امضِ معي الى قاع كلماتي ..
تصعلك معي على أرصفة السطور ..
حاول أن تفهم ..
لماذا لا أسمع صدى ارتطام حروفي بالقاع مصحوبا بصوت لهاث قلمي ؟
لماذا لا أشتم رائحة الحريق تفوح من أصابعي المشتعلة قهرا وهي تهوي بكل جراحاتي
على مطارق حروف الكيبورد المستسلم ؟
لــمـــــــــــــــاذا أصبح القمر رثا ... وهو يرقب ببرود عصفورا من نور يغرز منقاره بشجاعة
في قلب مكيدة تتربص بشحوم أحلامنا المترهلة ( لأنها منذ قرون محلك سر ) ..
عصفور وحيد يقف في وجه الريح ليحول بين أن تتحول أوطاننا الى رقعة شطرنج ..
يصمد .. يصمد .. حتى يبرق رجم نيران تزفه أخيرا الى السماء .. حيث خُـلق ليكون ..
لماذا يطرق الصحو رأسي بمطرقته وينهال عليّ بفلاشات ( الحقيقة ) حيث لا مفر من غثيان
أن أدرك أنني سجينة ( هنا - الآن ) ..
وأحاول عبثا تخدير ذاكرتي المثخنة بتضاريس الوطن ..
أظل أركض .. أركض .. من ليل الى ليل وأنا أبحث عن شمعة أطارحها البكاء ..
لماذا يهدر دم نصوصي المعتقلة في درج مكتبي .. لأسرع بعد مباشرتها بغسل أصابعي الملطخة بحبر
قد يكون شاهدا على جرمي ..
لماذا لا أسأم الانــــتـــــــــــــــــظــاااار ..
وأمارس نفس الطقس في كل ليلة ..
أتلفع بقطيفة الليل وفي ركن منسي أهمس في أذن الريح ..
أنفخ في مبخرتي .. وأتلو ..
أستحضر أرواح أبطالي .. استنهضهم من رقدتهم ..
أقرع قبورهم بريشتي ..
فيهبطون علي ّ والمسك يقطر منهم ..
في كل ليلة .. يسألونني ذات الأسئلة ..
لماذا نحن هنا ؟
هل تغيّر شيء ؟
هل سقطت آخر الأسوار ؟
فأخبيء وجهي في مبخرتي خجلا ..
وأهطل دمعة ................................
دمعة تستجدي عتبات النسيان ..
دمعة تحاول أن تتقيأ ذاكراتها ..
وتعجز الا عن ابتلاع خيبة تعرف طريقها الى صدري كسيف يرتد الى غمده ويستوي فيه ..