جُل بيوتنا لا تخلو من عربسات أو نايل سات
أو كلاهمــــــا معا ً
أصبحت هذه القنوات حديث الناس الذين يشاهدونها
ويعجبون من جرأتهــا وتجــــــاوزها على الأصول
ثم يستنكرون فعلها تماماً مثلما أفعل أنا وغيري دائماً
ثم نستمر في مشاهدتها
وتقليبها وكأنها إدمان لا فكاك منه

إن فيها لضرر مثلما التطرف والإرهاب

.
.
.


أعتقد أن مخرجيها وكتاب أغانيها وملحنيها
بل أجــــــزم أنهم قد درسوا علم النفس
فوظفوا مطربتهم بما لديها من مؤهلات لإستثارة
تلك المشاعر الكامنه في النفس الأمارة بالسوء
خصوصاً لدينا نحن معشر الذكور
فهاهي هيفاء وهبي دائماُ ما تثير الرغبات الخفية
بغمزة ولفظه وهمسه تحمل ألف معنى
تعاكس بها المشاهد المغلوب
بأفعال وتصرفات فاضحه
ولا قانون يعاقبها

إنه ليس بفن بل إثارة لئيمة
لعلها أفضح وأكثر وقعاً من أفلام العري والجنس الصريحه
فهذه سلعة معروفة وغير متوافرة في ( الفضاء العام )
إلا بإشتراكات وبطاقات ومتـــــــاجر جنس في الغرب
إنه عالم يدخله من يدخله وهو مدرك لما يتوقع أن يراه
عارفاً بذنبه وفعله الذي يتم خلف أبواب مغلقة

أما روبي ونانسي عجرم وغيرهن كثير
فنشاهدهن في السهرات العائلية
وحولنا بناتنا وأولادنا
ولرفــــــــــع العتب
يصرخ أحدنا في منتصف العرض أو ما يصح نسمية الجلسة النفسيه
قائلاً
خلاص .. غيروا القناه هذه حرمه .. ماتستحي ؟!..

الأمر الخطير الآخر أن هذا الفيديو كليب
يزور عالمنا الحقيقي ويفرض علينا صورة غير صحيحه
فتشركنا نحن العامه في عالم متسيب
لا نعرفــــه ولا نعيشـــــه
مثل تلك الأغنية التي تجري أحداثها في أوتوبيس أو عبر قطار
وفجاة يتحول الركاب إلى راقصين ومطبلين ومزمرين
تقف إحداهن راقصة بملابس خليعة وسط الرجال
وصناديق الفاكهة والفـــــــــــراخ
بينما تصفق لها طرباً سيده أربعينية قد تكون زوجه أو أما مربيه
.
.
.

نعرف جيداً أن بعضاً من الخلاعه تحصل ليلياً
في ملاهي القاهرة وبيروت برعاية خليجيه في العاده
ولكنها لاتحصل في شوارعهـــــا
حيث يعيش المواطن العادي المطحــــــون
وليس كما في رؤيةالمخرج الفنية

هل هي محاولة لإزالة ذلك الفاصل
بين رغبات النفس الأمارة بالسوء والحقيقة ؟..

كيف سيؤثر كل ذلك علينا ؟..

هل هو أكبر تحد يواجه التدين والإنضباط بالخلق الإسلامي ؟..

في معظم الدول العربية قدراً من الخــــــلاعة
الناطق باللسان والجسد
ولكن في حدود يحدها المال والقدرة والزمان والمكان
ولكن كــم الخلاعة الذي ينتشر ويزداد بإستمرار ويرخص
ويصبح متاحاً لطبقات أكثر هو الأخطر حينما نشاهده
فيحيط بنـــا
فلاتقفل باباً إلا وقد جاءك من باب آخر

ماذا نفعل ؟..

هل نستسلم ونعتبرها إفرازاً طبيعياً
للعولمه والإنفتاح والتقنية ؟..

أم أننا بحاجة إلى موقف شجاع
يتسلح بالدين والاخلاق ويُعزز بالقانون ؟..
.
.
.

إن الإعلام والفن الذي نريده
قضية أشمل من أحاديث وخطب رتيبه
في الإذاعة والتلفزيون
أو روايات وأفلام تاريخية
تظهر بلباس معين وتجهـــــــــــم لافت للنظر
وتحبس معانيها بتقعر لغوي
يحول دون العذوبة العربية في البساطة والأداء
حيث تنقلب إلى حاجز نفسي
بدل أن تكون أداة تسهيل وتوصيل
.
.
.

إن الفن والإعلام المطلوب
هو القيم والمنطلقات التي تكمن وراء
تخطيط وتطهير وتنقية كل ما يذاع ويشاع
بمختلف أشكاله وأوعية فقراته الإعلامية
ليكون ذا منبت حسن ومصب حسن
إنه إعلام الكلمة الطيبة والوعاء النظيف
الذي يسهم بإعادة بناء الإنسان وإسترداد إنسانيته
وتخليصه من العبودية لغير الله
إبتداء من فقرات الترفيه والترويح
وإنتهاء بإعلام الأزمات والشدائد والملمات
.
.
.

الصـــــراخ على قدر الألم يا أستاذ منصور
وسألخصه لاحقاً في نقاط حول ما تبقى من مطبات
فاعذر إنجرار قلمي خلف باقي المطبات
دمت كما أنت باحتقارك لهم ومن ينتمي إليهم

أعـذب التحـــــايا