مبارك البراك
خبر اجتماع الرايات السود والصفر بالشام وربطه بالواقع ( تحقيق الخبر)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ارسل لي شخص عزيز رساله هاتفيه يسالني عن خبر ( اذا اقبلت الرايات السود من المشرق والرايات الصفر من المغرب حتى يلتقوا في سرة الشام يعني دمشق فهنالك البلاء ) كان جزاه الله خيرا يسالني عن صحة الخبر فبينت له على عجاله بعد ان رجعت له ان في سند الخبر راوي لم يتبين لي من هو وهو العله الان ثم خطر لي ان سؤاله ربما جاءه من طرف شخص اخر وانا ايضا علمت ان المقصود به احداث الشام خاصة ان حزب الشيطان المسمى زورا حزب الله راياته صفراء اقول هذا الخبر ذكره نعيم في باب مايكون من فساد البربر وقتالهم في ارض مصر والشام ولاتعنيني الروايات الكثيره التي لاتصح لاسندا ولاعقلا التي ذكرها في هذا الباب ولبعضها علاقة في خبرنا فمن خالف المنهج العلمي ولايحترم عقول الناس والله لن يوفق لافي دنيا ولااخره وانما يعنيني الاخبار القريبه من معنى الاثر الذي نحن بصدده فقد روى عن كعب وحسان بن عطيه نحو ذلك قبل الشروع في تحقيق الخبر رجعت الى الاثر والى موضع لبنان عن سوريا وان كانت لبنان اصلا هي تابعه للشام بل الشام من الناحيه الشرعيه كله غربا بالنسبه للمدينه النبويه ففتن الملاحم تشتعل منه وهو المراد به في العصر الحديث الشرق الاوسط لكننا نريد ان نقترب من الواقع اكثر وجدت في المعلومات العامه ان لبنان بالنسبه لسوريا تعتبر غربا فلا اشكال فهنا يكون خروج الرايات الصفر حزب الشيطان ودخولها للشام قد اتت من المغرب والرايات السود هي طالبان او القاعده وكلاهما لهم جنود هناك اعني في سوريا وقد اتو ا بالفعل من افغانستان او اتى بعضهم من العراق وكل هذا مشرق ليست القضيه اذا اخذت بالضوابط في اسقاطه واقعا لااشكال في هذا ويزيد هذا الاسقاط وضوحا اننا نسمع يوميا ان حرب سوريا قد تتحول الى حرب اقليميه سمعنا هذا مرارا من اكثر من سياسي خاصة ان اسرائيل تتخوف من ارسال روسيا صواريخ اس الروسيه الخطيره الى سوريا وهي عازمه على ذلك وسمعنا ان خطورة الوضع ازدادت لما دخل حزب الشيطان في المعركه اعود للخبر قال نعيم في الفتن اثر رقم 783 طبعة الزهيري حدثنا عبد الله بن مروان عن ابيه عن عمرو بن شعيب عن ابيه قال دخلت على عبد الله بن عمر حين نزل الحجاج بالكعبه فسمعته يقول اذا اقبلت الرايات السود من المشرق والرايات الصفر من المغرب حتى يلتقوا في سرة الشام يعني دمشق فهنالك البلاء فهنالك البلاء انتهى الاثر قد يقول قائل ان صح الخبر قد يريد ابن عمر ان الفتنة كانت ايام الحجاج بن يوسف اقول ليس الخبر واضحا في ذلك صراحة وانما كان ابن عمر يتحدث عن الفتن لان الوقت كان يومها مناسبا للحديث عن هذه الفتن فقد نزل الحجاج وصلى ابن عمر خلفه كما هو معلوم ومع ذلك ابن عمر ربما ان صح الخبر ربما توقع قرب امرا عظيما ونحو ذلك وليس بالضروره انه يريد الملاحم وفي فتنة ابن الزبير توقع احد الصحابه حدوث جيش الخسف كما في صحيح مسلم اعود فاقول الخبر في سنده شيخ نعيم بن حماد وهو عبد الله بن مروان لااعرف من هو المراد به ؟هل هو الخزاعي الثقه ام الجرجاني الدمشقي المتروك ام اراوي ثالث لانعلمه ؟ كذلك هو يروي عن والده ولاتعرف والده لان معرفتنا لوالده تتوقف على معرفتنا لابن مروان اذن شيخ نعيم وشيخ شيخه لايعرفان فاذا اضيفت عله ثالثه وهي ان رواية عمرو ن شعيب عن ابيه بالعنعنه محتملة التدليس كما قال ابن حجر في التهذيب لان روايته عن ابيه عن جده هذه مختلف فيها عند العلماء والراجح قبولها حسب الضوابط اما روايته عن ابيه فقط بالعنعنه كما هو هنا فهذه عله اذن هناك ثلاث علل من هنا تعلم خطأ المحقق ايمن عرفه محقق كتاب الفتن لنعيم بن حماد جين قال عن هذه الروايه اسنادها قوي وهذا جهل في علم الحديث لاشك في ذلك فهل احد قال عن رواية عمرو بن شعيب عن ابيه قويه ؟ فضلا عن هذا السند الذي لانعرف من هو شيخ نعيم ولاشيخ شيخه ؟ هل هو عرف هؤلاء الرواة ؟ اما مجدي الشوري في تحقيقه لكتاب الفتن فسكت عن الروايه وكل هؤلاء لاعلم لهم في الحديث ولم يحق كتاب الفتن حتى الان تحقيقا تقر به اعيننا اقول لو صح الخبرعن ابن عمر لكان له حكم الرفع فابن عمر بن الخطاب ليس معروفا في النقل عن الاسرائيليات كما هو معروف عن عدد من الصحابه امثال عبد الله بن عمرو بن العاص وابن عباس وعلي بن ابي طالب لان مرويات هؤلاء تحتاج الى ضابط او شواهد لرفعها ليس هنا بسط الكلام فيه على كل حال اعرضت عن روايات اخرى عن كعب وغيره في التقاء الرايات السود والصفر في الشام لانها لاتصح ويكفينا ماجاء عن ابن عمر بن الخطاب وقد جاء عن ابن عباس مرفوعا للنبي عليه الصلاة والسلام اذا اقبلت فتنة من المشرق وفتنة من المغرب فالتقوا ببطن الشام فبطن الارض يومئذ خير من ظهرها وسنده ضعيف جدا فيه يحيى بن سعيد العطار وهو متروك لكن اخرج ابو عمرو الداني في الفتن باب تعوذ النبي عليه الصلاة والسلام من فتنة المغرب ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ من فتنة المغرب وسنده ضعيف لكن صح عند الطبراني حديث 501 ج 17 ص 187 عن عصمة بن قيس السلمي رضي الله عنه كان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من فتنة المشرق قيل له فكيف بفتنة المغرب ؟ قال ذلك اعظم واعظم قال الشيخ حمدي السلفي في تحقيقه للطبراني رجاله ثقات ومثله الحديث الذي يليه كان يتعوذ في صلاته من فتنة المغرب وسنده صحيح ايضا هنا زادت الروايه في صلاته فهل المقصود بالتعوذ هنا من المشرق والمغرب ماذكر في رواية ابن عمر ان صحت في علم الله ؟ على ان التعوذ من الفتن مطلوب في كل زمان ومكان بل في كل وقت ومعلوم خبر تعوذوا من الفتن ماظهر منها ومابطن ومعلوم ان المشهور التعوذ من فتن المشرق لكن المغرب هل هو الشام ؟ خاصه ان مغرب المدينه هي الشام وخاصة ان الشام ارض الملحمه وهل لهذا التخصيص في جهة الفتنة الكبرى مغزى من كلام ابن مسعود رضي الله عنه حين اشار للشام وقال ان الساعة لن تقوم حتى لايقسم ميراث ولايفرح بغنيمه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ الامور كلها محتمله هذا ما اردت بيانه والحمدلله رب العالمين