السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين
حكم الإسبال
إسبال الإزار إذ ا قصد به الخيلاء فعقوبته أن لا ينظر الله تعالى أليه يوم القيامة ولا يكلمه ولا يزكيه وله عذاب اليم . وأما إذا لم يقصد به الخيلاء فعقوبته أن يعذب ما نزل من الكعبين بالنار لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحاف الكاذب ب وقال : ( من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة فهذا فيمن جر ثوبه خيلاء وأما من لم يقصد الخيلاء ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار . ولم يقيد ذلك بالخيلاء ولا يصح أن يقيد بها بناء على الحديث الذي قبله لأن أبا سعيد الخدري رضى الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج أو قال لا جناح عليه فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من ذلك فهو في النار ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه يوم القيامة رواه مالك وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حيان في صحيحه ذكره في كتاب الترغيب والترهيب في القميص صـــــــــ88ــــــــ / ج 3
ولان العملين مختلفان والعقوبتين مختلفتان ومتى اختلف الحكم والسبب امتنع حمل المطلق على المقيد لما يلزم على ذلك من التناقض وأما من احتج بحديث أبي بكر فتقول له ليس لك حجة فيه من وجهين الأول أن أبا بكر رضي الله عنه قال إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن اتعاهد ذلك منه فهو رضي الله عنه لم يرخ ثوبه اختيالا منه بل كان ذلك يسترخي ومع ذلك منه فهو يتعاهده . والذين يسبلون ويزعمون أنهم لم يقصدوا الخيلاء يرخون ثيابهم عن قصد فنقول لهم إن قصدتم إنزال ثيابكم إلى أسفل الكعبين بدون قصد الخيلاء عذبتم على ما نزل فقط . بالنار وإن جررتم ثيابكم خيلاء عذبتم بما هو أعظم من ذلك لا يكلمكم الله يوم القيامة ولا ينظر إليكم ولا يزكيكم ولكم عذاب اليم . الوجه الثاني أن أبا بكر رضي الله عنه زكاة النبي صلى الله عليه وسلم وشهد له أنه ليس ممن يصنع ذلك خيلاء فهل نال أحد من هؤلاء تلك التزكية والشهادة ؟ ولكن الشيطان يفتح لبعض الناس اتباع المتشابه من نصوص الكتاب والسنة ليبرر لهم ما كانوا يعملون والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم نسال الله تعالى لنا ولهم الهداية