عقارب الساعة تشير إلى الثانية صباحاً .. الهدوء محيط بكل شئ
الغيوم تلبد السماء .. لتخفي وجه القمر
سقوط قطرات المطر يكسر حاجز الصمت ..
أقف أمام مدخل الطوارئ الجنوبي .. لأستمتع بالجو اللطيف والنسيم العليل
تظهر فتاة بجسم نحيل لا تملكه إلا هي .. متحجبة محتشمة ..
تلبس نقاباً يظهر من خلاله عيون بها لمعان .. يشبه لمعان البرق في السماء
تقف لبرهة في الخارج ثم تعود للقسم دخولاً .. تنتظر من يوصلها إلى البيت بعد أن انهت علاجها بالقسم
لم يكن أحد يأتي لها فيئست الإنتظار ..وربما مر وقت طويل وهي على نفس الحال
وقفت عل استحياء بقرب مني وبنبرة صوت حزين اتجهت إلي لطلب العون فعرفت
ان ذلك اللمعان بعينيها لم يكن سوى الدموع التي تجمعت في محجر عينيها ولكن نظراتها زادت جمالاً
رغم ان دموعها بسبب الحزن والقهر الذي تحمله بداخلها ..
فسألتها ما بك يا أختاه فقالت: أريد من يساعدني أريد من يوصلني إلى بيتنا
اندهشت لحالها فتاة في زهو الربيع وبهذا العمر تطلب المساعدة من الأخرين تعرض نفسها للمخاطر
ولا أحد يقف بجانبها من اخ او قريب
قلت لها: سأجد من يستطيع أن يوصلك .. بحثت قليلاً لم أجد أحد في هذا الوقت
عدت إليها وفي نفسي شئ من الوساوس التي تنتاب شاب أعزب مثلي
وشئ آخر من حب الفضول لمعرفة ما تخفيه هذه الفتاة.. وشئ آخر تحرك بداخلي استطيع ان اسميه عطف وشفقة
قلت : سأوصلك , أتيت بالسيارة وركبت بالمقعد الخلفي .. وفي الطريق اسمع شئ من البكاء كانت تحاول إخفاؤه
سألتها عن العنوان .. فكانت الكلمات لا تستطيع اخراجها بسبب الحزن والبكاء الذي ينتابها
ما هي إلا خمسة دقائق ربما تزيد او تقل حتى وصلنا للعنوان المطلوب
لم يكن هناك حديث طويل لمعرفة كل شئ
قلت: لها وهي تهم بالنزول ليتني اعرف الشئ الذي تخفينه
ردت علي بعد ان زاح شئ من معانتها ربما اتصل عليك بالقسم ثم نزلت ودخلت منزلها
واشارت من خلال نافذتها انها صارت بمأمن الآن .. لأنطلق بعد ذلك للمستشفى منتظراً
وما هي الا نصف ساعة ورنين الهاتف يأتي ليطلبني شخص على الهاتف
فاستجبت لنفس الصوت الذي كنت انتظره لمعرفة ما خفي عني ولكن كانت تجهش بالبكاء
فقلت :اتصلي لاحقاً عندما تهدئي وتكونين بحال أفضل
فقالت : بل سأكمل , أنا أسكن بهذا المنزل الذي تركه والدنا المتوفي مع أخي وأما باقي عائلتي موجودة(بأبها)
ونحن في الأصل من هنا ( من صامطة ) والتحقت بالكلية هنا واخي مرافق لي ولكنه ضائع عني
رماني بالطوارئ من الساعة التاسعة مساءً ولم يعد حتى الآن وربما مع الفجر سيرجع
يضيع وقته كل ليلة في السهرمع أصحاب سوء ابتلينا بهم وأنا أعيش المعاناة لوحدي
والصنيع منك الليلة لن أنساه .. وكنت أخاً لم تلده أمي
وبعد ذلك اقفلت الخط ولم استطع الرد إلا بكلمة مع السلامة , الله يعينك
وأنا مندهش لحال هذه الفتاة وبقيت افكر كيف يحصل ذلك .. هل ماتت الغيرة هل انتهى الحرص؟؟؟؟
وما هو السبب أم الدنيا اصبحت ظالمة لهذا الحد!!!!
ظللت هكذا لمدة تزيد عن ستة أشهر حتى عادت هي للقسم مرة أخرى
ولكن هذه المرة اختلفت عودتها...
لي عودة مع عودتها
ملا حظة / معظم أحداث هذه القصة حقيقية ولامست الواقع ومزجت بشئ من الخيال
دمتم آمنين وبين أهليكم مطمئنين