لاشك ان القراءة لا تخلو من الفائدة والمتعة ولكن الصعوبة تأتي في البدايات الاولى فالنفس قد اعتادت على السهل فالواحد منا بدل ان يقرأ كتاباً يشاهد التلفاز باستمرار ويجلس ساعات وساعات يشاهد ذلك المسلسل ويراقب ذلك البرنامج وذلك لسهولة المشاهدة وعدم بذل الجهد في التلقي ولوجود بعض عناصر الإغراء والإثارة وكل ذلك مرهون بقيمة العمل الفني الذي يقدمه التلفاز ومدى ما يقدمه لشريحة واسعة من البشر ولا بد لكل إنسان منا ان يكون على حظ من الثقافة ليلائم ويواكب العصر وإلا لأصبح متخلفاً عن ركب الحضارة ولا شك بأن القراءة هي الوسيلة التي لا غنى لنا عنها لتحقيق تقدمنا وبناء شخصيتنا وتطورنا ..
وقبل ان نقرأيا أصدقائي ينبغي ان نتمكن من القراءة ونعرف شيئاً عن ماهية القراءة وقد ذكر لنا العلماء بأن للغة جانبين اساسيين :
أولهما ، الجانب الفسيولوجي : ويشمل التعرف على الحروف والكلمات والنطق بها صحيحة والسرعة في القراءة وحركة العين أثناء القراءة ووضعية القاريء وكلها أمور مهمة تلعب دوراً هاماً للفهم والاستيعاب .
وثانيهما ، عقلي: يتمثل في ثروة المفردات وفهم المعاني القريبة والمعاني البعيدة واستخلاص المغزى وأخيراً التفاعل مع المقروء ونقده.
ومعرفة القراءة تتطلب:
1- فنية قراءة الحروف: إذ إن يكون قادراً على قراءة الحروف.
2- الفهم: ومعرفة القراءة تتطلب فهم ما تشتمل عليه الحروف وترجمتها الى فكر ومشاعر وآراء وعواطف.
3- الحكم: قد يتمكن المرء مما يقرؤه كاملة ولكنه لا يستطيع ان يتبين المغالطة المختبئة تحت الإثبات الذي يبدو له حقيقة فلا بد من الحكم والنقد بالاضافة الى الفهم.
وظائف القراءة:
1- الوظيفة المعرفية : إذ تعد القراءة إحدى وسائل الاتصال الأساسية لانتقال الأفكار بين الناس وبها تنفتح أمام الفرد آفاق من المعرفة لا حدود لها. ومما تفيد القراءة الفرد في الوظيفة المعرفية أمور منها:
أ- معرفة القراءة من أهم الوسائل في التعرف على الحضارة الانسانية.
ب_ تساعد الفرد على التقدم في التحصيل الدراسي .
ج_ تجيب القراءة عن الكثير من تساؤلاتنا العلمية.
د_تسهم القراءة في النمو العقلي فالعقل ينمو بالقراءة.
أ- تشبع القراءة فينا حاجات نفسية كثيرة ففيها تشبع حاجة الفرد لأتصال مع الآخرين ومشاركتهم في أفكارهم ومشاعرهم كما تشبع حاجته الى الاستقلال إذ تمكنه من الاعتماد على نفسه في تحصيل المعرفة والاستقلال.
ب_ تساعد الفرد على التكيف النفسي في مواجهة الصراع وحالات الإعاقة أو القصور عن تحقيق الاهداف، يلجأ الفرد الى القراءة القصص أو القراءة بوحه عام على أنها ملجأ للتنفيس عن بعض الضغوط النفسية التي يعانيها.
ج_ وتساعد على تنمية ميول الفرد واهتماماته والاستفادة من أوقات الفراغ والاستمتاع بها.
3-الوظيفة الاجتماعية وتتجلى في :
أ- ان القراءة تؤدي دورا اساسيا في اعداد الفرد للحياة الاجتماعية.
ب- ان القراءة وسيلة لنقل تراث المجتمع لأبناء الجيل وتنقيحه وتطويره .
ج- ان للقراءة دورا في تقارب الفكر في داخل الجماعة.
د- ان القراءة وسيلة لأتصال الفكري والتبادل الثقافي بين الشعوب المختلفة.
اللغة من حيث الأداء:
أولا: القراءة الجهرية :
وهي ذلك اللون من القراءة التي يؤديها الفرد بصورة شفوية مستخدماً فيها نطق الحروف والكلمات والاداء وتكون القراءة والاداء وتكون القراءة بحسب المواقف ، والغرض منها تعويد الفرد على صحة القراءة وجود النطق وحسن الاداء وهي مفتاح الطلاقة والدقة .
ومن مواقف القراءة الجهرية الاجتماعية:
إلقاء التعليمات ، القراءة للآخرين ، القراءة بقصد إمتاع القاريء واتمتاع السامعين ، قراءة قطعة أدبية لأستمتاع بمضمونها وموسيقاها ، قراءة محاضر الجلسات ، القراءة بقصد إعطاء الآخرين فكرة عن موضوع.....
ثانياً: القراءة الصامته :
ومنها قراءة الصحف ، قراءة القصص بقصد التسلية ، قراءة مسألة اقتصادية أو اجتماعية ، قراءة لاعداد درس أو تقرير ، قراءة لتكوين رأي ، قراءة لحل مشكلات خاصة ...
وتمارس هذه القراءة بإعمال البصر والفكر والعقل والتمحيص والتدقيق في الجزء المقروء.
القراءة من حيث الغرض العام:
1-قراءة التحصيل ترمي الى استظهار المعلومات وحفظها.
2-قراءة لجمع المادة العلمية والمقصود تناول مجموعة من الكتب والمراجع والتنقيب فيها .
3- القراءة الترفيهية بقصد الترويح عن النفس.
4- القراءة الناقدة وهي من أرقى أهداف القراءة إذ يتمثل فيها الوعي والقدرة على التحليل .
5- القراءة بقصد التصفح السريع :
وهو مهم في حياتنا المعاصرة التي كثرت فيها المطبوعات والكتب.
والقراءة من حيث طعبيعية المادة المقروءة فإذا كان ما يقرأ تاريخياً عدت القراءة تاريخية وهكذا ...
وينبغي صديقي الشاب ان تحقق القراءة فيك أهدافها وهي .
1- ان تتوفر في قراءتك السرعة المناسبة والفهم الصحيح والتدرج فيها.
2-ان ينمو ميولك الى القراءة.
3-ان تقدر على الاداء المعبر عن المعنى في تلاوة القرآن الكريم وإنشاء الشعر.
4-ان تقدر على انتقاء المادة الصالحة للقراءة.
5-ان تزيد القراءة من ميولك الى البحث واستخدام المراجع والمعاجم والانتفاع بالمكتبة والفهارس.
6-ان تتصل من خلال قراءتك بنتاج المجيدين من الادباء والعلماء واصحاب الأساليب في مختلف العصور .
وهكذا تبدت لك عزيزي الشاب القراءة على ماهيتها وانواعها ووظائفها وفوائدها ، فما عليك إلا ان تشمر عن ساعد الجد وتشرع في القراءة بأشياء محببة إليك وتبدأ بالنقد رويدا رويدا بعد ان تكون ألممت بزاد واف من العلوم المختلفة فعليك ان تكون إنساناً مثقفاً ، فالمثقف الذي يقرأ ويطلع على ما يدور من حوله من شتى العلوم والتطورات والمستجدات . حتى ترضى عن نفسك وإلاّ لن يكون مجتمعك راضياً عنك وفخورا بك .
|
 |
رد مع اقتباس
