لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: هذه مشكلتي

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوابراهيم
    تاريخ التسجيل
    01 2010
    المشاركات
    2,269

    هذه مشكلتي

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ومن الذي ليست لديه مشكلة؟

    المشكلات جزء من الحياة، ولولا البعد والحرمان ما عرف المرء طعم اللقيا والوصال، ولو لا الفقر ما عرف الغنى، ولو لا الحزن ما عرف السرور.

    وبهذا تأذن الحق تبارك وتعالى أن هذه الدنيا دار عبور تمتزج فيها الآلام بالمسرات، ويختلط فيها الضحك بالبكاء، وبمقدار المعاناة وقسوتها يكون الفرح بانكشافها وزوالها وتبدل أحوالها.

    كل بيت فيه مشكلة، وكل إدارة أو مؤسسة أو بلد فهو كذلك، بل وكل نفس فيها مشكلة، وإذا كان الإنسان يدري أن نفسه لا تواتيه على ما يريد، ولا تطاوعه فيما يهوى، وأن فيها عليه من التلوم والتضجر والنكوص ما لا يكاد يحتمل، فكيف ظنه بالآخرين؟

    وكيف ظنه بالتعقيد الناتج عن الاجتماع بين فئة من الناس، أسرة كانوا، أم جيراناً، أم زملاء عمل، أم شركاء مهنة، أم رفاق طريق؟

    ومع هذا ففي الجماعة من الخير والأنس والمصلحة ما لا يظفر به الفرد المعتزل بذاته، وفي العزلة من الشرور ما ينيف على ما يكرهه المرء في الجماعة.

    وكم من فرد عالج المشكلة بالانخزال والاعتزال، فتداوى بالتي كانت هي الداء، وصار يتمنى ما كان يتعنى.
    قد تضيق المرأة من خلق زوجها وترى أن الحل في الطلاق، فإذا انفصلت قتلتها الوحدة، وبدأت تفكر بطريقة أخرى عكسية.

    وقد يضيق الموظف بعمله فيفارقه، وبعد حين يسوق الشفاعات ويكرر المحاولات ليعود إليه.
    فليس من الرشد إذاً أن يكون الحل السريع هو الحسم الذي نظن أنه يقضي على المشكلة من جذورها، وهو ربما صنع لنا معاناة أكبر مما كان.

    والمختصون يضعون خطوات عملية لمواجهة المشكلة تتلخص في:
    1- الإحساس والشعور بالمشكلة.
    2- ثم تحديدها تحديداً دقيقاً.
    3- ثم البحث والاستقصاء وجمع المعلومات والتعرف على الأسباب.
    4- وبعد ذلك يأتي وضع البدائل والفرضيات وتقويمها والحكم عليها.
    5- لنصل بعدُ إلى اختيار الحل المناسب.

    وهذه الخطوات فرع عن القدرة على الهدوء في مواجهة المشكلات، ومقاومتها.
    إن المشاعر الوقتية العاطفية تغلق منافذ التفكير، وتوهم أنه لا بّد من المفاصلة الحادّة مع موضوع المشكلة أو مع أطرافها.

    قد تنبع المشكلة من أعماقك، أو من تاريخك الطويل الذي لا تملك الانسلاخ عنه، أو من واقعك المفروض عليك...
    في أحيان كثيرة، نحن نحاصر أنفسنا بالمشكلات والعقبات، نعم هي موجودة قطعاً، لكن لدينا إمكانيات جيدة لتجاوزها، وعدم الوقوف عندها، مستعينين بالله، معتصمين بحبله، مرددين كل حين: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ).

    ومن الأدعية المأثورة في بعض الروايات عن الأنبياء السابقين: (اللهم لك الحمد، وأنت المستعان، وعليك التكلان، وإليك المشتكى، وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).

    نستطيع النظر إلى المشكلات بحجمها الطبيعي، فنسعى في علاجها أو تخفيفها، دون أن تعوقنا عن المسير، أو تقعدنا عن العمل والإنجاز، ونستطيع أن نرجئ بعض المشكلات التي تستعصي على الحل الآن، منتظرين فيها فرج الإله العظيم، الذي بيده التدبير.

    لكن مما لا شك فيه أن ترقب التفريج من الله عبادة ؛ لأنه أحد معاني الصبر، ومن الأسرار البديعة في هذا المقام أن هناك مشكلات كثيرة قابلة للحل، لكن دون قفز على المراحل، أو تسرع يفضي إلى الحرمان، وهناك مشكلات ليس لها حل الآن، فالحل في تأجيلها والصبر عليها حتى تحين فرصة البحث عن حل.

    وهكذا يبدو الصبر ضرورة لازمة في الحالتين، ومن هنا ورد الأمر به، والحث عليه في القرآن الكريم، حيث أحصيت كلمة الصبر ومشتقاتها فوجدتها جاءت في نحو مائة وثلاث آيات، بسبع وعشرين تصريفاً.
    بدون التجمل بالصبر تذهب جهودنا أدراج الرياح ؛ ولهذا قال عمر ـ رضي الله عنه ـ: وجدنا خير عيشنا بالصبر. رواه البخاري تعليقاً (6104).

    إذن نستطيع أن نحل المشكلات، بإذن الله، ونستطيع أن نخفف قسماً آخر منها، ونستطيع أن نتكيف مع الشريحة الثالثة من تلك المشكلات التي لم نجد لها حلاً حتى الآن، لكن يجب أن نعي تماماً أن الإنسان لو أمسك بيده مربعاً بحجم الكف ثم قربه من عينه، فهو سيحجب الرؤية عنه لا محالة، وهكذا المشكلات حين نعطيها حجماً أكبر، ونمنحها من وجداننا، وتفكيرنا، وحياتنا، فهي بذلك تحتل حيزاً أوسع، وتبدو لنا عائقاً جدياً أمام الانطلاق والعمل، ولذلك يقول المتنبي:

    وتكبر في عين الصغير صغارها
    وتصغر في عين العظيم العظائم

    ويقول:

    إذا اعتـاد الفتى خوضَ المنايا
    فأهون مـا يمر بـه الوحول!

    دون أدنى شك… سيجد الإنسان عوائق من أهله، خوفاً عليه وإشفاقاً، أو كراهية؛ لأنه يخالف مألوفاتهم وعاداتهم وتقاليدهم، أو حباً.. ومن الحب ما قتل.

    وسيجد عوائق من مجتمعه الخاص، مدرسة أو جامعة، أو إدارة، ومن محيطه العام الذي يهتم بملاحظة أفراده، والتعليق على مسالكهم.

    بل سيجد عوائق من نفسه، التي يجرها إلى الخير، وتجره إلى الشر، ولسان حاله يقول لها: مالي أدعوك إلى النجاة.. وتدعينني إلى النار؟

    لكنه سيجد من مدد الله وعونه، خصوصاً للداعين والمبتهلين والمتضرعين، وسيجد من الإرادة الصلبة التي جعلها الله في نفسه، وسيجد من معونة إخوانه المؤمنين، ورفاق طريقه، خير عون وزاد.

    وحتى حين تكون المشكلة نابعة من أعماقنا... يجب ألا تكون سوراً مضروباً علينا، لم لا ننهض من جديد، ونلملم جراحنا، ونستجمع شتات إرادتنا.. ونتطلع إلى المستقبل، بدلاً من كثرة الالتفات إلى الوراء…
    أليس الله هو التواب؟ أو لسنا بالخطائين؟

    توضأ القلب من ظني…بأنك غفار وصلى.. وكانت قبلتي الأمل
    دع الهوى لذويه يهلكوا شغفاً.. أو فاقتل النفس فيه مثل من قتلوا

    فليفزع المؤمن إلى ربه، وليستمسك بصحبة من يعينه على مشقة الطريق، وليشحذ عزيمته، ولينهض كلما كبا وهو لابد واصل.

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية نسايم ليل

    المنتديات الإسلامية
    تاريخ التسجيل
    10 2010
    المشاركات
    15,462

    رد: هذه مشكلتي

    موضوع جميل أستاذ أبو إبراهيم

    (اللهم لك الحمد، وأنت المستعان، وعليك التكلان، وإليك المشتكى، وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
    أحب الصالحين ولست منهم ....لعلي أن أنال بهم شفاعة
    وأكره من تجارته المعاصي ...ولو كنا سواء في البضاعة







  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوابراهيم
    تاريخ التسجيل
    01 2010
    المشاركات
    2,269

    رد: هذه مشكلتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسايم ليل مشاهدة المشاركة
    موضوع جميل أستاذ أبو إبراهيم

    (اللهم لك الحمد، وأنت المستعان، وعليك التكلان، وإليك المشتكى، وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
    شاكر ومقدر لك مرورك بارك الله فيك وجزيتي خيراً

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو نوف

    -

    الِمَايَسترو
    تاريخ التسجيل
    03 2005
    المشاركات
    27,642

    رد: هذه مشكلتي

    ماشاء الله تبارك الرحمن
    ليست بغريبة على شخصك هذا الطرح تعودناه منك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    \\
    دائماً ما نحاول ان نهرب من مشاكلنا التي تواجهنا وتركها اما للايام او تتفاقم وتكبر
    او تهمل ويظل القلب يحملها مكرهاً ومثقلاً بها مع ان هناك فئة قادرة على مواجهتها وحلها
    شكراً ابا ابراهيم على الطرح مع الحلول ويكفي ان التوجيه المباشر كان لرب العباد حيث النجاة دون وسيط
    تحياتي واكثر ابا ابراهيم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوابراهيم
    تاريخ التسجيل
    01 2010
    المشاركات
    2,269

    رد: هذه مشكلتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو نوف مشاهدة المشاركة
    ماشاء الله تبارك الرحمن
    ليست بغريبة على شخصك هذا الطرح تعودناه منك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    \\
    دائماً ما نحاول ان نهرب من مشاكلنا التي تواجهنا وتركها اما للايام او تتفاقم وتكبر
    او تهمل ويظل القلب يحملها مكرهاً ومثقلاً بها مع ان هناك فئة قادرة على مواجهتها وحلها
    شكراً ابا ابراهيم على الطرح مع الحلول ويكفي ان التوجيه المباشر كان لرب العباد حيث النجاة دون وسيط
    تحياتي واكثر ابا ابراهيم نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    اسعدني مرورك الطيب بارك الله فيك وفي عملك

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو سيف الراجحي
    تاريخ التسجيل
    04 2012
    المشاركات
    426

    رد: هذه مشكلتي

    يعطيك العافية
    اللهم اجعلنا من الصابرين وأصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا

    اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبوابراهيم
    تاريخ التسجيل
    01 2010
    المشاركات
    2,269

    رد: هذه مشكلتي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سيف الراجحي مشاهدة المشاركة
    يعطيك العافية
    اللهم اجعلنا من الصابرين وأصلح لنا ديننا ودنيانا وآخرتنا
    شاكر ومقدر لك مرورك ومتابعتك بارك الله فيك

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية تسويق دورات
    تاريخ التسجيل
    09 2015
    المشاركات
    38

    رد: هذه مشكلتي

    جــــمــــيل جــــدا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •