قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية في كلمة ألقاها مساء أمس أمام الملتقى الثاني لمديري هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكافة المناطق، والذي يعقد في العاصمة الرياض .. في كلمة مرتجلة لسموه قال فيها:
نشكر رئاسة الهيئة على إتاحتها الفرصة لهذا اللقاء مع هذه الوجوه الكريمة، ولا شك أن اللقاءات السابقة قد أعطت الشيء الكثير لهذا الأمر
أولاً: إنه شرف لهذه البلاد وأمة وقيادة أن فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وأن الدولة هي التي تقوم بهذا العمل وتحقق هذا الأمر وتعمل من أجله.
وأضاف سموه:
وقامت هذه الدولة على يد الإمام المصلح محمد بن سعود إلى الملك عبدالعزيز رحمه الله وبعده أبناؤه وإلى الآن، وهذا أمر قائم وسيظل قائماً ويجب أن يعرف الجميع داخل البلاد وخارجها، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو ركن أساسي لدولة الإسلام ويكفي أن نأخذ من هذا الاسم أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فمن الذي لا يحب أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وعلى الهيئة واجبات ومسؤوليات في هذا العصر المضطرب والدولة تعايش هذا الأمر معايشة يجعلها تحافظ على الأسس بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأردف سموه قائلاً:
أنا أعتقد ومؤمن بأن الهيئة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا بد أن يعرفه الناس عموما بل حتى العاملين عليه وحتى يعرف الآخرون ما هي حقيقة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشار سموه: لا بد أن يعرف الجميع في الداخل والخارج ما هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وما هي أهدافه وأرجو أن يتحقق هذا بالكيفية التي نتمنى أن تكون والتي يستحقها من يعمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقال سموه:
كلكم تعلمون أيها الاخوة بأن الرسول الكريم يقول: (لأن يهدي الله بك رجل واحد خير من حمر النعم). وكلنا يعرف قوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} وقوله تعالى: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} وقوله: {وقولوا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى}، فهذه أمور أتحدث بها لغيركم فأنتم خير من يعرفها.
وأضاف سموه لابد أن تطبق هذه الأمور على أرض الواقع وتلمس وإنها الحقيقة كذلك أن الأمر أكبر من ذلك كما أشار المشايخ المتحدثون ما يتعلق بالإسلام بشكل عام فالإسلام دين الأمة دين البشرية وختم الله به الأديان والرسالات. وأردف الأمير نايف قائلاً: يهمنا العالم الإسلامي حقيقة في كل مكان ويهمنا أن يكون بخير ويهمنا أن يكون بنعمة ويهمنا أن يكون الفقه في الإسلام كما يجب أن يفقه ولكن أقولها بوضوح أننا أولى نحن في هذه البلاد نحن شرفنا الله عز وجل بتحكيم كتاب الله وسنة نبيه وتمسكنا بها عليه السلف الصالح وقامت الدولة السلفية الصحيحة.
وقال سموه.. قولوا لي يا إخوان من هو العالم أو الإنسان الجليل الذي استضفناه وكرمناه وعمله خدم هذا الوطن بإخلاص.. نعم كان هناك أشخاص رحمهم الله وجزاهم عنا خير الجزاء وأضرب مثلاً برجل واحد عايشته مثل الشيخ عبدالرزاق عفيفي- رحمه الله- وهناك علماء أجلاء آخرون أخلصوا لله عز وجل ولهذا الوطن إيماناً منهم وليس مجرد رد جميل أو طمع دنيا.
وأوضح سموه ولكن بوضعنا القائم حالياً الخطر يحيط بنا من كل جهة فإما أن نجمع أمرنا ونجمع شملنا ونقول للمخطئ كف عن خطئك ولدينا القدرة بالله عز وجل وإما ننتظر ماذا يريد الله بنا. وأشار سموه وبدون عمل أوقوة أو دولة قوية تضرب بيد من حديد على العابثين لن نبقى بهذه الحالة.. وكذلك ولله الحمد ..السلطان والقائد قادر على ذلك وذلك لنواياه قبل كل شيء لإصراره على أن يكون على نهج هذه الدولة منذ قامت والعمل مع العلماء واحترامهم وتقديرهم واستشارتهم وتحكيم كتاب الله وسنة نبيه.
وأوضح سموه أقول كما يقول المثل العامي: (الخير يخص والشر يعم)
ولو يعرف الناس الذين يسعون للفتن أن هذه الخيمة لاسمح الله لوسقطت لسقطت على رأس أبناء هذا البلد فإذاً يجب أن نرى عملا إيجابيا ونستخدم وسائل العصر الحديثة لخدمة الإسلام ولا تأخذنا في الحق لومة لائم.
وقال سموه ولكن أعداء الحق وأعداء الإسلام لايريدون لهذه الدولة أن تقوم أو يكون لها وجود كأنهم يقولون إن الإسلام لايستطيع أن يقيم دولة فأين العقل؟ وأين البصيرة؟ فالتشريع من الله عز وجل وكيف يكون عمل قام به رسول الله وأصحابه لإصلاح البشرية لايمكن أن يصلح للبشر.
وأشار سموه فليكن كل إنسان صريحا وواضحا ويسأل الحقيقة هل هناك أمر ما تركه الإسلام أو لم يعالجه حتى في تعامل الإنسان مع نفسه فالإسلام هو الشريعة الوحيدة القائمة التي تهتم بكل شيء حياً أوجماداً أو أي شيء والإسلام يدعو دائماً للقوة ويدعو للتماسك.
وأكد سموه أن هذه الأمور لن تتحقق إلا بعمل فنحن أيها الأخوة لسنا لوحدنا في هذا العالم ولسنا في كوكب متنقل نحن في وسط هذا العالم بخيره وشره وأقولها بكل وضوح أن شر العصر الذي نحن فيه أكثر بكثير من خيره.
وقال سموه وليعلم الجميع أن بلادنا لأنها دولة الاسلام ولأنها دولة تطبيق كتاب الله وسنة نبيه فهي المستهدفة الأولى في هذا الأمر بأمور تحدث الآن في العالم حدثت وتحدث وستحدث فإذا لم ندرك جميعاً أننا مستهدفون بحق في كل أمورنا واستهداف ولهدم هذه الدول تماماً وتشتيت شملها وإفسادها.
وأشار سموه بأن هناك من قال كان للغرب عدو وهو الشيوعية فأنهوها وبقي العدو الثاني الذي هو الإسلام فكيف يكون الإسلام في صف الشيوعية فهل يوجد أعدل أو أرحم أو إنسانية في أي وقت أكثر إنسانية من الإسلام وأنا أقولها لأني فرد مسلم وبيننا علماء يعلمون هذا الأمر أكثر مني.
وقال الأمير نايف: لقد آن لنا أن لانصمت فالاستهداف لنا أتانا من طرق متعددة وبكل ألم وبكل أسف أتانا ممن يدعون الإسلام وأصبح هؤلاء دعاة ومطايا ومنفذين لرغبات أعداء الإسلام سواء علموا أم جهلوا فيجب على من علم أن يتق الله ويعود إلى الحق وعلى من جهل الاستعانة بأهل العلم وسؤالهم. وأوضح سموه : كم حدث من حادث في هذه الحياة وألبسوه لهذه البلاد وكأننا وجدنا لنحارب هذا العالم او نفسد هذا العالم فنحن لا نشارك إلا في البناء وبما فيه صلاح الانسانية وبنفس الطريقة والاسلوب التي أمرنا بها الله عز وجل وعرفنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين وأصحابه.
وقال سموه: هل اعتدينا على أحد.. لم نعتد.. هل طمعنا في أحد.. لم نطمع.. فنحن بفضل الله عز وجل ليس لأحد فضل على هذه البلاد إلا الله عز وجل ثم ابناء هذا الوطن ولعلكم تعلمون ان بلادنا هي الوحيدة في العالم التي لم تمد يدها لأحد ولم يكن لأحد عليها فضل في كل امر من الامور صغيرها وكبيرها ديني او دنيوي.
وأردف الأمير نايف ولم يكن عند آبائنا او اجدادنا أحد ليساعدنا سواء في علم نتعلمه او مصلحة دنيوية فمن فتح لدينا مستوصفاً او فصلاً دراسياً ومن الذي ساعدنا في مكافحة مرض لا أحد.. وكنا عالماً مجهولاً.
وقال سموه حصل أمران في الواقع :
الاول: وفق الله الملك عبدالعزيز ومعه رجال العلم وابناء الوطن لتوحيد هذه البلاد على راية التوحيد بصدق ومكنه الله أن يضم مكة المكرمة والمدينة المنورة التي هي افضل بقعتين في الدنيا واصبح وطننا من البحر الى الخليج ومن الشمال الى الجنوب ولله الحمد. وأضاف الأمير نايف وفي نفس الوقت أنعم الله على هذه البلاد من خيرات هذه البلاد وعشنا وأعشنا غيرنا ولم تبخل هذه البلاد على أحد بأي حال من الاحوال ولم يصب أي مسلم بأذى في أي بلاد إلا وتوجه لهذه البلاد فوجد فيها الامن والتكريم والاعتزاز والحفاظ على نفسه وعلى عرضه وماله وهذا كله معروف.
وأردف سموه :
بأن هذا الامر كاد ان يوقع المملكة في مشاكل كثيرة مع دول اخرى ولكنها أصرت عليه وبقوا مكرمين ومعززين والله تعالى يقول {وما جزاء الاحسان إلا الاحسان}
وانا اقول هنا امام الجمع الكريم وامام علماء اجلاء لم يجازينا هؤلاء الناس بالاحسان بل جازونا بالاساءة واساؤوا لنا وادخلوا علينا افكاراً دخيلة لم ينزل اله بها من سلطان.
وأضاف سموه ان هذه الافكار الدخيلة ليست مستمدة من كتاب الله او سنة رسول الله ولا مما عليه السلف وليتهم بقوا على منهجهم بل عملوا بجد واجتهاد ومثابرة على نشر افكارهم في هذه البلاد وتحويل عدد كبير من ابناء هذا الوطن الى افكار تختلف تماماً عن ما كان عليه الآباء والاجداد.
وقال سموه بأن الآباء والاجداد لم يكونوا على شيء منهم او من أنفسهم بل كانوا على ما كان عليه كتاب الله وسنة نبيه ولكني اقول بكل ما عرفته وبكل جد وقرأته من قيادة هذه البلاد منذ الامام محمد بن سعود وحتى الآن ومن عايشت معهم وكان لي شرف ان خدمت هذا الوطن بلدي منذ عهد الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل والملك خالد والملك فهد رحمهم الله جميعاً والآن في عهد الملك عبدالله أعطاه الله القوة والسداد والتوفيق وأن يعينه بعضده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز. وقال سمو الأمير نايف: اقولها بكل وضوح وصراحة نحن مستهدفون في عقيدتنا ونحن مستهدفون في وطننا واقول بكل وضوح وصراحة لعلمائنا الاجداء وطلبة علمنا ولدعاتنا وللآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ولخطباء المساجد دافعوا عن دينكم قبل كل شيء ودافعوا عن وطنكم دافعوا عن ابنائكم دافعوا عن الاجيال القادمة فماذا سلم لنا من من سبقنا فقد سلموا لنا الامانة سليمة وعشنا في ظلها وخيرها فهل نحن سنسلمها للاجيال القادمة كما سلمها لنا السابقون من الآباء والاجداد وارجو ذلك ان شاء الله.
يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع