![]()
وعد الرئيس الأميركي جورج بوش بمحاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي اعتقلته القوات الأميركية السبت في تكريت، وقال في تصريح صحفي مقتضب بالبيت الأبيض إن صدام "سيواجه العدالة التي حرم الملايين منها".
ودعا الرئيس الأميركي العراقيين إلى وقف الهجمات على قوات التحالف بعد اعتقال صدام، وقال "لن يكون عليكم أن تخشوا حكم صدام حسين أبدا بعد اليوم"، مشيرا إلى أن ما وصفه التعذيب والبوليس السري ذهب دون رجعة وقال إن اعتقاله يمثل نهاية حقبة قاتمة ومؤلمة.
وأقر بوش مجددا بأن اعتقال صدام لن يعني نهاية ما وصفه بالعنف في العراق. وحذر من أنه لا يزال أمام القوات الأميركية نضال طويل تخوضه في العراق.
وقال "سنواجه إرهابيين سيواصلون قتل أبرياء بدلا من القبول بإرساء الحرية في قلب الشرق الأوسط، مثل هؤلاء الرجال يشكلون تهديدا مباشرا للشعب الأميركي وسيهزمون".
![]()
صدام مستسلما للفحص الطبي (الفرنسية)
احتجاز صدام
وقد اقتيد الرئيس العراقي البالغ من العمر 66 عاما إلى مكان مجهول تحت الحراسة المشددة. جاء ذلك بعد اعتقاله مساء أمس دون أي مقاومة من جانبه في مزرعة قرب بلدة الدور القريبة من تكريت مسقط رأسه.
وكان صدام مختبئا في قبو بعمق سبعة أمتار وعرض كاف لأن يمكن شخصا من التمدد فيه. وعرضت القوات الأميركية اليوم شريط فيديو يصور صدام بعد اعتقاله.
وظهر صدام ملتحيا في الشريط الذي عرض في مؤتمر صحفي في بغداد عقده الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر. وأظهر الشريط صدام وهو يخضع لفحص طبي دون أي مقاومة ثم أخذت عينة على ما يبدو من فمه لإجراء فحص الحامض النووي. وعرضت صورة يبدو أنها التقطت لاحقا لصدام بعد حلاقة لحيته.
وعلق قائد قوات الاحتلال الأميركي في العراق الجنرال ريكاردو سانشيز على شريط الفيديو مقدما تفاصيل عن اعتقال صدام الذي كان يتصدر قائمة تضم 55 مطلوبا.
![]()
سانشيز يعلن تفاصيل اعتقال صدام (الفرنسية)
وأكد سانشير أن صدام لم يبد أي مقاومة وكان "متعاونا ويتكلم بسهولة" لدى اعتقاله.
وأوضح سانشيز أن عناصر الفرقة الرابعة المدرعة مدعومة بالقوات الخاصة نفذت العملية التي أطلق عليها الفجر الأحمر، وأضاف أن العملية تمت دون إطلاق نار ولم يسقط فيها مصابون.
وقد سمحت قوات الاحتلال الأميركي لعدد من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي بلقاء صدام حسين وهو في الأسر. وقال عدنان الباجه جي عضو المجلس إن صدام لم يبد لهم أي ندم وقال لوفد المجلس إنه "كان قائدا عادلا وحازما".
وأوضح أعضاء الوفد أن صدام حسين لم يبد أي أسف لاجتياح الكويت أو للحرب مع إيران, أو حتى لمجزرة حلبجة ضد الأكراد, بل حاول تبريرها.
وقال ممثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية عادل عبد المهدي إن صدام اعترف في اللقاء بقيادته لعمليات المقاومة ضد الاحتلال الأميركي.
![]()
صدام سيواجه محكمة لجرائم الحرب (الفرنسية)
محاكمة صدام
وطالب قادة مجلس الحكم العراقي بتقديم صدام حسين للمحاكمة في العراق جزاء ما اقترفه بحق الشعب العراقي.
وقال رئيس مجلس الحكم الانتقالي الحالي عبد العزيز الحكيم في تصرحيات للصحافيين بمدريد إن صدام حسين سيحاكم بموجب القانون المعمول به أمام المحكمة التي أنشئت في العراق.
وأكد موفق الربيعي عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي إن الجرائم التي ستنظر فيها المحكمة تشمل تلك التي كانت ضد إيران والكويت وجميع فئات وطوائف الشعب في الفترة من 17 يوليو/ تموز 1968 حتى الأول من مايو/ أيار 2003.
وأوضح الربيعي في مؤتمر صحفي ببغداد أن المحكمة التي سيكون مقرها في متحف هدايا صدام حسين السابق، وستعتمد أساسا على القوانين العراقية إضافة إلى القوانين والمعاهدات الدولية وسيكون قضاتها عراقيين مع إمكانية الاستفادة من خبراء أجانب.
وأضاف أن المجلس توصل إلى اتفاق مع التحالف ليحيل إليه المتهمين حتى يحاكمهم العراقيون أنفسهم.
لكن القاضي نور الدين دارا عضو مجلس الحكم الانتقالي قال إن بدء عمل المحكمة سيأخذ وقتا دون ذكر مهلة زمنية محددة. وأوضح أن المحكمة ستضم خمسة قضاة عراقيين من ذوي الخبرة والكفاءة يعينهم مجلس الحكم لا سلطة التحالف.
المصدر :الجزيرة + وكالات