أم علي.. تعيش في عمق الصحراء وتقود سيارتها بنفسها
تلتحف السماء وتأتي بحاجاتها من المدينة ثم تعود
أم علي.. تعيش في عمق الصحراء وتقود سيارتها بنفسها
* عنيزة فوزية ناصر النعيم:
في صحراء خالية المعالم وفي لهيب الشمس المحرقة وشتاء البرد القارس تقطن السيدة أم عليّ.. في بيتها المرقع.. بألوان مختلفة فهو لم يتحمل حرارة الشمس ولم يتصالح مع المطر.. قذفت بها الأحداث المؤلمة وصروف الدهر المتتالية الى صحراء واسعة لتكون خيمتها البالية محور تناظر تلتف حوله أحداث غامضة.. ما ان سمعت صوت سيارة قادمة إلا ووقفت خائفة مستعينة بسلاحها الذي يحميها من الذئاب المختلفة .
* سألنا أم علي ما الذي يجعلها تعيش في الصحراء وحدها
قالت: توفي زوجي وتزوجت بناتي ورحل ابني مغدوراً به وبقيت وحدي اراقب المجهول.. وليس عندي إلا هذه الخيمة التي تبرع لي بها أحد المحسنين وهذه الأغنام التي اعيش منها.
* سألنا أم علي: وكيف تعيشين ومن يحضر لك طلباتك .. قالت: ابتاع من هذه الأغنام واصرف منها على مأكلي.. اما عن طلباتي فانا احضرها بنفسي من أقرب المحطات وفي أغلب الاوقات تمر المسألة بسلام واحياناً تعترضني سيارة الدوريات وتوبخني فأنا أقود سيارة ابني بنفسي واعتمد عليها في مثل هذه المشاوير وأنا اقود السيارة في الصحراء منذ ثلاثين عاماً.
* وعن الطعام وعلى ماذا تتغذى.. قالت في الصباح اقوم بعمل «القرص» على الجمر والغداء ان وجد اطهو الرز على النار والحطب والعشاء طحين البرّ وغالباً لا استطيع النوم من قرقرت امعائي فقد لا اجد طعاماً يسد جوعي.
* وقالت أم علي عن مخاوفها.. الحمد لله لم يحصل لي أي مشكلة ولكني بلا شك تشتد مخاوفي في الليل حيث الصحراء موحشة ولا يوجد لدي ونيس ولا رفيق.. واستطردت قائلة انني اقتني السلاح واضعه بجواري في الليل حتى اتمكن من حماية نفسي والله يحمي الجميع..
* وسألنا أم علي ماذا لو توفرت لك حياة داخل المدينة هل تتركين الصحراء قالت: بكل تأكيد لم يجبرني على حياة الصحراء إلا الفقر والحاجة ولو توفرت لي حياة نظيفة داخل المدينة لا شك انني سأترك الصحراء فوراً.. ولكن هذا حلم صعب تحقيقه .
* المحررة
في عيني أم علي تبرق اسئلة غامضة وحاجة ملحة.. ماذا لو تجاوب المسؤولون وأهل الخير معها لتقضي ما تبقى من عمرها تعويضاً عما فات.. ماذا لو تخلو الصحراء من خيمتها هل ستختلف المعالم .
منقول..