الصحفي نسي ان يسأل سمو الأمير عن المجهولين ومشاكلهم!!!
أما عن العبارات فاقرؤا على لسان احد رموز فرسان مايلي
عبارات فرسان ووزارة النقل
جريدة عكاظ
ابراهيم مفتاح
لن أكتب - هذه المرة - من بنات افكاري «الطازجة» ولكني سأكرر بعض الافكار التي سبق أن كتبتها او شيئاً منها.. وسأتكئ - أيضاً - على وسائد بعض ما طرحه بعض الكتاب على صفحات هذه الجريدة وعلى صفحات بعض الجرائد الاخرى.
سأتحدث عن «جزيرة فرسان» وعن حالها قبل سنوات خلت.. واختصارا سأبدأها منذ عام 1398هـ عندما زار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز «وزير الداخلية» هذه الجزيرة وما اعقب تلك الزيارة الميمونة من تحولات تطورية في حياة اهلها بعد ان كان معظمهم وربما كلهم يفكرون في الخروج منها بسبب ما تعانيه جزيرتهم من عزلة موقعها داخل مياه البحر الاحمر وما ترتب على ذلك من عدم مواكبة الايقاع الحياة المتطور الذي يعيشه هذا الوطن من اقصاه الى اقصاه فكانت زيارة سموه الكريم رحمة من الله ثم لفتة كريمة من الدولة - حفظها الله - اذ لم يمر طويل زمن حتى اصبحت «فرسان» تتمتع بما تتمتع به كبريات المدن من خدمات تعليمية تمثلت في العديد من المدارس ابتداء من رياض الاطفال الى المراحل الثانوية باقسامها المختلفة - بالنسبة للبنين - والى مرحلة «كلية للتربية » بالنسبة للبنات وكذلك خدمات صحية تمثلت في بناء مستشفى حديث وافتتاح عدد من مراكز الرعاية الاولية التي وفرت على ابناء هذه الجزيرة وقراها مشقة الانتقال - عبر البحار - الى اماكن اخرى والحديث يطول عن الخدمات الكهربائية التي وصلت الى كل بيت وكل قرية بالاضافة الى شبكات الطرق الاسفلتية التي ربطت قرى هذه الجزيرة واجزاءها بعضها ببعض ابتداء من الميناء البحري الذي بني على احدث المواصفات.ولعل اهم حسنة من حسنات زيارة سموه العبارات الثلاث التي كانت بمثابة الجسر العائم بين «مدينة جازان» و«جزيرة فرسان» والتي تم تأمينها وبدأ عملها في مدة لا تتجاوز اربعة او خمسة أشهر وكانت -ايضا- بمثابة بوابة التنمية الحقيقية التي ادخلت فرسان الى بهو الحياة المعاصرة وما زالت تعمل الى يومنا هذا رغم انتهاء عمرها الاساسي وعمرها الافتراضي حيث وصل هذا العمر الآن الى تسعة وعشرين عاما.ومن منطلق هذا العمر المتناهي في القدم ومن منطلق ان هذه العبارات اصبحت لا تفي بالغرض نتيجة ازدياد حركة الحياة وتزايد متطلباتها وخوفا من حدوث مكروه - لا قدر الله - بسبب عمرها الزمني الطويل.من هذا الواقع ومن هذه الظروف الملحة تكرمت الدولة - حفظها الله - مرة اخرى ممثلة في مجلس الوزراء الموقر بموافقته التي صدرت يوم الاثنين الموافق 19/6/1426هـ باعتماد مائتي مليون ريال لشراء ثلاث عبارات جديدة بمواصفات حديثة تكون بدلا عن العبارات القديمة وعُهد بأمر هذه العبارات الى وزارة النقل.
لقد كان اهل فرسان يتوقعون ان ينعكس اهتمام الدولة على كل من يعنيهم الامر بصدد هذه العبارات وان تتم اجراءات شرائها او بنائها في مدة تتناسب مع ضرورة الحالة العاجلة اليها لكن الايام تمضي اسبوعا بعد اسبوع وشهرا بعد شهر وعندما طال المطال تساءلت بعض الاقلام - بعد مرور عام كامل - على صدور موافقة مجلس الوزراء ومن هذه الاقلام ما كتبه الاستاذ عبده خال في زاويته اليومية «أشواك» في موضوع كان عنوانه «المتردية والنطيحة» حيث اشار «خال» الى انه «مع كارثة عبارة السلام 98 نشطت وزارة النقل «اعلامياً» في مراجعة وسائل النقل في اطراف المملكة الخ» الى ان قال في موضوعه ذاك الذي نشر يوم الاثنين الموافق 30/5/1427هـ «على الواقع اجدني متعاطفا مع أهالي جزر فرسان وتذكير وزارة النقل بالعبارات الثلاث الموعودة فقد مضى عام على الوعد واخشى ان لا يفاجئنا تعليق من احد مسؤولي وزارة النقل قائلا: ان المائتي مليون ذهبت لمشروع آخر او للجان او للدراسة ومذكرا الوزارة ان هذا المبلغ خرج من ذمة مجلس الوزراء لصالح عبارات جزر فرسان.. الخ»
ومرة اخرى فرحت فرسان واهلها عندما نشرت هذه الجديدة يوم الخميس 24/6/1427هـ موضوعا بعنوان «تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين.. استئجار عبارتين لنقل الركاب والسيارات بين جازان وفرسان» وتحت هذا العنوان الطويل كتب منصور الشهري من الرياض «تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - بقيام وزارة النقل بتأمين ثلاث عبارات بحرية جديدة ذات مواصفات فنية متقدمة بدلا من العبارات الحالية لنقل الركاب بين جازان وفرسان مجانا.. وقع وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري امس عقد استئجار عبارتين سريعتين بمواصفات فنية متقدمة بين كل من وزارة النقل واحدى المؤسسات الوطنية المتخصصة لمدة عامين بمبلغ 65،160،000 ريال» الى آخر الخبر الذي اوضح سعة كل واحدة من هذه العبارات لعدد حمولتها من السيارات والركاب والسرعة التي لا تزيد عن ساعة بين جازان وفرسان», بالاضافة الى تفاصيل اخرى.
ومرة ثالثة او رابعة فرحت هذه الجزيرة واهلها وتضاعفت الفرحة عندما نشرت جريدة «الوطن» خبرا يوم الثلاثاء 7/7/1427هـ حيث كتب محمد مانع من ابها «كشف مصدر مطلع في وزارة النقل انه سيتم تشغيل العبارتين الجديدتين اللتين ستقومان برحلات منتظمة بين جازان وفرسان نهاية الشهر الجاري «رجب» وللخبر بقية طويلة ظلت تملأ النفوس املا الى ان قرأنا تصريحا - في احدى صحفنا المحلية - للفريق الركن طلال بن عبدالمحسن عنقاوي جاء عنوانه كالتالي «عبارات جزيرة فرسان منتهية الصلاحية.. وحرس الحدود غير مسؤول عنها».
رغم طول كتابتي هذه ازعم اني اختصارا للموضوع اقول لقد مر شهر رجب وتبعه شعبان وها نحن اليوم في رمضان وآمل الا يكون الوقت ما زال مبكراً.