لقد لقي الطفل أيام زمان عناية تامة بتربيته منذولادته حتى يصل إلى مرحلة يتعمد فيها على نفسه وقدكانت أم الطفل هي المرأة الوحيدة المسؤولة عن تربية طفلهاإذاكتب الله لهاالحياة بعدولادتها.
ومن هذه العناية التي حظي بهاالطفل حديث الولادة أيام زمان توفيرالجوالهاديء أثناء النوم لأن الطفل الصغير بحاجة للراحة ولن يجد الطفل هذه الراحة إلاعن طريق نومه في الأوقات المناسبة وأهمهافي الصباح وفي المساء.
وفي هذه العجالة سوف نتعرف على الوسيلة التي كانت تساعد على نوم الطفل أيام زمان والمعروفة عند الأجداد باسم"الهندول" وكلناقد عرفناالهندول بهذاالمسمى بأنه خاص بنوم الطفل أيام زمان ولايجد الطفل راحته إلا في هذاالهندول.
فياترى:
ماهو الهندول؟
الهندول:وهو عبارة قطعة من القماش النظيفة والخفيفةاللينة حيث تثنى هذه القطعة من القماش على طولها فتتحول إلى شبه وعاء أوكيس مفتوح ثم يربط طرفي القطعة في ركبتي القعادة الأمامية ثم يوضع الطفل الصغير داخل قطعة القماس المنثنية والتي قدربط طرفاها بركبتي القعادةثم تحرك القطعة باليد أوالرجل مع بعض من الأناشيد التراثية الخاصة بهذاالخصوص حتى ينام الطفل وهذه العملية تسمى بالرجاح.
وماهوالرجاح؟
لقد جرت العادة حسب التقاليد المتبعةعند أهل زمان على أن هناك بعض الأناشيد التراثية تتعلق بالمرأة أكثر من الرجال لأن الأناشيد التراثية تحتاج إلى صوت ناعم وهذاالصوت الناعم لاتجده إلا عندالمرأة نظراً لماتتمتع به من أنوثة بخلاف صوت الرجل الخشن الذي لايتناسب مع أداء بعض الأناشيد التراثية وقد اشتهرت المرأة عند أهل زمان بصوتها الشجي الذي يشنف الآذان عندسماعه حيث استغلت المرأة صوتها الجميل في أداء بعض الأناشيد التراثية بلحن مثير يتناسب مع المقام عند أداء هذه الأناشيد التراثية فمابالك بهذه الأناشيد التراثية إذا كانت خاصة بالرجاح والتي تبدأبتكراركلمة"هيوهاه"أكثرمن ثلاث مرات تعقبهابعض الأهازيج المسجوعة من الأم لطفلها أثناء تحريكه في الهندول لجلب النوم له فعندما يسمعها الطفل يسكت من البكاء ثم يغفووينام.
ثم:
وبعد مرورمن الزمن إلى أن نصل إلى وقتنا الحاضر:
هل الهندول مازال موجودا اليوم؟
وهل تستخدم طريقة الرجاح الممزوجة بألأهازيج التراثية الخاصة بالرجاح؟
حقيقة والحق يجب أن يقال مادام وأنناقدتطرقنا لهذا الموضوع تحت عنوان"الهندول بين الأمس واليوم"فلابد أن نكون منصفين في الإجابة على الأسئلة السابقة:
بالنسبة لوجود الهندول في وقتنا الحاضرفلاأستطيع أن أجزم القول بأن الهندول قداندثروولى مع الزمن الماضي ولم يكن موجودا في عصرنا الحاضروإنما هناك دلائل وقرائن تجعلنا نحكم ونقتنع بحكمناعلى عدم وجود الهندول في وقتناالحاضروإن وجد فهوليس بالأهمية ولايعكس صورة حقيقية للهندول التي كان يمثلها في الماضي فهناك أكثر من عامل قدساعدت على عدم استخدام الهندول في وقتنا الحاضرولعل من أهمها:
-عدم استخدام القعد في البيوت اليوم سواء أكانت للجلوس أوللنوم وكلنا نعرف ارتباط الهندول بالقعادة فإذاانعدمت القعادة من البيت انعدم الهندول واختفى من الوجود.
-عدم وجود الخبرة الكافية والثقافة التراثية وللاشعوربالأهمية عند الأم اليوم وذلك في طريقة استخدام الهندول وكيفية الرجاح مقارنة بالأم في الماضي عنداستخدامهاللهندول واهتمامهابتوفيرالراحة لطفلهاأثناء النوم.
طيب إذا كان الوضع الآن بهذاالحال عدم استخدام ...وعدم وجود...فكيف ينام طفل اليوم وهل يجد الراحة في نومه؟
أما بالنسبةللإجابة على هذا السؤال"كيف ينام طفل اليوم وهل يجد الراحة في نومه؟..ربما قد تكون الزبدة لمدى مفهومنالعنوان الموضوع "الهندول بين الأمس واليوم"
لاشك أن للحضارة التي نعيشهااليوم دوركبيرفي تغيير بعض مفاهيمناوتقاليديناالتي عرفناهاعن أجدادناوهذا واضح وملموس يعرفه المخضرمون ممن عاشوا في الماضي وأدركوا الحاضر..
وحيث أن الحضارة قد طغت على حاضرنابصورة مباشرة وأصبح الجميع متحضرين فقد دشنت الحضارةخطة البدائل التعليمية فأوجدت الوسيلة التي تساعد الطفل على النوم بدلا من الهندول الذي كان يستخدم أثناء نوم الطفل أيام زمان .
فمااسم هذه الوسيلة التي أنابت عن الهندول؟..وكيف تستخدم هذه الوسيلة البديلة عن الهندول؟..لاحظوا الصورة وأناعلى يقين بأنكم سوف تعرفون اسم هذه الوسيلة التي أنابت عن الهندول وطريقة استخدامهالأنكم متحضرون..
وأمابالنسبة للإجابة على الشق الثاني من السؤال"وهل يجد الطفل الراحة في نومه؟"..أترك لكم التأمل في الصورتين وملاحظة هيئة الطفل في الصورة الأولى ثم في الصورة الثانية ولكم التعليق إن أردتم .
والآن :
مع سؤال خفيف يتعلق بالموضوع:
أ-عرف الأجداد الهندول بهذاالمسمى "هندول"..فهل كلمة هندول لهجة أم فصحى؟
ب-كما تشاهدون لقد وجد في الصورة الأولى التي تمثل الهندول كأسامن الحديد المعدن فهل للكأس هنافائدة؟
شكرا على المتابعة وإلى اللقاء.