صيحة في الحنايا
إهداء خاص للغالي(أبو ريلام) ولكافة المنتسبين لهذا المنتدى الأعزاء
يا سنيناً تباعدتْ فلتعيدي = مخلف العهد موفياً بالوعيدِ
ربما يسمح الزمان فيقضي = بلقاءٍ لنا بغير وعودِ !
أو تجود الحظوظ يوماً فألقا = كِ عياناً مصادفاً من جديدِ !
وعسى يهطل الحنين على قلـــــــ = ـــبكِ كي ينبتنًَّ فيه وجـــــودي
ليتما يعكس الزمان مسيـــــراً = ماضياً بي لعهديَ المنشودِ !
تلك أحلام يائسٍ يتمنــَّـــــــى = ما لشيءٍ إذا انقضى من معيدِ
فلتعشْ كيفما تلذُّ الأمانـــــــي = إنها سلوة الفؤاد العميـــــــــدِ
لو أبى الوقت رجعةً يانديم الـــ = ــسحر ارحل إلى الزمان البعيدِ
إنْ جنون الغرام لمّا بحسن ٍ = صاغه الله ماله من حدودِ !
تبهج العين منظرا فهي أشهى = من تباشير عودة المفقـــــــودِ
يا لحور العيون دعج ٍ كحيـــلا = تٍ أصابت بطرفها تسديــدي
لو تبدّتْ وأطلقت ناظريـــــها = لسحابٍ محملٍ بالرديـــــــــدِ
لتخلَـَّـى عن حمله ثم ألقــــــــا = هُ ذهولا لروعة المشهــــــودِ !
منحتْ من أريجها الزهر عطراً = فشذا الروض من شذاها الفريدِ
واستعار الورود من وجنتيهــا = حمرةً من أسيل تلك الخـــدودِ
وإذا العقد أكسب الجيد حسناً = فإذن جيدها جمال العقودِ!
وتغنَّى بلحنها الطير صبحـــــاً = وأصيلا بأعذب الترديـــــــــدِ
وسرى صوتها الرقيق فألقـــى = آسر السحر في سماع الوجودِ
بات يطفو على سكون الليالي = وعلى رقة النسيم الجديــــــــدِ !
دعم الوقت جورها فهي تصليــ = ــني سعيراً تأججتْ بالوقودِ
نحرتْ ضاحك الرجاء وحلمي = بين أنصاب نكرها والجحـودِ
وأعدّتْ من القرابين قلبـــــــــي = عند أوثان وعدها المفقـــــــودِ
زَعَمَتْه تقرباً ثم زلفــــــــــــــى = ودليلا لحبها المعهـــــــــــــودِ !
جعلتْ طيفها رقيب عيونــــــي = فاستلذت بسهدها والشرودِ
ناوأ النوم مقلتيَّ وأبــــــــــــدى = من صريح العداء يا تسهيدي
أنكرَتْني تصنعاً حين قالـــــت: = أنت من؟قلتُ:باحثٌ عن فقيدي
عن رفيق ٍ أضاعني وتـــوارى = خلف ليل الجفا وموج الصدودِ
بعدما ضمه رحيبُ حنانـــــــي = مستظلا بظله الممـــــــــــدودِ
قلتِ: أنساكِ ؟!إنّ هذا لزعـــــــــمٌ = كَبُرَتْ تهمة ً بلا تأكيـــــــــــدِ !
أوَ أنساكِ ياربيع حياتـــــــــــي؟! = كيف تنسى الدماء درب الوريدِ ؟!
أطلق الشوق صيحة ً في الحنايا = يا جراح الفؤاد عيثي وزيدي
واستبدي به لحين متـــــــــابٍ = عن هوى خافض ٍ سموَّ العهودِ
فاستجابت له الجراح سراعــاً = ثم صبّتْ من النكال الشديــــدِ
هتف القلب بعدها : يا عــــذابٌ = لذ َّ بالحب فلتدمْ في خلـــــــودِ !!!