((( الحزن العميق )))
عندما عدت من رحلتي تلك, كانت خطواتي تتسابق للدخول إلى غرفتك, كان الوقت فجراً عندما فتحت ذلك الباب , حاسة الشم كان أول ماعانق بقاياك فريحة الطيب مازالت تعبق بالمكان؟؟ بحثت عن مفتاح الإضاءة لاأرى ما بقي من ذكرياتك ؟؟ وقفت أمام المرآة !! مددت يدي داخل أدراج تسريحتك وجدت مشبكين متعانقين حاولت أكثر من مرة أن فصلهما ؟؟ غلبت عليّ عاطفة الحب،فلربما هما أيضاً عاشقان متعانقين ؟؟!! بحثت هنا وهناك لا أجد شيئاً آخر ؟؟ تراءى لي ذلك الغطاء الوردي،عليه وسادتين قد مال قليلاً فهو لم يكن في وضعه الطبيعي ؟؟ يبدو أنك كنت على عجلة من أمرك عندما قمت بوضعه على ذلك السرير ؟؟ الوسادتين كانتا أيضاً واحدة على الأخرى ؟؟ البطانية هي ايضاً لم تكن كما يجب فنصفها قد افترش الأرض والنصف الآخر على أطراف السرير؟!! اِتجهت إلى خزانة ملابسك فتحت أبوابها الواحد تلو الآخر لم أجد شيئاً سوى تلك المعاليق التي باتت هي أيضاً تئن من الفراق ؟؟ تمسحت بجدران غرفتك , أسندت ظهري على أحد الجدران , رفعت بصري إلى أعلى،فإذا بدمعتين قد تدحرجتا على خديّ ؟؟! مسحتهما واتجهت إلى السرير كي أستريح قليلاً ولكن لم أستطع ؟؟؟ قررت أن أعيد ترتيب السرير , رفعت الفراش،تراءت لي هناك حقيبة صغيرة كانت خاصة بك فرحت كثيراً، وأخذت أقلبها وأقبلها, فتحتها أكثر من مرة , بحثت بداخلها بالنظر , تحسست بيدي فلم أجد شيئاً !! أحسست هنا بحزن عميق فلقد كنت قاسية حتى في ذكرياتك ؟؟!!
عدت إلى المشبكين وضعت أحدهما في يدي اليمنى والآخر باليسرى, وضعتهما على صدري ؟؟ سمعت أنيناً وحركة كادت أن تشل يدي اليمنى، فإذا بالمشبك كالذي يقول :
لماذا لاتضعني على قلبك كالاخر ؟؟!! نظرت إليه قائلاً :
ولما لا ؟؟!!
فأنتما اللذان بقيتما أوفياء معي بعد أن مات الوفاء في قلوب الإنسانية .
************