اختر هواك على هواك عساك أن

تلقى هناك الى الطريق طريقا

وامخر صباح التيه منفرداً فما

أحلى الصّبَـا خلاً

وما أحلى الصباح رفيقا

فمتى .. ؟

متى كانت ليال المدلجين خليلة

ومتى ..

متى كان الظلام صديقا ؟

لله ماتهواه

بل لله ماتلقحاه في البطحاء

إذ غنى بها طير الضحى

فتأججت طرباًًً فبللها لعاب الشمس

فانقلبتْ حريقا

ففرتَ من قيظ الشموس

الى صبابات الكؤوس

فما ارتوت شفتاك من ظمأٍ

وما أبقيتَ للأقداح ريقا

ظمآن ..

تستسفي الرمال

تصوغ من آلامها قدحاً

ومن آمالها إبريقا

أرأيتَ إذ تمتد أعناق الرفاقِ

إلى المحاقِ

يلوح في أقصى الظلام

يرونهُ برقاً

وأنتَ ترى بريقا

فارتبتَ في الأوطان

( لا تحمي العليل من الردى )

وارتبتَ في الشطآن

( لا تروي الغليل من الصدى )

فذهبت في بحر الجنون عميقا .