نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

الرسائل المحترقة



أحقاً رسالاتي إليكِ تمزقتْ

وهـُـنّ حبيباتي .. وهُـنّ روائعِي

أأنكرُ ما فيهنّ ؟ لا ، يا صديقتي

عليهنّ أسلوبي .. عليهنّ طابعي

عليهنّ أحداقي ، وزرقة أعيني

وروعة أسحاري وسحرُ مطالعي

حروفي .. سفيراتي .. مرايا خواطري

وأطيبُ طيب في زوايا المخادع

وأجملُ ما غنيت .. ما طرزت يدٌ

وأكرم ما أعطتْ أناملُ صَـانع

بأعصاب أعصابي .. رسمتُ حروفـَـها

وأطعمتها مِنْ صِحّـتي ، مِنْ مدامعي

وأنفقتُ أيّـامي .. أصوغُ سطورَها

بدقةِ مثـّـالٍ ، وأشواقِ راكع

أجيبي .. أجيبي .. ما مصيرُ رسائلي

فإنّـيَ مُـذ ْ ضيّعْـتـُها ألف ضائع ..

ألمْ تتركِ النيرانُ منها بقية

ألمْ ينجُ حتى مقطعٌ مِنْ مقاطعي ؟

حصيلة عام .. تنتهي في دقائق

وتلتهمُ النيرانُ كلّ مزارعي

وتذهب أوراقي التي استهلكتْ دمي

فلا رجْـعُ موّال .. ولا صوتُ زارع

أمطعمة النيران .. أحلى رسائلي

جمالـُـكِ ماذا كانَ ؟ لولا روائعي

فثغركِ بعضٌ مِنْ أناقةِ أحرفي

وصدركِ بعضٌ مِنْ عويل زوابعي

أنا بعض هذا الحبر .. ما عدتُ ذاكراً

حدود حروفي من حدود أصابعي