* مسّــهُ الضّرُ

هذا البعيد القريب المسجى

بأجنحة الطير

شاخت على ساعديه الطحالب

والنمل يأكل أجفانه

- والذبابْ

مات ثم أنابْ

وعاد الى منبع الطين معتمراًًًًًًًًًً رأسه الأزلي

تجرع كأس النبوة

أوقد ليلاً من الضوء

غادر نعليه مرتحلاً في عيون المدينة ..

طاف بداخلها ألف عامٍٍٍٍٍٍ

وأخرج أحشاءها للكلابْ

هوى فوق قارعة الصمت

فانسحقت ركبتاه

تأوه حيناً

وعاد الى أول المنحنى باحثاً عن يديه

تنامى بداخله الموت

فاخضرّ ثوب الحياة عليهْ

* مسّــهُ الضّرُ هذا البعيد القريب المسجّى

بأجنحة الطير

شاخت على ساعديه الطحالب

والنمل يأكل أجفانه ..

.. والذبابْ

مات موت الترابْ

تدلّى من الشجر المرّ .. ثم استوى

عند بوابة الريح

أجهش :

بـوابةُ الريحِ

بـوابةُ الريحِ

بـوابةُ الريحِ .......

فانبثق الماء من تحته غدقاً

كان يسكنه عطش للثرى

كان يسكنه عطش للقرى

كان بين القبور مُـكباً على وجهه

حين رفّ على رأسه شاهدان من الطيرِ ..

دار الزمانُ

ودار الزمانْ

فحطّ على رأسه طائرانْ

* مسّــهُ الضّرُ هذا البعيد القريب المسجّى

بأجنحة الطيرِ

شاخت على ساعديه الطحالبُ

والنمل يأكل أجفانه ..

والذبابْ

مات موت الترابْ

وارتدى جبلاً

وحذاء من النارِ

كان الصباح بعيداً

وكان المساء قريباً

وبينهما صفحة من كتابْ

تلاها ...

وأسقط ابهامه فوقها

ثم تسربل زيتونةً فأضاءْ

حينها

فرّ وجه المساءْ

حينها

عرفته النساءْ

* مسّــهُ الضّرُ هذا البعيد القريب المسجّى

بأجنحة الطيرِ

شاخت على ساعديه الطحالبُ

والنمل يأكل أجفانه ..

والذبابْ

مات موت الترابْ

تماثل للعشق ثم شكا ورماً بين نهديه ..

فاقتاده وثن عبقريّ الى حيث لا تشرق الشمس

بعد ثلاثٍ أتى مورقاً

وتكوّر في ملتقى الشاطئين

وحين تساقط من حوله الليل

كان يعاني الصداعْ

الصداعُ

الصداعْ

دارت الشمس حول المدينة

فانشطر البابليّ

وأصبح نصفين

نصف يعب نخاع السنينِ

وآخر يصنع آنية للشرابْ .