الشك
الشك من الأمور التي تحيل حياة الشخص إلى جحيم ، وهذا يمكن تلافيه إذا أدركنا أنه يجب علينا البدء مع الآخرين بالثقة ، إلا إذا كان هناك سبب واضح للجميع يدعو إلى الشك ، ويجب ألا يترك الإنسان العنان لأحاسيسه التي تخطيء كثيرا 0 ولنعلم أن الإنسان إذا شك حاول البحث وراء شكوكه فلا بد سيجد قرائن تزيد من شكه ، فهناك تصرفات للآخرين غير مقصودة ولكن تزيد الشك ، وإذا ضيق الإنسان الخناق على من يشك فيه أدى ذلك إلى ضيقه ونفوره وهذا من شأنه أن يزيد الشك ، ومثال ذلك الزوجة التي تشك في زوجها دون ذنب اقترفه فهذا الشك يلفت انتباهها إلى تصرفات عادية من زوجها تزيد من توجسها ، وتراقبه وتحقق معه في كل صغيرة وكبيرة حتى يمل فتسوء العلاقة بينهما فيزداد شكها 0 ويظن الإنسان في أمور كثيرة عندما لا يكون حكمه حكما صحيحا ، ويلجأ الإنسان إلى الظن في حكمه على الأشياء دون أن يكون على بينة صحيحة ، فالظن ليس طريقا سليما للوصول إلى الحقيقة ، والله سبحانه وتعالى يخاطبنا بقوله : (( يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم )) سورة الحجرات 0 فالله سبحانه ينهى عباده المؤمنين عن كثير من الظن ، وهو التهمة والتخون للأهل والأقارب في غير محله 0 وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث )) وعن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما قال : (( حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : دع ما يريبك إلى ما لا يريبك )) رواه الترمذي والنسائي 0 ويختلف الشك باختلاف مزاج الفرد وذكائه ومعارفه وظروفه الخاصة وعلى الجملة باختلاف شخصيته ، فيتراوح بين الاهتمام النقدي العابر وبين الإرتياب الحاد 0 ويبدأ يظهر الشك في حياة الإنسان في الشطر الثاني من مرحلة المراهقة ويكون أكثر قابلية للشك خصوصا إذا كانت البيئة التي يعيش فيها تستخدم في تشكيله اجتماعيا أسلوبا تعسفيا ، وكذلك يرتبط الشك بالتربية والتنشئة الاجتماعية وسيرة الشخص الذاتية ، وكثيرا ما يسقط بعضا من سلوكياته وأفعاله على الآخرين 0 ولا يقتصر الشك على أفراد معينين بل نجد بعضهم شكاكا وهو من المتعلمين والحاصلين على درجات علمية عالية وفي مراكز مرموقة 0 وقد يحتاج الشكاك إلى علاج نفسي وإرشاد سلوكي ومعرفي وقد يحتاج إلى علاج دوائي وقد يتطرق الأمر إلى علاج جراحي 0 وأختم هذا الكلام بقول الأمير الشاعر عبد الله الفيصل :
أكاد أشك في نفسي لأني
أكاد أشك فيك وأنت مني
يقول الناس إنك خنت عهدي
ولم تحفظ هواي ولم تصن
وما أنا بالمصدق فيك قولا
ولكني شقيت بحسن ظني