كانت المرءة خير معين لزوجها لا تطلب منه لا قصر ولا فلة ولا منتجات باريس . كانت تحمل الماء على هامتها وتطحن الطحين حتى يجف كفها وتأتي بالحطب وتشارك في دخل زوجها فتكون حاضرة معه إن كان فلاح اعانته وإن لم يكن شقيت معه لتأمين ما يكفل لهم رزقها معه دون منة منها عليه ولا تسمع من يمتن على الأخر ثم إنها مرضية لزوجها فلا تكلفه شيء إلا أن يستظل معها ليس لها غرفة نوم ولا فرش وثير ولا حتى غطا يغطيها إلا ما اشمتلت عليه من مشملها وما تلتحف به من ملابسها وإذا ناداها زوجها لما له فيها لبت النداء فتهيء له نفسها بكل سعادة ورضا راضية بما قسم لها ربها طيبة الخلق صافية النية تحسن إلى جيرانها فتطعمهم منما تطعم وتحتسب الأجر حاضرة في كل المناسبات بما تعده من طعام مشاركة فعالة مميزة في اداءها مضيافة خلوقة تكرم اهل زوجها وتكرم اهلها رغم حاجتها . بها وبوجودها يسمى زوجها أبوا فلان وفلانه وبدونها يموت كلالة ورغم ذلك كله هو القيم عليها ولا ترفع عليه صوتها ولا تسبقه في القول فيما لا يخصها . تربي اولادها على محبتها ومحبة زوجها متأدبين لأهلها وأهل ابوهم فيكون الولد والبنت رغم الجفاء بارين بوالديهم ولم يكونوا ابدً مثل ماهم عليه جيل اليوم من عقوق ونكران لما قام ويقوم به والدهم فتجد أم اليوم لا شأن لها إلا نفسها لها الزوج ولأبناء ولها ما تريد بأمرها والكل يتبعها ولا ترضى وتبحث عن من يسعدها ويطلب ودها . فأي من قيمة للرجل في هذا العصر إلا أن يكسب رضا زوجته ولو كلفه ذلك أن يفتديها بالناس جميعاَ وأمه وأبوه ثم اخوانه وخاصته ويجعل القرب لها هي من تقرب وتبعد تأمره فيطيعها وإلا يكون زوج عاق لا يبر بها .