• القلق Anxiety :
• معنى القلق :
المعنى اللغوي : قلق قلقا : أي لم يستقر في مكان واحد 0 أو لم يستقر على حال 0 وقلق ، اضطرب وانزعج 0
وأقلق الهم فلانا : أي أزعجه ، والمقلاق : هو الشديد القلق ( المعجم الوسيط ) 0
تعريفات بعض علماء النفس للقلق :
1ـ تعريف فرويد : القلق : رد فعل لحالة خطر 0
2ـ تعريف هورني : القلق : هو استجابة انفعالية لخطر يكون موجها إلى المكونات الأساسية للشخصية 0
3ـ تعريف حامد زهران : القلق : هو حالة توتر شامل ومستمر نتيجة توقع تهديد خطر فعلي أو رمزي ، قد يحدث ، ويصحبها خوف غامض وأعراض نفسية وعضوية 0
4ـ تعريف أحمد عبد الخالق : القلق : هو شعور عام بالخشية ، أو أن هناك مصيبة وشيكة الوقوع وتهديد مصدره غير معلوم ، مع شعور بالتوتر ، وخوف لا مسوغ له من الناحية الموضوعية ، وغالبا ما يتعلق بالمستقبل والمجهول 0
5ـ تعريف نعيم الرفاعي : القلق : هو استجابة انفعالية لخطر يخشى من وقوعه يكون موجها للمكونات الأساسية للشخصية 0
6ـ تعريف محمد قاسم عبد اله : القلق : هو استجابة انفعالية مركبة من الخوف والتوتر والضيق لخطر أو تهديد واقع أو يخشى وقوعه موجه نحو الشخصية بكاملها 0
وأستطيع أن أعرفه بأنه : حالة نفسية شديدة تتسم بالتوتر الشامل ، من شيء معروف أو غامض يتعطل معه تفكير الشخص 0
ويتبين من خلال تلك التعريفات وغيرها أن ما يميز القلق هو أنه :
1ـ انفعال ( جوهره الخوف الغامض ) 0
2ـ ينطوي على تهديد وخطر ( واقع أو يخشى وقوعه ) 0
3ـ يرافقه شعور بالتوتر والتوجس 0
4ـ الخطر والتهديد موجه نحو الشخصية بكل مكوناتها ( الجسمية والنفسية والاجتماعية ) 0
5ـ مبالغة الفرد في خطورة الموقف 0
• طبيعة القلق :
الكثير من علماء النفس يركز على أن القلق شعور عام بالخيبة ، أو بخطر وشيك الوقوع ، ومصدره غير معلوم 0 إنه استجابة مبالغ فيها ، لمواقف لا تمثل خطرا حقيقيا ، وقد لا تخرج عن إطار الحياة العادية ، ولكن الفرد الذي يعاني القلق يستجيب لها غالبا كما لو كانت تمثل خطرا ملحا أو موقفا يصعب معالجته 0 ( عبد الله ، 2001) 0
وقد حدد لويس Lewis 1988 ، الخصائص الست للقلق وهي :
1ـ إنه حالة انفعالية Emotional State يرتبط به : ذعر ، فزع ، خشية ، توقع خطر ، توجس 0
2ـ هذا الانفعال يتميز بأنه غير سار Unpleasant 0
3ـ إنه انفعال موجه نحو المستقبل Directed Toward Future 0
4ـ لا يوجد تهديد حقيقي أو معروف أو محدد ، أو أن التهديد إن وجد فعلا فهو لا يستدعي مثل هذا الانفعال 0 ولا يتناسب معه بهذه الدرجة من التهويل 0
5ـ هناك شكاوي جسمية ذاتية تحدث في القلق وخاصة شعور بضيق الصدر Especially Construction of Cheast 0
6ـ يرافقه أيضا اضطرابات وتغيرات عضوية وجسمية واضحة Manifest Bodily Disturbance 0
وقد وضع نايتزل وبرنستاين ( Nietzel , Bernstin 1981 ) ، أربعة مبادئ سلوكية تميز القلق ، وأضاف إليها بيلاك ورفاقه ( 1988 ) ثلاثة أخرى اعتمد عليها الكثير من العلماء في تقديرهم للقلق وطبيعته وهي :
1ـ أن القلق ليس سمة أو خاصية للشخصية موجودة داخل الفرد 0
2ـ يمكن اكتساب القلق بطرق التعلم المختلفة ( التي شرحها السلوكيون ، مثل : الإشراط ، التعلم بالقدوة ) 0
3ـ يضم القلق مكونات سلوكية متعددة ومعقدة ، تحدث مرتبطة بمثيرات استجابات القلق 0 من هنا يتحدث علماء النفس السلوكيون عن ثلاثة جوانب لاستجابة القلق ، وهي :
ــ تقرير الشخص نفسه وما يتحدث عنه من ضيق وتوتر وخشية 0
ــ تغيرات عضوية جسمية ، وخاصة التغيرات المتعلقة بإثارة الجهاز العصبي السمبثاوي 0
ــ الاستجابة الحركية الظاهرة التي قسمها ( بوال ) إلى قسمين : مباشرة : ( قياس اللواحق السلوكية والآثار الظاهرة للإثارة العضوية ) 0 وغير مباشرة 0
4ـ إن مكونات استجابة القلق هذه ليست مترابطة بدرجة عالية ( ليس من الضروري أن تكون متزامنة الحدوث ) 0 لقد دعيت هذه الخاصية للقلق ، بأنها تجزئ الاستجابة Response Fractionation 0
5ـ إن مكونات استجابة القلق هذه ، تشرح لنا العمليات المعرفية والعقلية عند الفرد : الإدراك ، والإدخال ، والترميز للمعلومات ، وكذلك تفسيرها وتحريفها ، وتبخيس الفرد لقدراته وصورته عن نفسه 0
6ـ إن التصنيف التشخيصي الذي وضعته الجمعية الأمريكية للقلق وأمراضه شجعت الكثير من البحوث ، من أجل دراسة الفروق و ( التشابه ) في أسبابه ، ومظاهره ، وجوانبه النفسية والعضوية وسيره وتطوره باعتباره اضطراب نفسي ( عصاب ) 0
7ـ يجب التشديد في الاعتماد على المعيار التشخيصي الدقيق الذي وضعه الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية ( DSM 111 ) من أجل تشخيص أمراض القلق 0 خصوصا أن الدليل يشدد على أن هناك عوامل عديدة تؤثر في تقديرنا السلوكي للقلق وتشخيصه 0
• القلق حالة عامة :
يعاني كل إنسان من ضغط القلق في فترات مختلفة من حياته ، وبهذا المعنى يكون القلق حالة عامة 0 فالشروط المحيطة بالأشخاص ، وتطور الحوادث ، والمفاجآت ، والتكوين المبكر السابق للشخص الإنساني ، كل هذه أمور تدعو إلى وجود القلق 0 ( الرفاعي ، 1987 ) 0
لكن هذا القلق العام ليس النوع العصابي منه 0 إنه النوع الخفيف الذي يظهر على شكل إشارة تحفزنا إلى إطلاق الطاقات الداخلية بغية الدفاع عن الذات وحفظها 0 أما القلق العصابي فليس عاما ، بل هو حالة خاصة تستدعي الرعاية والعلاج 0
إن استعدادنا للقلق ليس دليلا للشذوذ ، بل هو وسيلتنا في سعينا وراء التكيف 0 أما الشذوذ فيكون في الشدة والتطرف ، وفي تأثير الحالة على سلوكنا تأثيرا يجعله مضطربا ومضايقا في مواجهة ظروفه المختلفة 0
• اختلاف الناس في القلق :
يظهر الناس متفاوتين في قلقهم وشدته في ظروف تضمهم معا 0 فهل هذا يعني أن بين الناس من يكون استعداده للقلق أكثر من استعداد غيره ؟
إن القلق شعور بالتهديد ، وهو من هذه الناحية مرتبط بإدراك الفرد للحالة التي تنطوي على التهديد وبخبرته السابقة ، كما يرتبط بشعور الفرد بقوته 0 لهذا نلاحظ في عدد من الظروف وجود قلق لدى الطفل لا يوجد ما يشبهه عند الراشد الموجود معه 0 ونلاحظ أحيانا وجود قلق عند الراشد لا يوجد مثله لدى الطفل 0 وتفسير ذلك أن في الحالة الأولى يكون الراشد شاعرا بقوته 0 وأما في الثانية فمرد ذلك إلى قدرة الراشد على إدراك ما لا يستطيع الطفل إدراكه 0 ويضاف إلى ذلك أن بناء الجسد من جهة ، والظروف المحيطة الخاصة التي يمر بها الفرد من جهة أخرى ، تعمل في إيجاد فروق من حيث قابلية الأفراد للقلق 0
وبصورة عامة ، وبغض النظر عن العمر والجنس ، فإن الأشخاص الذين تكون ثقتهم بأنفسهم قوية وقائمة على خبرة واسعة ، ويكونون أقوياء ومحبوبون ، يكون مدى بعدهم عن القلق أوسع من مدى الذين تكون ثقتهم بأنفسهم ضعيفة ويكونون غير محبوبين 0
• القلق والعصبية والهم :
هناك حالات بسيطة من القلق كثيرا ما تظهر في حياتنا اليومية ، ونطلق عليها أسماء من نوع ( العصبية Nervousness ) و ( الهم ) أو ( الضيق Worry ) 0
فالعصبية : قلق خفيف ، والعصبي ، كثير الحركة ، كثير التخيل ، سريع الانفعال ، وبخاصة أمام ما هو مفاجئ ، وكثيرا ما يُلاحظ وهو يحاول الانشغال بحركات لا معنى لها 0 كذلك يغلب عليه كثرة الشكوى ، وسرعة التعب ، وكثرة التردد 0 والغالب في العصبية أن تكون نتيجة صراع أو صراعات لم تحل 0 وقد تبقى الصراعات عميقة الجذور من غير حل ، وبذلك يطول بقاء العصبية وتتوافر الفرص أمامها للتطور باتجاه التعقيد 0
أما الهم : فهو قلق خفيف كذلك ، إلا أن له بعض المظاهر الخاصة به 0 فالمهموم يظهر منعطفا نحو نفسه في بحثه عن المخرج أكثر مما يظهر العصبي 0 ويظهر ضغط الصعوبات عليه أكثر مما يظهر لدى العصبي 0 كذلك يظهر أن نفوذ الكبت وتأثيره أقوى في حالته ، وقد تطول فترة الهم وقد تقصر ، فإذا أمكن الوصول إلى مسالك للتفريغ مناسبة ، كان ذلك مساعدا على قصر الفترة ، وإن تعقدت مسائل التفريغ وصعب وصول الفرج تهيأت الفرص لمزيد من الهم ومزيد من التعقيد 0
• القلق وقوة الدافع :
إن للقلق وظيفة خاصة يقوم بها أحيانا وهي وظيفة الدافع التي يشترك فيها مع كل توتر انفعالي 0 فقد يدفع القلق الناجم عن أخطار التقصير في التكيف مع شروط بيئية اجتماعية جديدة إلى المزيد من الجهد من أجل انجاز تكيف مناسب ، وكثيرا ما يدفع القلق إلى المزيد من التروي قبل الإقدام على المعركة ، كما يدفع أحيانا إلى الانسحاب قبل ظهور نتائجها الواقعية 0
لقد أثار القلق اهتماما خاصا لدى كير كيجارد Kierkegaard أحد أعلام الحركة الوجودية من حيث هو دافع إلى الإنجاز والإبداع ، ويرى كير كيجارد أن القلق الخلقي موجود منذ عصيان آدم عليه السلام ربّه ، ولكنه لا يتضح لدى الفرد إلا بعد ارتكاب الفرد إثما يعترف به 0 وهو يرى ، من جهة أخرى أن القلق منبع للإبداع ، وأن قوة النفس تنبثق من نجاح الفرد في مواجهة الخبرات التي تثير القلق ، ولذلك فالقلق سبيل إلى نضج النفس الإنسانية وتفتحها عن طبيعتها العميقة الخلاّقة 0 إن هذه المسحة الفلسفية التي تظهر في حديث كير كيجارد عن القلق صادقة فيما يتصل ببعض حالاته ، إنه يقوم بوظيفة دافع قوي ، ولكنه يقود إلى الانسحاب أحيانا بدلا من الخلق والإبداع ، ويمكن أن يتطور إلى عصاب شديد الأثر 0 ( الرفاعي،1987)
• القلق والخوف :
هل هناك أوجه شبه بين القلق والخوف ؟
يصعب التمييز بين القلق والخوف في حالات كثيرة ، وذلك بسبب من أوجه الشبه الموجودة بينهما ، ومثل هذه الصعوبة تبرز في تعريف القلق نفسه 0 ويبدو الشبه بينهما واضحا في النواحي التالية :
1ـ كل من الخوف والقلق حالة انفعالية تنطوي على ما تنطوي عليه الحالة الانفعالية عادة من ضغط وتوتر داخلي 0
2ـ كل من القلق والخوف يستثار بالشعور بوجود خطر يتهدد الفرد 0
3ـ كل من القلق والخوف إشارة تدعو الشخص إلى العمل من أجل الدفاع والمحافظة على البقاء 0
4ـ كل من القلق والخوف مرافق بعدد غير قليل من التغيرات الفسيولوجية المتماثلة ، مثل الاضطراب في التنفس ، والدورة الدموية ، والعصارات المعدية 0
5ـ من الممكن في القلق أن يبدأ مع إشارة خطر توجد في المحيط الخارجي ، ويكون من النوع الذي يستطيع استثارة الخوف 0
6ـ يمكن في الخوف أن يكون أحيانا أشد مما يستدعيه موضوع الخطر ، وأن ينقل الشخص إلى حالة من القلق ضعيفة أو شديدة ، وبذلك يشبه القلق 0
•