انخفاض 31 % من الشركات المتداولة في سوق الأسهم السعودية بالنسبة الدنيا
رغم ارتفاع المؤشر «المعنوي» وسط محدودية في قيمة التداول
الرياض: محمد الحميدي
استطاعت قوى الشراء إنهاء عملية التجاذب التي شهدتها تداولات سوق الأسهم السعودية أمس، ليظفر المشترون بالغلبة في الأخير وتسجيل دعم معنوي طفيف على المؤشر العام ورفعه ربع نقطة مئوية، بعد حالة من التذبذبات التي مر بها مؤشر السوق. وربما يكون ارتداد السوق أمس غير حقيقي، والمقصود منه رفع السوق وإضافة إغراء لإيجاد فرص بيع. وعلى أي حال تشهد السوق حاليا نوعا من جلد الذات تمارسه على نفسها نتيجة الصعود الدراماتيكي غير الطبيعي وصل خلاله المؤشر العام لمستويات قاربت الـ21 ألف نقطة حتى الـ 25 من فبراير (شباط) الماضي قبل أن يهوي حتى وصل إلى مستوياته الحالية، ليقوم بعملية رجوع إلى مستوياته السعرية والتأسيسية المنطقية له وفق مكررات ربحية ومؤشرات فنية عادلة نسبيا. ولعل أبرز الملاحظات على حال سوق الأسهم هذه الفترة هي محدودية حجم السيولة المتداولة يوميا وهو ما يعطي إشارة بتخوف السيولة من الدخول رغم حاجة السوق إليها خلال هذه الفترة. وشهدت تداولات أمس تواصلا للتراجع العنيف على بعض مكونات الأسهم، فبين هبوط 48 شركة، سجلت 26 شركة منها نسبة الهبوط القصوى المسموح بها 10 في المائة تقريبا تمثل 31 في المائة من الشركات المتداولة في السوق، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن معظم تلك الشركات دائما ما كانت تستغل في مضاربات الم******ن، سجلت بعضها نتيجة ذلك ارتفاعات سريعة وغير موضوعية بالنظر إلى قدرات الشركة وإمكاناتها المالية والفنية. وأقفل المؤشر عند مستوى 8822 نقطة تمثل ارتفاعا قوامه 20.7 نقطة، تم خلالها تداول 163.8 مليون سهم، بقيمة 8.3 مليار ريال (2.22 مليار دولار).
أمام ذلك، أفاد يوسف الرحيمي محلل لمؤشرات سوق الأسهم السعودية أن الظرف الذي تمر به سوق الأسهم يأتي في سياق المعالجة الفنية بعد تعرضه لموجات ارتفاع صاخبة تسببت في خلق قيم سعرية عالية المستوى بمكررات ربحية غير منطقية على الإطلاق.
وبيّن الرحيمي أن المستويات السعرية المسجلة حاليا نتيجة هبوط المؤشر مرشحة لمزيد من التراجع، متوقعا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن يذهب المؤشر العام لمستويات دون التي تتراوح حولها حاليا إلى مستوى البحث عن أسعار سجلتها قبل عدد من السنوات، مشيرا إلى أن النظرة الفنية توحي بأن قوى السوق تنتظر مكررا ربحيا بواقع 8 وحتى 12 في المائة.
ويتفق سليمان الجربوع، وهو محلل فني لسوق الأسهم السعودية، مع بعض ما أشار إليه الرحيمي، مضيفا أن السوق لا يزال يعيش مرحلة «الموجة الهابطة» التي لا بد أن تكمل، لتبدأ موجة ربما تنتهي خلال العام 2010، مشيرا إلى أن سلوك المؤشر حاليا ضمن مسيرته لاستكمال دورته السابقة هو البحث عن قيعان جديدة للأسعار قد يتجه معها إلى دون 8008 نقاط وهي نقطة الدعم الحساسة التي ربما لو تخطاها يتحدد مصير آخر للمؤشر ربما عند مستويات دنيا في الـ 7 آلاف نقطة. وأكد الجربوع أن المؤشر لا بد أن يشهد خلال هذه المرحلة عددا من الارتدادات المختلفة، إلا أنه استبعد أن تلامس 10 آلاف نقطة كقمة، في حين سيكون مستوى 9200 نقطة مؤثرة في تحديد حركة سلوك المؤشر بين تذبذبات عالية أو تذبذب هادئ طفيف. إلى ذلك، قال عبد الله بن محمد العتيق، وهو متداول يومي في سوق الأسهم، إن أوضاع المتعاملين وصغارهم مزرية حيث يشتكون من إنهاك نفسي كبير جراء ما حصل للمؤشر من هبوط عنيف جدا أدى لتعرض المحافظ لخسائر مالية عنيفة تخطت 50 في المائة.