لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: هند تهزم الحجاج

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    هند تهزم الحجاج

    هند تهزم الحجاج :
    هند ابنة النعمان كانت أحسن أهل زمانها فوصف للحجاج بن يوسف حسنها فأنفذ إليها يخطبها وبذل لها مالا جزيلا وتزوج بها ، وشرط لها عليه بعد الصداق مائتي ألف درهم ، ودخل بها ، ثم إنها انحدرت معه إلى بلد أبيها المعرة ، وكانت هند فصيحة أديبة فأقام بها الحجاج بالمعرة مدة طويلة ، ثم إن الحجاج رحل بها إلى العراق فأقامت معه ما شاء الله ، ثم دخل عليها في بعض الأيام وهي تنظر في المرآة وتقول :
    وما هند إلاّ مهرة عربية
    سليلة أفراس تحللها بغل
    فإنّ ولدت فحلا فلله درها
    وإنّ ولدت بغلا فجاء به البغل
    فانصرف الحجاج راجعا ولم يدخل عليها ، ولم تكن علمت به 0 فأراد الحجاج طلاقها فأنفذ إليها عبد الله بن طاهر ، وأنفذ معه مائتي ألف درهم ، وهي التي كانت عليه 0 وقال له : يا ابن طاهر طلقها بكلمتين ولا تزد عليهما 0 فدخل عبد الله بن طاهر عليها فقال لها : يقول لك أبو محمد الحجاج : كنت فبنت وهذه المائتا ألف درهم التي كانت لك قبله 0 فقالت : اعلم يا ابن طاهر إنّا والله كنا فما حمدنا ، وبنّا فما ندمنا ، وهذه المائتا ألف درهم التي جئت بها بشارة لك بخلاصي من كلب بني ثقيف 0 ثم بعد ذلك بلغ أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان خبرها ووصف له جمالها ، فأرسل إليها يخطبها ، فأرسلت إليه كتابا تقول فيه بعد الثناء عليه : اعلم يا أمير المؤمنين أن الإناء ولغ فيه الكلب ، فلما قرأ عبد الملك الكتاب ضحك من قولها وكتب إليها يقول : إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبعا إحداهن بالتراب ، فاغسلي الإناء يحل الاستعمال ، فلما قرأت كتاب أمير المؤمنين لم يمكنها المخالفة ، فكتبت إليه بعد الثناء عليه : يا أمير المؤمنين والله لا أحل العقد إلاّ بشرط فإن قلت ما هو الشرط ؟ قلت : أن يقود الحجاج محملي من المعرة إلى بلدك التي أنت فيها ، ويكون ماشيا حافيا بحليته التي كان فيها أولا ، فلما قرأ عبد الملك ذلك الكتاب ضحك ضحكا شديدا ، وأنفذ إلى الحجاج وأمره بذلك ، فلما قرأ الحجاج رسالة أمير المؤمنين أجاب ، وامتثل الأمر ولم يخالف وأنفذ إلى هند يأمرها بالتجهز ، فتجهزت وسار الحجاج في موكبه حتى وصل المعرة بلد هند فركبت هند في محمل الزفاف وركب حولها جواريها وخدمها ، وأخذ الحجاج بزمام البعير يقوده ويشير بها ، فجعلت هند تتواغد عليه وتضحك مع الهيفاء دايتها ، ثم إنها قالت للهيفاء : يا داية اكشفي لي سجف(1) المحمل (2) فكشفته فوقع وجهها في وجه الحجاج فضحكت عليه فأنشأ يقول :
    فإن تضحكي مني فيا طول ليلة
    تركتك فيها كالقباء المفرج
    فأجابته هند تقول :
    وما نبالي إذا أرواحنا سلمت
    بما فقدناه من مال ومن نشب
    فالمال مكتسب والعز مرتجع
    إذا النفوس وقاها الله من عطب
    ولم تزل كذلك تضحك وتلعب إلى أن قربت من بلد الخليفة ، فرمت بدينار على الأرض ، ونادت يا جمّال إنه قد سقط منا درهم فأرفعه إلينا ، فنظر الحجاج إلى الأرض فلم يجد إلا دينارا ، فقال : إنما هو دينار ، فقالت : بل هو درهم ، قال : بل دينار ، فقالت : الحمد لله سقد منا درهم ، فعوضنا الله دينارا 0 فخجل الحجاج وسكت ، ولم يرد جوابا ، ثم دخل بها على عبد الملك بن مروان فتزوج بها 0
    ـــــــــــــــــــــــــ
    1ـ السجف : الطرف 0 وسجف الثوب ذيله 0
    2ـ المحمل : الهودج أو السرير الذي يحمل على ظهر البعير 0
    الملك وفيروز
    حكي أن بعض الملوك طلع يوما إلى أعلى قصره يتفرج فلاحت منه إلتفاتة فرأى امرأة على سطح دار إلى جانب قصره لم ير الراؤون أحسن منها ، فالتفت إلى بعض جواريه فقال لها : لمن هذه ، فقالت : يا مولاي هذه زوجة غلامك فيروز 0 قال : فنزل الملك وقد خامره حبها ، وشغف بها فاستدعى فيروز وقال له : يا فيروز ، قال : لبيك يا مولاي ، قال : خذ هذا الكتاب وامض به إلى البلد الفلانية وأئتني بالجواب ، فأخذ فيروز الكتاب وتوجه إلى منزله ووضع الكتاب تحت رأسه ، وجهز أمره وبات ليلته ، فلما أصبح ودع أهله وسار طالبا لحاجة الملك ، ولم يعلم بما قد دبره الملك 0 وأما الملك فإنه لما توجه فيروز قام مسرعا وتوجه مختفيا إلى دار فيروز ، فقرع الباب قرعا خفيفا ، فقالت امرأة فيروز : من بالباب ؟ قال : أنا الملك سيد زوجك ففتحت له فدخل وجلس فقالت له : أرى مولانا اليوم عندنا ؟ فقال : زائرا ، فقالت : أعوذ بالله من هذه الزيارة 0 وما أظن فيها خيرا 0 فقال لها : إنني أنا الملك سيد زوجك وما أظنك عرفتني ، فقالت : بل عرفتك يا مولاي ولقد علمت أنك الملك ، ولكن سبقتك الأوائل في قولهم :
    سأترك ماءكم من غير ورد
    وذاك لكثرة الوراد فيه
    إذا سقط الذباب على طعام
    رفعت يدي ونفسي تشتهيه
    وتجتنب الأسود ورود ماء
    إذا كان الكلاب ولغن فيه
    ويرتجع الكريم خميص بطن
    ولا يرضى مساهمة السفيه
    وما أحسن يا مولاي قول الشاعر :
    قل للذي شفه الغرام بنا
    وصاحب الغدر غير مصحوب
    والله لا قال قائل أبدا
    قد أكل الليث فضلة الذيب
    ثم قالت : أيها الملك تأتي إلى موضع شرب كلبك تشرب منه 0 قال فاستحيا الملك من كلامها ، وخرج وتركها ونسي نعله في الدار 0 هذا ما كان من الملك 0 وأما ما كان من فيروز فإنه لما خرج وسار تفقد الكتاب فلم يجده معه في رأسه فتذكر أنه نسيه تحت فراشه فرجع إلى داره فوافق وصوله عقب خروج الملك من داره فوجد نعل الملك في الدار فطاش عقله ، وعلم أن الملك لم يرسله في هذه السفرة إلا لأمر يفعله فسكت ولم يبد كلاما وأخذ الكتاب وسار إلى حاجة الملك فقضاها ثم عاد إليه فأنعم عليه بمائة دينار 0 فمضى فيروز إلى السوق واشترى ما يليق بالنساء وهيأ هدية حسنة وأتى إلى زوجته فسلم عليها وقال لها : قومي إلى زيارة بيت أبيك ، قالت : وما ذاك ؟ قال : إن الملك أنعم علينا وأريد أن تظهري لأهلك ذلك ، قالت : حبا وكرامة 0 ثم قامت من ساعتها وتوجهت إلى بيت أبيها ففرحوا بها وبما جاءت به معها ، فأقامت عند أهلها مدة شهر فلم يذكرها زوجها ، ولا ألمّ بها ، فأتى إليه أخوها وقال له : يا فيروز ، إمّا أن تخبرنا بسبب غضبك ، وإمّا أن تحاكمنا إلى الملك ، فقال : إن شئتم الحكم فافعلوا ، فما تركت لها علي حقا ، فطلبوه إلى الحكم فأتى معهم وكان القاضي إذ ذاك عند الملك جالسا إلى جانبه ، فقال أخو البنت : أيد الله مولانا قاضي القضاة إني أجرت هذا الغلام بستانا ، سالم الحيطان ، ببئر ماء معين عامرة ، وأشجار مثمرة ، فأكل ثمره وهدم حيطانه ، وأخرب بئره 0 فالتفت القاضي إلى فيروز وقال له : ما تقول يا غلام ؟ فقال فيروز : أيها القاضي قد تسلمت هذا البستان وسلمته إليه أحسن مما كان 0 فقال القاضي : هلم سلم إليك البستان كما كان ؟ قال : نعم 0 ولكن أريد منه السبب لرده ، قال القاضي : ما قولك ؟ قال : والله يا مولاي ما رددت البستان كراهة فيه ، وإنما جئت يوما من الأيام فوجدت فيه أثر الأسد ، فخفت أن يغتالني ، فحرمت دخول البستان إكراما للأسد ، قال وكان الملك متكئا فاستوى جالسا وقال : يا فيروز إرجع إلى بستانك آمنا مطمئنا ، فوالله إن الأسد دخل البستان ولم يؤثر فيه أثرا ، ولا ألتمس منه ورقا ، ولا ثمرا ، ولا شيئا ، ولم يلبث فيه غير لحظة يسيرة وخرج من غير بأس ، والله ما رأيت مثل بستانك ، ولا أشد احترازا من حيطانه على شجره ، قال : فرجع فيروز إلى داره ورد زوجته ولم يعلم القاضي ولا غيره بشيء من ذلك 0

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية حسن الصميلي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    06 2005
    العمر
    47
    المشاركات
    1,289

    مشاركة: هند تهزم الحجاج

    أحسنت إلينا يا ضيف الله


    تحية لأدبك الجم

    واختيارك الرائع


    دمت لأحبابك

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: هند تهزم الحجاج

    شكرا جزيلا لك أخي الفاضل / حسن الصميلي 0
    دمت بصحة وعافية 0

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية قلب صارخ
    تاريخ التسجيل
    08 2006
    الدولة
    على قبري
    المشاركات
    3,522

    مشاركة: هند تهزم الحجاج

    فعلآ أخي موضوع جميل للغايه

    قلب صارخ

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية ضيف الله مهدي
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    1,832

    مشاركة: هند تهزم الحجاج

    شكرا جزيلا لك أخي الفاضل / قلب صارخ 0
    دمت بصحة وعافية 0

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •