مجلس القات
في مكان ما رائحة كريهة كانها حظيرة حيوانات ترعى انه منظر المتعاطين وهم يبصقون ما يمضغون في منظر مقزز للنفس البشرية، ولا يقبله الذوق العام.
لاحظت أثناء جلوسي اختلاف الحالات النفسية بين المتعاطين... تبادلت الحديث مع رجل أخذ يشيد بالقات بل وصفه أنه علاج ... وبدا أن المخزنين يتحدثون بنشاط وحيوية كبيرة، ويتبادلون الحديث في قضايا كثيرة ومتشعبة بفعل القات الذي يبث فيهم هذا النشاط، و بدأ الصمت والهدوء يغزو المكان، حيث انتقال متعاطي القات إلى عالم من الخيال، بل ويبدو وهو يحدثك أنه واثق من إمكانياته تماما.
بعد ذلك يشعر المدمنون بالخمول والكسل وعدم الرغبة في القيام بأي مجهود عضلي أو ذهني وتسيطر على المتعاطي حالة من الشعور بالقلق..
الناحية الدينية
القات يؤثر على العقل ويطرد النوم وفيه نشاط وروحنة ويشمل على مضار تؤثر على الدين والعقل والبدن لما فيه من إضاعة المال وما يجلبه من أمراض ولما اشتمل عليه من الصد عن الصلاة وعن ذكر الله فهو محرم شرعاً، باستدلاله بقوله تعالى:{يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون} وروي عن ابن عمر- أن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: «كل مسكر خمر وكل خمر حرام».
وقد ثبت أن للقات خصائص المسكر والذي من إثمه الصد عن الصلاة وتضيع الأموال والأوقات وتجلب الأمراض، وأنه مثير للطرب والنشوة و محرك للشهوة، إضافة أنه حاصد للأموال والأوقات مفني للأعمال في اللهو والباطل وطاعة الشيطان، وعلى كل فالقات بعد استحلابه ومضغه في الفم يغير العقل عن حالته ويحدث النشوة المطربة وتوارد الأفكار والتخيلات ويشعر متعاطيه بأنه قادر على كل شيء وربما وقع في أمر محرم مضر بالدين والنفس، ولاشك أن القات فيه ضرر وفيه تفريط في حقوق الأهل والأولاد وسعي في إفساد أفراد المجتمع وكم من تشتيت للأطفال وتمزق للأسر وطلاق للنساء وتعكير للحياة الاجتماعية حصلت بأسبابه وكم عانت النساء و لهذا فا القات حرام شرعاً وقد نص على تحريمه كثير من العلماء
خصائص مادة نبات القات وتأثيراتها الصحية
يحتوي القات على مجموعة من المواد كيميائية وأهمها (الكاثين والكاثنون) فالمادة الأولى الكاثين وجد أنها مادة مؤثرة للدماغ وتم تصنيف المادة ضمن المواد المخدرة وأما مادة كاثنون حيث وجد الباحثين أنها أكثر تأثير على الدماغ من 7إلى10 مرات من مادة الكاثين وأن تركيبها شبيهة جداً بمادة الأمفيتامين (المخدر المعروف) وعلى إثر ذلك تم تصنيف هذه المادة ضمن قائمة الأدوية المؤثرة نفسياً وعقلياً.
و لتعاطي القات انعكاسات سلبية حيث لها تأثير النفسي والعقلي ومصدره هاتان المادتان بالذات حيث تقوم بتحفيز مادة الدوبامين والأدرينالين بالجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى آثار مختلفة كزيادة خفقان القلب وارتفاع ضغط الدم الشرياني والنبض السريع وتوسع حدقة العين. أما من ناحية النفسية فأنه يؤدي إلى ضعف في الشهية للأكل والشعور بلإبتهاج وكثرة الكلام والحركة وصعوبة النوم وإمكانية وجود خيالات بصرية قبل النوم ومن الآثار المهمة تفاقم حالات الفصام العقلي والذهان .
ومما يتصل بالآثار النفسية للقات هو القوة الاعتمادية للمادة حيث يميل المتعاطي إلى شراء واستخدام القات يومياً بأي شكل ويصعب علية التوقف وإذا توقف تظهر عليه علامات ضيق بالصدر وتعب عام بالجسم وميل إلى النوم , لكن هذه الآثار لا تظهر على كل شخص بنفس القوة وكذلك يمكن تجاوزها إذ إن درجة الاعتمادية في القات تعتبر متوسطة.
الآثار الاقتصادية
:
ضعف المسؤولية تجاه الأسرة بسبب غياب الرجل عن المنزل لساعات يومياً، أو وجوده بانفراده عن أسرته في المنزل مما يحمل الزوجات والأمهات أعباء ومسؤوليات مضاعفة، إضافة لقلة الانضباط العملي والوظيفي حيث يؤدي السهر واضطراب الوقت لدى المخزّن إلى الغياب أو الحضور بإنتاجية ضعيفة.
الآثار الاجتماعية
تتمثل في نشوء استعدادات غير طبيعية تساعد على الانحراف إلى الإجرام وذلك نتيجة الانعكاسات النفسية اوالسلوك الانحرافي الإجرامي والشعور بالأنانية وضعف الإحساس وبالتالي اختفاء الولاء للأسرة والوطن مما قد يؤدي إلى تأثر الحياة الاجتماعية وإلى التفكك الأسري، كما يلعب القات دوراً كبيراً في حدوث البطالة المؤدية إلى الفقر الذي يجر إلى ارتكاب السرقة، والجرائم المخلة بالشرف والمروءة، خاصة في غياب الوازع الديني القوي لهذه الفئة من الناس، وتكون نتائجه عدم الاستقرار الأسري وفقدان الأمن الاجتماعي.
كما يقدم المدمن للقات نموذجاً سيئاً من السلوك لأبنائه، حيث يتركهم يعانون الحرمان والحاجة, بسبب انشغاله بنفسه، فيفقد الأبناء الثقة في أنفسهم، مما يدفع الأبناء إلى سلوكيات غير سوية، وعدم تحمل للمسؤولية،, وقد يحترفون السرقة، ويتعاطون القات وغيره من المخدرات، كما أن الأبناء يقتدون بآبائهم فإذا انتشرت هذه العادة بين الأجيال المتعاقبة سيكون لدينا في المستقبل مجتمع متهالك تسوده الفوضى ولا يقوم بواجباته
اعاذنا الله واياكم شر كل مكروه
..............................