من حقوق الأبناء :
يظل الشاب يحلم بليلة العمر ، ويتخيل فتاة أحلامه التي سترافق دربه في حياته ولما يتسنى له ذلك ويتم القران واقامة الأفراح والدخول في عش الزوجية أو القفص الذهبي ، ويأخذ أنفاسه بعد رحلة العناء الطويلة مع العزوبية 0يبدأ يفكر في الانجاب حيث أن ثمرة الزواج الانجاب وحتى لو فكر هو في تأخير ذلك كيما تعود أحواله المادية الى وضعها ،لن يتركه الناس وستبدأ التساؤلات تطرح 00لماذا لم ينجب حتى الآن ؟ هل ذهب الى طبيب أم لا ؟ وهل العيب فيه أم في المرأة ؟ وعدة أسئلة أخرى والأبناء زينة الحياة الدنيا ، ويضحكوك وأنت غضبان ، ويفرحوك وأنت حزين ، ويشعروك بوجودك 0وعندما تحمل الزوجة بمولودها الأول تفرح كثيرا ويفرح الزوج ،ويبدأ الاثنان يفكران في الضيف القادم 00وكل واحد يختار له اسما معينا فالأب يريد تسميته على اسم يروق له اذا كان ذكرا أو أنثى وكذلك الأم تريد تسمية المولود على اسم ترغبه ذكرا أو أنثى 0 وغالبا ما يتفق الأبوان على اسم معين للمولود وقلة يقع بينهما خلاف على الاسم وعند البعض يتدخل الأهل في اختيار الاسم والبعض الآخر يترك الاسم لحين الولادة 0وقد يكون الأبوان اختارا اسما معينا ولكن لظروف ما يتم اختيار اسم جديد لم يكن من قبل قد وقع الاختيار عليه وهكذا 00وقد عايشت خلافات وقعت بين أسر بسبب الاسم ،تفاقمت المشاكل حتى وصل الأمر الى الطلاق00ومن حقوق الأبناء على الآباء ،اختيار الأم الصالحة لهم واختيار الاسم الجيد والمناسب لهم وحقوق أخرى 0وقد جاء رجل الى سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشتكي أن ابنه عاق له 0فقال عمر للابن لماذا تعق أباك ؟ فقال الابن : ان أبي لم يعطني حقوقي 0 فقال عمر : وما حقوقك التي لم يعطك والدك ؟ فقال الابن :
لم يختر أمي ولم يختر لي اسما ، فأمي زنجية كانت تحت مجوسي وأسماني جعلا 00فحكم عمر رضي الله عنه للابن0
وللأسماء تأثير على أصحابها وتلعب الأسماء دورا هاما في بناء شخصية الفرد، وقد تتسبب بعض الأسماء في احداث احباط في نفسية صاحبه والاسم يلتصق بالشخص ،وحينما يذكر الاسم فانه يتبادر الى السامع تصور عن صاحبه وبعض الأسماء تسير مع أصحابها في جميع المراحل العمرية 0ويؤكد علماء النفس على أن الاسم الجيد والمناسب يزرع الثقة في صاحبه وله دورفي اظهار شخصية الشخص بظهور مميز 0ولقد فطن العرب الى أهمية الاسم للشخص ودوره في حياته قبل علماء النفس ويتناسب مع البيئة التي يعيشون فيها حيث الحروب والغزو والمبارزة والفروسية والنجدة ،فأسمو أبنائهم أسماء يتوافق مع تلك الحياة وتلك البيئة مثل : رعد ،وصخر ، ومهلهل ،وأسد 00وغيرها من الأسماء0 وقد حثنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على التسمي بالأسماء المناسبة فهي التي سوف ننادى بها يوم القيامة0 والأسماء بعضها يكبر ويمر ويصلح لجميع المراحل العمرية وبعضها لايسير ولا يصلح لجميع المراحل العمرية ، بمعنى أن بعض الأسماء عندما يكون الرجل أو المرأة في سن متقدمة لايصلح له –وبالمناسبة لم أذكر أن بعض أسماء النساء كانت سببا في عزوف الرجال عنهن ولم يتزوجن بسبب أسمائهن – فنجد بعض الأسماء لا تصاحب جميع المراحل وسأضرب مثالا باسمين 00محمد ، وراني ،محمد وهو طفل ينطبق عليه وهوبالغ ومراهق ينطبق عليه وهو كبير ينطبق عليه فنقول : الطفل محمد ، والشاب محمد ،وبابا محمد ،وجد محمد 00وراني وهو طفل ينطبق عليه وهو مراهق ينطبق عليه 00لكن هل لما نقول بابا راني وجد راني يكون مطابقا عليه تماما مثل محمد وغير ذلك من الأسماء الدارجة 0فعلى الآباء والأمهات مراعاة ذلك واختيار الأسماء المناسبة لأبنائهم والتي سوف تعطي صورة مناسبة لهم طيلة مراحل حياتهم 0