الأخت أم أمجد من الرياض أرسلت برسالة تقول فيها : إن زوجها قد سجن في قضية ، وهي تعتقد بنسبة 99% أنه بريء ، وأنه سجن ظلما ، وعلى إثر ذلك دخل السجن ما يقارب السنة ، وقد فصل من عمله ولكنه بعدما خرج من السجن طرده إخوانها من البيت ومنعوه من دخوله ويطلبون منها أن تطلب الطلاق ولا تعود إليه ، وعندما كان في السجن لم يزوروه حتى زيارة واحدة 00 وهي تعتقد أنه بريء وترغب في العودة إليه ، ولكن أهلها وخاصة إخوانها وأمها هددوها لو أنها رجعت إليه أن يتبرؤوا منها ولا يكلمونها طول حياتهم فهل ترجع إليه أم تطلب الطلاق ؟ هذا مختصر رسالتها 0 وقد طلبت منها أن أنشر الرسالة والرد عبر المنتدى فوافقت 0
لا شيء يستغرب في زمننا هذا الذي نتمنى أن لايفتنا الله فيه ولا نحتاج الى أحد الا اليه سبحانه وتعالى 00لقد تبدلت النفوس وتغيرت العادات والأعراف الحسنة وحلت محلها السيئة 00 أي وفاء يقع من الزوجة لزوجها اذا تركته وهو في أحلك الظروف وفي أشد ما يكون احتياجا لها ، وأي أصهار يعاملون صهرهم بمثل هذه المعاملة ، كم من أشخاص قد دخلوا السجن وهم سيئين وخرجوا وقد تغيروا من الأسوأ الى الأحسن واستقاموا في حياتهم ، وكم من أشخاص قد دخلوا السجن وهم مظلومين ، وكما يقول المثل ياما في السجن مظاليم ، وليس كل من دخل السجن مجرما خطيرا ، ثم ان السجن يعتبر كدار للتربية واصلاح السلوكيات المعوّجة ويتم فيه تعليم السجناء أمور دينهم ويتعلمون القرآن ويسمعون الخطب والدروس والمواعظ التي توجه اليهم فيتحسن حالهم وربمّا أن زوج أم أمجد بريء كما تقول زوجته أنها تشعر أنه بريء وقلب المؤمن دليله0 وحتى لو فرضنا أنه مذنب فلا يعني هذا أن ينبذه المجتمع ويتبرأ منه أهله وتطلب زوجته الطلاق منه 00 فنحن في هذه الحالة زدنا حالته سوء وربما تحصل له انتكاسة ويعود الى سلوكياته وأفعاله السيئة ويصبح مجرما خطيرا 00فالواجب والمفروض أن نقف بجانبه ونساعده على الاستقامة وعلى الصلاح 0الأخت أم أمجد اخوانك مخطئين وهم ليسوا ملائكة لا يخطئون ، وابن آدم يخطيء ، وقد ورد في الحيث الشريف : ( كل بني آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون ) وفي الحديث القدسي يقول ربنا سبحانه وتعالى: ( لولا أنكم تخطئون فتستغفرون فأغفر لكم ، لأستبدلتكم بأقوام يخطئون فيستغفرون فأغفر لهم )فالانسان معرض للخطأ والنسيان 00والخطأ أن نقابل الخطأ بخطأ أكبر منه ، كما فعلت أم أمجد واخوانها وان كانت مغلوبة على أمرها 0 والآن أظن أن أبا أمجد قد تاب الى الله سبحانه وتعالى ، والله يقبل توبة عباده ويقول سبحانه : ( فمن تاب وعمل صالحا فانه يتوب الى الله متابا ) فعليك يا أم أمجد أن تخبري اخوانك برغبتك في العودة الى زوجك وتربية أبنائك في كنف والدهم 00واسأليهم لو قد الله عليهم وسجن أحدهم وخرج من السجن هل سيسعدون اذا طلبت زوجة الواحد منهم الطلاق أو أن أهلها طردوه من المنزل ، واذا كان عندك أعمام أو أخوال ولهم رأي سديد فوسطيهم في الأمر ، ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وبما أن اعتراضهم على عدم العودة الى زوجك هو خطأ يعتبر من الناحية النفسية والاجتماعية والصحية والدينية أخطر وأعظم من خطأ زوجك في حق نفسه ودخوله السجن وهنا فلا حق لهم بالاعتراض ، واذا طالبهم في المحكمة فان القاضي سيحكم له وأكيد سيكون لرأيك أهمية قصوى ، الا اذا كان في الموضوع أمور أخرى لا نعلمها ولم تذكر في هذه المشكلة 0 واذا غضب منك اخوانك وتبرأوا منك فهم الخاسرون وهم الذين سيغضب الله عليهم وعلى فعلهم ، وسيفرح الشيطان بفعلهم ويلبس تابعه التاج 0 وعندما تعود المياه الى مجاريها ان شاء الله تعالى وتعودين الى مملكتك فعاملي زوجك معاملة جيدة ولا تنسي أمك واخوانك واسألي عنهم وزوريهم ، وساعدي زوجك في الحصول على عمل ولو فتح بقالة صغيرة ويتسبب والله بيده الأرزاق والأعمار00 وحاولوا نسيان تلك الأيام والساعات المظلمة التي مرت عليكم في حياتكم والله في عونكم مع تمنياتي لكم بالتوفيق والصحة والعافية 0