34- باب في الذمي يُسْلم في بعض السنة، هل عليه جزية؟
3053ـ حدثنا عبد اللّه بن الجراح، عن جرير، عن قابوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " ليس على مسلم جزيةٌ".
3054ـ حدثنا محمد بن كثير قال: سئل سفيان يعني عن تفسير هذا فقال: إذا أسلم فلا جزية عليه.
35- باب في الإِمام يقبل هدايا المشركين
3055ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام قال: حدثني عبد اللّه الهَوْزَني قال:
لقيت بلالاً مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بحلب، فقلت: يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: ما كان له شىء، كنت أنا الذي ألي ذلك منه منذ بعثه اللّه تعالى إلى أن توفي وكان إذا أتاه الإِنسان مسلماً فرآه عارياً يأمرني فأنطلق فأستقرض فأشتري له البردة فأكسوه وأطعمه، حتى اعترضني رجل من المشركين، فقال: يا بلال، إن عندي سعةً فلا تستقرض من أحد إلا مني ففعلت، فلما أن كان ذات يوم توضأت ثم قمت لأؤذن بالصلاة، فإِذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار، فلما أن رآني قال: يا حبشيٌّ؛ قلت: يا لَبَّاهُ ، فتجهَّمني وقال لي قولاً غليظاً، وقال لي: أتدري كم بينك وبين الشهر؟ قال: قلت: قريب، قال: إنما بينك وبينه أربع، فآخذك بالذي عليك فأردّك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك، فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس، حتى إذا صليت العتمة رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى أهله فاستأذنت عليه فأذن لي، فقلت: يارسول اللّه، بأبي أنت وأمي إنَّ المشرك الذي كنتُ أتديَّنُ منه قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي عني ولا عندي، وهو فاضحي، فأذن لي أن آبق إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا، حتى يرزق اللّه تعالى رسوله صلى اللّه عليه وسلم ما يقضي عني، فخرجت حتى إذا أتيت منزلي فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومِجَنِّي عند رأسي، حتى إذا انشقَّ عمود الصبح الأول أردت أن أنطلق، فإِذا إنسان يسعى يدعو: يا بلال، أجب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فانطلقت حتى أتيته، فإِذا أربع ركائب مناخاتٍ عليهنَّ أحمالهنَّ فاستأذنت، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أبشر، فقد جاءك اللّه تعالى بقضائك" ثم قال: "ألم تر الركائب المناخات الأربع؟" فقلت: بلى، فقال: "إنَّ لك رقابهنَّ وما عليهنَّ فإِنَّ عليهنَّ كسوةً وطعاماً أهداهنَّ إليَّ عظيم فدك، فاقبضهنَّ واقض دينك" ففعلت، فذكر الحديث، ثم انطلقت إلى المسجد، فإِذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قاعد في المسجد فسلمت عليه، فقال: "ما فعل ما قبلك؟" قلت قد قضى اللّه تعالى كلَّ شىء كان على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلم يبق شىء، قال: "أفضَل شىءٌ؟" قلت: نعم، قال: "أنظر أن تريحني منه، فإِنِّي لست بداخلٍ على أحدٍ من أهلي حتى تريحني منه" فلما صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العتمة دعاني فقال: "ما فعل الذي قبلك" قال: قلت: هو معي لم يأتنا أحد، فبات رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد وقصَّ الحديث، حتى إذا صلى العتمة يعني من الغد دعاني قال: "ما فعل الذي قبلك؟" قال: قلت: قد أراحك اللّه منه يارسول اللّه، فكبَّر وحمد اللّه شفقاً من أن يدركه الموت وعنده ذلك، ثم اتبعته، حتى إذا جاء أزواجه فسلم على امرأة امرأة، حتى أتى مبيته، فهذا الذي سألتني عنه.
3056ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا مروان بن محمد، ثنا معاوية، بمعنى إسناد أبي توبة وحديثه، قال عند قوله: "ما يقضي عني" فسكت عني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فاغتمزتها.
3057ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا أبو داود، ثنا عمران، عن قتادة، عن يزيد بن عبد اللّه بن الشِّخِّير، عن عياض بن حمار قال:
أهديت إلى النَّبيِّ صلى اللّه عليه وسلم ناقةً فقال: "أسلمت؟" فقلت: لا، فقال النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "إنِّي نهيت عن زبد المشركين".
![]()







رد مع اقتباس