ومشايخ وأصحاب لرسول الله قالوا نحن على السنة ومنهم من قالوا نحن من شيعة أهل البيت مؤيدين لهم ولا نبايع معاوية قامت بينهم حروب حتى انتهت بقتل الحسين بن علي في عهد يزيد فترسخ الكره بين المتشيعة والسنة وكانوا ولاة الأمويين اقوياء بجيش منظم ومدد قوي كإمبراطورية قوية بمالها من أموال فاستضعفوا الشيعة لم ينالوا مكانتهم إلا فيما بينهم ولم يؤخذ بشيء من قولهم وكانت الريادة للسنة في التأليف والحديث والنقل والرفع ولاتفاق تحت الخلافة الأموية ثم العباسية وبقوا الشيعة منعزلين يأخذون من كتب أهل السنة والجماعة ما يسند اقوالهم فيما يتحدثون عنه من احداث عصرهم . مضت السنين حتى بلغوا العصور الوسطى المظلمة في اربا والت الخلافة بين المتصارعين عليها من أستقوى أخذها واجبر الناس على طاعته وعض عليها . في اربا قامت صراعات بين قياصرة من أسسوا بريطانيا وفرنسا وروسيا اليوم وألمانيا وباقي الدول الصغيرة التي هي اليوم موجودة في أربا وانشقوا منهم قراصنة وقطاع طرق كونوا ثروات هائلة من مكتسب ما أخذوه من الناس فترسخ فيهم حب السيطرة والرعب وسلب حقوق الناس فتعممت الفكرة على الأسبان والفرنسيين ولانجليز وتبعهم من تبعهم من الياريين الأوربيين حتى تمكنوا من بناء اساطيل بحرية قوية فغزا القارات الخمس وجعلوها مستباحة فنهبوا كل ما فيها وجعلوا منه قوة لإمبراطورية استعمارية ولم يجدوا من يقف لهم ويمنعهم كل العالم كانوا اضعف منهم فقضوا على الخلافة في الأندلس ثم التركية والبلاد العربية وألت إليهم القارة الهندية وأمريكا اللاتينية مملكة الإنكا وكسبوا الذهب والمجوهرات فصنعوا التيجان الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة والألماس وتسيدوا العالم ثم قامت المشاحنات الاستعمارية بين المانية وبريطانيا وروسيا وأمريكا انتهت بهزيمة المانيا وتقسيمها مناصفة دون أي اعتراض من أحد بعدها اقاموا هيئة الأمم وسنوا القوانين ولأنظمة لصالحهم يبطلوها ويقيموها حسب مصالحهم دون أي اعتبار لمصالح الأخر لأن النظرة مبنية أن لا مقام للطرف الأضعف وليس له الحق في نيل ما يناله الأقوى من قوانين أعدت لصالح الأقوياء مبنية على مصالح أنظمة وقيادات ذلك ما جعل القوي لا يلتزم بتعهداته لمن هو اضعف لأنه لا يرجوا منه شيء وما يريده منه سيأخذه شاء أم ابا ذلك ما حصل ويحصل في البلاد العربية لأن حكامها يفتقرون إلى الحاضنة الشعبية وهذا ما ركز عليه الغرب في علاقتهم بالأنظمة العربية منذ الأساس الأول من شروط القبول بهم كوكلاء أن لا تكون لهم حاضرة شعبية ويتكفل الغرب ببقائهم على السلطة من اجل ذلك شنقوا صدام واصطادوا القذافي وعزلوا حسني وبن علي وعجزوا عن رئيس اليمن لأنه خارج الحسبة الأوربية وتركوه للقادة العرب وخاصة دول الجوار بناءً على طلبهم . هذا والله أعلم .


رد مع اقتباس