لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: يكفي يا أماني !!

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    يكفي يا أماني !!

    يكفي يا أماني !!
    أرسلت إليه تقول :

    قدرت انساك في وهمي
    وفي الواقع تعبت انساك
    قدرت انساك في بوحي
    وفي صمتي ألم ناداك
    أنا اللي كنت لك وحدك
    وضعت اليوم من بعدك
    وسط قلبي نقشت اسمك
    ووسط عيني غدا رسمك
    أنا بيدي سقيتك حب
    ونا بيدي كسرت الكاس

    ولما قرأ تلك الرسالة التي وصلته عبر الجوال ، وقف في مكانه ولم يتحرك وكأنما تخشبت قدماه وعجز عن الحركة ودارت في رأسه المعاني والحكايات والذكريات 00 ويسأل نفسه : هل هي صاحبة الرسالة ؟ أمعقول أن تكون هي ؟!
    ويمر شريط الذكريات أمام عينيه ، ويرى ابنة العاشرة حينما كان يعود من الملعب بعد تمرين في كرة القدم ، وبعد أن يغتسل ويلبس ثوبه ، كيف هي تأخذ المشط ، وترفض أن يمشط رأسه هو أو أي أحد ، إلاّ هي ، ثم تمشط شعر رأسه ، ويجلس على كرسيه وهي بالقرب منه ، ونظراتها لا تفارقه ، ويقول في نفسه : أمعقول أن ابنة العاشرة تحب هذا الجامعي الذي على وشك التخرج من الجامعة ويصبح موظفا ؟! لكن يرجع ويقول : هي الطفولة ما أحلاها وما أجملها وأروعها ، فيها البراءة وصفاء النفس والضمير 0 ويتذكر كيف يجلس يغني لها وهي تضحك ومبسوطة :

    أماني تعايرني بكثر النوم وتقلي
    قم اسهر الليل ونا باعملك خلي
    أنا لما شفت العسل من خدها سال لي
    مديت باليد قالت بالأدب خلي
    يا هل ترى الأيام تنسيك عن حبي
    والنوم علي حرام لو رحت يا خلي

    ثم يعود يقرأ الرسالة مرة ثانية ، ويطلق معها الآهات والزفرات ، ويقول : لقد أخذ له الشيب في رأسي وشنبي مواقع ، وأرى أبنائي وهم في طولي وحجمي ، وما زالت تلك تحبني ! من أي طينة هي تلك الفتاة ؟! 00 ويتذكر حينما ذهب يودعها وأهلها وهم مسافرين ، وكانت تلك هي الوداعية التي لم تعد بعدها إلا وقد أصبحت فتاة ناضجة ( عروس ) ودعها وأهلها وعاد وهو يقول :

    غدا تسافر آه من نهار غد
    يا ليت فجره بالأسفار لم يزف
    بل ليته من سجل الدهر مخترم
    ما دام قلب لقلب في الغرام وفي
    أنى أطيق اصطبارا عن معذبتي
    عاما ، وفي قربها يزداد بي كلفي
    لئن صبرت ، وصبر المرء يورثه خيرا
    فصبري عنها مورث تلفي
    عاد إلى منزله واستلقى على كرسيه ويقول : والله لقد حبيت ابنة العاشرة ، وما هذا الذي يحصل لي إلاّ الحب بعينه ! وهويحاول النوم ويقول :

    غدا تسافر قالت تودعني
    وللأسى سحب بالدمع لم تكف
    وصافحتني بكف فوق معصمه
    فن الخضاب كخط النسخ في الصحف
    وددت أن يميني فيه قد بترت
    كي لا تفارقه من مفصل الكتف
    فقلت واختمرت بالله أنتظري
    دقائقا نتواسى قبل تنصرفي
    فكم يعز لقاء فيه تجمعنا
    خلوة كهذه حتى على الصدف
    وما السعادة إلا لحظة جمعت
    قلبين بالحب في طهر وفي شرفي
    قالت لدي ظروف لا تمكنني
    وقد علمتها ، قلت العفو لا تخف
    نفسي فداؤك مما تكرهين ومن
    عذل العذول وكيد للحسود خفي
    من لي سواك حبيب ورد وجنته
    وجمر مبسمه يذكي به كلفي
    إذا رنوت بألحاظ الرضا بلغت
    مني مشاعر أنسي قمة الترف
    وكلما نظرت عيني إليك جنت
    حسنا جديدا به من قبل لم تطف
    فأقبلت إذ ذاك قائلة
    اقبل بربك يا هذا أعذاري مع أسفي
    إن أبقى فالصيف ميعاد اللقاء هنا
    وإن أمت فبوعدي في النشور أفي
    وغادرت وسرى قلبي يلاحقها
    تخطو ويخفق لم يهدأ ولم تقف
    وكم تطاول ليلي بعدها قلقا
    أجوب مهمه فكري تائه الهدف
    مسهد الطرف أزجي زفرتي لهبا
    لو مس لفحها مقرور الجسيم دفي
    أقلب الفرش شكا أن تكون به نار
    ومصدر النار في الضلوع خفي
    داء الفراق بقلبي وهي مهلكة
    ونادر من بقلبه داء فشفي
    سافرت ، ولم تغب سنة ككل مرة ، بل غابت سنوات ولم تعد إلاّ وقد أصبحت عروسا وقد بدت محاسنها وجمالها يظهر أكثر ، وكان هو قد تزوج بعد أن تخرج في الجامعة وعمل معلما بمدرسة قريبة من قريته 0 وفي عصرية أحد الأيام جاء إليه من يقول له : لقد وصل فلان وأولاده من الرياض 00 سكت وأطرق برأسه وهو يقول : أماني 00 أماني 00 هل هي معهم ؟ هل هي معهم ؟ وهل عرفت أنني قد تزوجت ؟ وهل 00 وهل 00
    حتى إذا كان المساء ذهب يسلم عليهم ويرحب بهم ، ولما رأى أماني 00 ياه هل هذه هي ؟ لقد كبرت وأصبحت جميلة جدا جدا 00 سلم عليهم جميعا 00 باركت له أمها بزواجه وكذا والدها 00 أماني لم تتكلم ، جلس عندهم يتحدث ويضحك 00 وعين أماني لم تفارقه 00 بل ترسل إليه أسئلة تقول له : لماذا لم تنتظرني ؟ لماذا تزوجت وتركتني ؟ وأنا التي بنيت عليك قصرا من الآمال 00 وجعلتك وسط قلبي ، ولا ينافسك فيه أحد 0 كان يرد على أسئلة عيونها ، بأجوبة ترسلها عينيه ، كنت صغيرة يا أماني ولم يدر بخلدي أنك تحبيني كل هذا الحب وأنك تريديني زوجا 00 كنت أقول براءة الطفولة 00 قاطعت أمها تلك النظرات والعتاب الخفي ، بقولها : لقد تقدم لأماني عريس , وهو فلان 00 يرد : ربنا يتمم بخير ، وألف مبروك 00 لأنه كان يريد أن تكون أماني سعيدة مهما كانت الأثمان ، ومهما كانت الأسباب 00 لا يريد أن يكون هو السبب في تعاسة أماني ولا يريد أن يشعر بالذنب 00
    قالت الأم : لكن أماني رافضة ذلك العريس 00 يرد : أرى أن توافقي ، إنه شاب ووسيم وموظف 00 ولا بد أن توافقي يا أماني 00 تنظر إليه أماني بنظرة تعجب يعلوها الحزن : أنت تطلب مني الموافقة ، نعم أريدك أن تكوني سعيدة ، وأمنيتي أن أراك سعيدة 00 تصمت أماني وكأنها تقول : لقد تغير كل شيء فيه حتى قلبه وحتى كلامه ، وها هو يمشي من عندنا بسرعة ، وهو الذي كان يقضي جل وقته عندنا ، عندما نأتي لزيارة أقاربنا هنا 00 الله عليك يالدنيا !!! 0 غابت أماني وغاب عنها ومرت سنوات ثم سمع أنها تزوجت بذلك الفتى الذي تقدم لها وطلب منها الموافقة عليه ، فرح لذلك فرحا شديدا لأنه لا يريد أن يكون سببا في تعاسة أو شقاء أماني 00
    مرت الأيام وفي ليلة وعند الساعة الثانية بعد منتصف الليل يرن الهاتف يرد عليه 00 ألو 00 ألو 00 ما أحد يتكلم 00 وفي الليلة الثانية وفي نفس الوقت يتصل ذلك المتصل ، ويرد 00 ألو 00 ألو 00 ما أحد يتكلم ، ويتمثل قول الشاعر :

    قالت : سكت وما سكت سدى
    أعيا عليك الكلام أم نفدا
    كان الشباب وكان لي أمل
    كالبحر عمقا كالزمان مدى
    عمر صديق كان يحلف لي
    إن نحت ناح وإن شدوت شدى
    لكنني لما مددت يدي و
    وأدرت طرفي لم أجد أحدا

    وهنا يسمع صوتا يأتيه من سماعة الهاتف بعد فراغه من الشعر : صح لسانك ، ياه هذا صوت بنت ، هذا الصوت ما هو من صوت بنات قريتنا 00 هذا خليجي ، من الشرقية ، من الرياض ، من الطائف 00 وبعد ثلاثة أيام يعود ذلك المتصل ، وفي هذه المرة تكلمت ويرد عليها : أنا متزوج وكبير في السن ولا مال ولا جمال 00 ترد عليه : ما يهمني كل ذلك ، يهمني أنت الذي حبيته وعشقته بكل ما فيه 00 وسأظل أحبه ما حييت 00 ولن أنساك أبدا 00 هنا قال لها : أأنت أماني ؟!! ، قالت : نعم ، وكيف عرفتني ، وأنا غيرت صوتي وواضعة منديل على السماعة ؟ قال : أنت في القلب ، قالت : نعم ماذا تقول ؟ قال : أقصد أنني عرفتك وبس 00 كيف حالك وحال زوجك وأمك وأبوك وإخوتك ؟ ترد : كلهم بخير ، وأنت كيف حالك ؟ يرد : الحمد لله 00 أنا سعدت بسماع صوتك وأي خدمة أنا مستعد ؟ قالت : لا شكرا ، ما ناقصني إلا أنت 00 يرد عليها : الله عليك يا أماني ، لا تقلبين في الماضي 00 أنت الآن عايشة سعيدة مع أبنائك ومع زوجك ، وأنا كذلك 00 أنت الآن عاملة منتجة ، ينتظر منك مجتمعك ووطنك خدمة تقدمينها لهم ، وتعيدي لهم الجميل بأكثر مما أعطاك 00 ويعود يقرأ رسالتها مرة ثالثة ويرتجل :

    لي أماني في حياتي لم تُحقق
    وفؤادي كل يوم يتمزق
    ضاع عمري في هوى الفتان الاغيد
    أنا أهـــــــــــواه وأعشق
    مايس القد أهيف أدعج
    يفتن الرائي إن طل وأشرق
    صدني واش عجوز
    فاقد الفطنة أخرق
    أتراني أعبر الشط إليه
    أم تراني بين أمواجه أغرق
    أترى الأيام تدني من هواه
    جعل الحزن لقلبي يتسلق
    يا فؤاد التائه الحيران
    طمئن النفس لا تقلق
    وانتظر يوما سيأتي
    فيه أحلامك تُحقق
    إنه الرحمن قادر
    يجمع الشمل المفرق
    وتدمع عينيه دموعا حارة 00 يمسحها بمناديل الفاين 00 ويقول : من أي طينة أنت يا أماني؟!!!

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية قلب صارخ
    تاريخ التسجيل
    08 2006
    الدولة
    على قبري
    المشاركات
    3,522

    مشاركة: يكفي يا أماني !!

    أخي فعلآ موقف صعب للغايه

    هذا ما نريده غزل عفيف ليس فيه شئ يمس الحياء

    أو يمس كرامة الإنسان

    لقد حركت سواكن أشواقي ومشاعري فاضت تجاههم

    بل عجزت حتى عن التعبير عن ما يدور في داخلي

    قلب صارخ

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: يكفي يا أماني !!

    شكرا جزيلا لك أخي الفاضل / قلب صارخ 0
    دمت بصحة وعافية 0

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية النغم المهاجر
    تاريخ التسجيل
    06 2006
    المشاركات
    793

    مشاركة: يكفي يا أماني !!

    ((( وسيبقى الحب أستاذي ...

    تماما ً كالنباتات الحولية .... تتلاشى وأول عناق لها مع الرذاذ تعود مخضرة ...


    قرأتك هنا بتمعن ...

    ولدي الشوق أن أقرئك أكثر )))
    (( ابن الملكين ))

    نعم ...
    لاحزن ... لاحزن ...
    جدتي بلقيس ...وجدي ذو يزن .
    *********

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: يكفي يا أماني !!

    شكرا جزيلا لك أخي الفاضل / النغم المهاجر 0
    دمت بصحة وعافية 0

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية معلم النائية
    تاريخ التسجيل
    10 2005
    الدولة
    طيبة الطيبة
    المشاركات
    360

    مشاركة: يكفي يا أماني !!

    في قمة الروعة

    ونريد المزيد من إبداعك


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: يكفي يا أماني !!

    شكرا جزيلا لك أخي الفاضل / معلم النائية 0
    دمت بصحة وعافية 0

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: يكفي يا أماني !!

    جزاك الله خيرا وشكرا على النص الرائع
    والابداع الراقي والممتاز
    لك مني جل التقديري شهرزان

  9. #9
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: يكفي يا أماني !!

    شكرا جزيلا لك أخت / شهــ..ـــــــ...ـــــــ..ــــــــ..ـــــرزان 0
    دمت بصحة وعافية 0

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •