لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: تفسير سورة النازعات .. الشيخ السعدي رحمه الله

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ناجع الودعاني
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    الدولة
    KSA (جازان)
    المشاركات
    151

    رد: تفسير سورة النازعات .. الشيخ السعدي رحمه الله

    (3)

    *****

    (قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ)
    [سورة النازعات 12]

    {قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ} أي: استبعدوا أن يبعثهم الله ويعيدهم بعدما كانوا عظاما نخرة، جهلا [منهم] بقدرة الله، وتجرؤا عليه.

    *****

    (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ)
    [سورة النازعات 13 - 14]

    قال الله في بيان سهولة هذا الأمر عليه: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ} ينفخ فيها في الصور. فإذا الخلائق كلهم {بِالسَّاهِرَةِ} أي: على وجه الأرض، قيام ينظرون، فيجمعهم الله ويقضي بينهم بحكمه العدل ويجازيهم.

    *****

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ناجع الودعاني
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    الدولة
    KSA (جازان)
    المشاركات
    151

    رد: تفسير سورة النازعات .. الشيخ السعدي رحمه الله

    (4)

    *****

    (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَىٰ)
    [سورة النازعات 15]

    يقول [الله] تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى} وهذا الاستفهام عن أمر عظيم متحقق وقوعه. أي: هل أتاك حديثه.

    *****

    (إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)
    [سورة النازعات 16]

    أي: هل أتاك حديثه {إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى} وهو المحل الذي كلمه الله فيه، وامتن عليه بالرسالة، واختصه بالوحي والاجتباء.

    *****

    (اذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ)
    [سورة النازعات 17]

    {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} أي: فانهه عن طغيانه وشركه وعصيانه، بقول لين، وخطاب لطيف، لعله {يتذكر أو يخشى}.

    *****

    (فَقُلْ هَلْ لَكَ إِلَىٰ أَنْ تَزَكَّىٰ * وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ)
    [سورة النازعات 18 - 19]

    {فَقُلْ} له: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} أي: هل لك في خصلة حميدة، ومحمدة جميلة، يتنافس فيها أولو الألباب، وهي أن تزكي نفسك وتطهرها من دنس الكفر والطغيان، إلى الإيمان والعمل الصالح؟
    {وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ} أي: أدلك عليه، وأبين لك مواقع رضاه، من مواقع سخطه.
    { فَتَخْشَى } الله إذا علمت الصراط المستقيم، فامتنع فرعون مما دعاه إليه موسى.

    *****

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ناجع الودعاني
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    الدولة
    KSA (جازان)
    المشاركات
    151

    رد: تفسير سورة النازعات .. الشيخ السعدي رحمه الله

    (5)

    *****

    (فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَىٰ)
    [سورة النازعات 20]

    {فَأَرَاهُ الْآيَةَ الْكُبْرَى} أي: جنس الآية الكبرى، فلا ينافي تعددها {فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ لِلنَّاظِرِينَ}

    (فَكَذَّبَ وَعَصَىٰ * ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَىٰ * فَحَشَرَ فَنَادَىٰ)
    [سورة النازعات 21 - 23]

    {فَكَذَّبَ} بالحق {وَعَصَى} الأمر، {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى} أي: يجتهد في مبارزة الحق ومحاربته، {فَحَشَرَ} جنوده أي: جمعهم {فَنَادَى}.

    (فَحَشَرَ فَنَادَىٰ * فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَىٰ * فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَىٰ)
    [سورة النازعات 23 - 25]

    {فَقَالَ} لهم: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} فأذعنوا له وأقروا بباطله حين استخفهم، {فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الْآخِرَةِ وَالْأُولَى} أي: صارت عقوبته دليلا وزاجرا، ومبينة لعقوبة الدنيا والآخرة،

    (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَىٰ)
    [سورة النازعات 26]

    {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى} فإن من يخشى الله هو الذي ينتفع بالآيات والعبر، فإذا رأى عقوبة فرعون، عرف أن كل من تكبر وعصى، وبارز الملك الأعلى، عاقبه في الدنيا والآخرة، وأما من ترحلت خشية الله من قلبه، فلو جاءته كل آية لم يؤمن [بها].






  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ناجع الودعاني
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    الدولة
    KSA (جازان)
    المشاركات
    151

    رد: تفسير سورة النازعات .. الشيخ السعدي رحمه الله

    (6)

    *****

    (أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ ۚ بَنَاهَا)
    [سورة النازعات 27]

    يقول تعالى مبينا دليلا واضحا لمنكري البعث ومستبعدي إعادة الله للأجساد: {أَأَنْتُمْ} أيها البشر {أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ} ذات الجرم العظيم، والخلق القوي، والارتفاع الباهر {بَنَاهَا} الله.

    (رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا)
    [سورة النازعات 28]

    {رَفَعَ سَمْكَهَا} أي: جرمها وصورتها، {فَسَوَّاهَا} بإحكام وإتقان يحير العقول، ويذهل الألباب،

    (وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا)
    [سورة النازعات 29]

    {وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا} أي: أظلمه، فعمت الظلمة [جميع] أرجاء السماء، فأظلم وجه الأرض، {وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا} أي: أظهر فيه النور العظيم، حين أتى بالشمس، فامتد الناس في مصالح دينهم ودنياهم.

    (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا)
    [سورة النازعات 30]

    {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ} أي: بعد خلق السماء {دَحَاهَا} أي: أودع فيها منافعها.
    وفسر ذلك بقوله:

    (أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ)
    [سورة النازعات 31 - 33]

    {وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} أي: ثبتها في الأرض. فدحى الأرض بعد خلق السماء، كما هو نص هذه الآيات [الكريمة]. وأما خلق نفس الأرض، فمتقدم على خلق السماء كما قال تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ} إلى أن قال: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وهي دخان فقال لها وللأرض ائتنا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} فالذي خلق السماوات العظام وما فيها من الأنوار والأجرام، والأرض الكثيفة الغبراء، وما فيها من ضروريات الخلق ومنافعهم، لا بد أن يبعث الخلق المكلفين، فيجازيهم على أعمالهم، فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه،



  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ناجع الودعاني
    تاريخ التسجيل
    03 2010
    الدولة
    KSA (جازان)
    المشاركات
    151

    رد: تفسير سورة النازعات .. الشيخ السعدي رحمه الله

    (7)

    *****

    فمن أحسن فله الحسنى ومن أساء فلا يلومن إلا نفسه،
    ولهذا ذكر بعد هذا قيام الساعة ثم الجزاء فقال:
    (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَىٰ * يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَىٰ)
    [سورة النازعات 34 - 35]

    أي: إذا جاءت القيامة الكبرى، والشدة العظمى، التي يهون عندها كل شدة، فحينئذ يذهل الوالد عن ولده، والصاحب عن صاحبه [وكل محب عن حبيبه].
    {يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ مَا سَعَى} ما سعى في الدنيا، من خير وشر، فيتمنى زيادة مثقال ذرة في حسناته، ويغمه ويحزن لزيادة مثقال ذرة في سيئاته.
    ويعلم إذ ذاك أن مادة ربحه وخسرانه ما سعاه في الدنيا، وينقطع كل سبب ووصلة كانت في الدنيا سوى الأعمال.

    (وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَىٰ)
    [سورة النازعات 36]

    {وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى} أي: جعلت في البراز، ظاهرة لكل أحد، قد برزت لأهلها، واستعدت لأخذهم، منتظرة لأمر ربها.

    (فَأَمَّا مَنْ طَغَىٰ * وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَىٰ)
    [سورة النازعات 37 - 39]

    {فَأَمَّا مَنْ طَغَى} أي: جاوز الحد، بأن تجرأ على المعاصي الكبار، ولم يقتصر على ما حده الله.
    {وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} على الآخرة فصار سعيه لها، ووقته مستغرقا في حظوظها وشهواتها، ونسي الآخرة وترك العمل لها.
    {فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [له] أي: المقر والمسكن لمن هذه حاله،

    (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ)
    [سورة النازعات 40 - 41]

    {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ} أي: خاف القيام عليه ومجازاته بالعدل، فأثر هذا الخوف في قلبه فنهى نفسه عن هواها الذي يقيدها عن طاعة الله، وصار هواه تبعا لما جاء به الرسول، وجاهد الهوى والشهوة الصادين عن الخير، {فَإِنَّ الْجَنَّةَ} [المشتملة على كل خير وسرور ونعيم] {هِيَ الْمَأْوَى} لمن هذا وصفه.

    (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا)
    [سورة النازعات 42]

    أي: يسألك المتعنتون المكذبون بالبعث {عَنِ السَّاعَةِ} متى وقوعها و {أَيَّانَ مُرْسَاهَا} فأجابهم الله بقوله:

    (فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَىٰ رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا)
    [سورة النازعات 43 - 44]

    أي: ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها؟ فليس تحت ذلك نتيجة، ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية، بل المصلحة في خفائه عليهم، طوى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه فقال: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا} أي: إليه ينتهي علمها، كما قال في الآية الأخرى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلا بغته يسألونك كأنك حفي عنها قل إنما علمها عند الله ولكن أكثر الناس لا يعلمون}.

    (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا * كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)
    [سورة النازعات 45 - 46]

    {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} أي: إنما نذارتك [نفعها] لمن يخشى مجيء الساعة، ويخاف الوقوف بين يديه، فهم الذين لا يهمهم سوى الاستعداد لها والعمل لأجلها. وأما من لا يؤمن بها، فلا يبالي به ولا بتعنته، لأنه تعنت مبني على العناد والتكذيب، وإذا وصل إلى هذه الحال، كانت الإجابة عنه عبثا، ينزه الحكيم عنه

    [تمت] والحمد لله رب العالمين.




ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •