طموحُ الوردة
لوْ كانَ لدَى الوردةِ
مَـطــْـبَـعَـة ٌ..
وَنـَـاشِـــرٌ ..
لأصْدَرَتْ ديوانَ شِعْــر ..
طموحُ الوردة
لوْ كانَ لدَى الوردةِ
مَـطــْـبَـعَـة ٌ..
وَنـَـاشِـــرٌ ..
لأصْدَرَتْ ديوانَ شِعْــر ..
رائحة
الشجـرة ُ تفقدُ أوراقــَــها
والشـّـفة ُ تفقدُ استدارتــَـها
والأنوثة ُ تفقدُ أنوثــَـتـَـها...
إلاّ رائحـتـَـكِ ..
فـَـهـِـيَ ترفـُـضُ أنْ تمرّ
من ثـُـقـُـوبِ الذاكِــرَة ...
ايش هذا الكلام الصعب ....
والورد الى يشم الورد .....
على الغيم
فَرَشتُ أهدابي.. فلن تتعَبي
نُزْهتنا على دمِ المغربِ
في غيمةٍ ورديّـةٍ .. بيتـُنــا
نَسْبَحُ في بريقها المُذْهَبِ
يسوقـُـنا العطرُ كما يشتهي
فحيثـُـما يذهبْ بنا .. نَذْهَبِ ..
خـُـذي ذراعي .. دربُنا فضّـة ٌ
ووعدُنا في مخدعِ الكوكبِ
أرجوكِ .. إنْ تمسّحتْ نجمة ٌ
بذيلِ فستانكِ .. لا تغضبي
فإنها صديقة ٌ .. حاولتْ
تقبيلَ رجليكِ ، فلا تعتبي
ثِقي بحُـبّي .. فهو أقصوصة ٌ
بأَدْمُعِ النجومِ لم تُـكْـتَبِ
حُـبّي بلـَونِ النار.. إنْ مرة ً
وَشْوَشْتُ عنهُ الحبّ ، يَسْتَغْربِ
لا تَسأَليني .. كيفَ أَحْبَبْتَني ؟
يَدفعني إليكِ شوقٌ نــبي ..
و اللهِ إنْ سَأَلتِني نجمة ً
قَـلـَـعْـتُـها من أ ُفـْـقِـها .. فاطلبي
هلْ كانَ ينمو الوردُ في قمّتي ؟
لوْ لمْ تهلــّـي أنتِ في ملعبي
و مطلبي لديكِ ما يطلبُ
العصفورُ عند الجدولِ المُعشبِ
و أنتِ لي ، ما العطرُ للوردةِ
الحمراء ، لا أكونُ إنْ تذهبي
على دفتر
سأجمعُ كلّ تاريخي
على دفترْ
سأ ُرْضِعُ كلّ فاصلةٍ
حليبَ الكلمةِ الأشقرْ
سأكتبُ .. لا يهمُّ لِـمَـن ..
سأكتبُ هذهِ الأسطـُـرْ
فحسبي أنْ أبوحَ هُـنا
لوجهِ الـبَوْح ، لا أكثَرْ
حروفٌ لا مباليةٌ
أبعثرُها ..
على دفترْ ..
بلا أملٍ بأنْ تبقى
بلا أملٍ بأنْ تـُـنـْـشرْ
لعلَّ الريحَ تحملُها
فتزرع في تـَنـَـقــّـلِـها
هنا حرجاً من الزعترْ
هنا كرْماً
هنا بيدرْ
هنا شمساً
وصيفاً رائعاً أخضرْ
حروفٌ سوفَ أفرطها
كقلب الخَوخة الأحمرْ
لكلّ سجينةٍ .. تحيا
معي في سجنيَ الأكبرْ
حروفٌ
سوفَ أغرزهـَـا
بلحم حَـيَـاتِـنـا .. خِـنجرْ
لتكسرَ في تمرّدها
جليداً
كانَ لا يُـكْسَـرْ ..
لتخلعَ قفلَ تابوتٍ
أُعِدّ لنا لكي نـُـقـْـبَـرْ
كتاباتٌ .. أقدّمها
لأيـّـةِ مُـهْـجةٍ تـَـشـْـعُـرْ
سَـيُـسْـعِـدُني .. إذا بقيتْ
غداً .. مجهولة َ المَصدرْ
كاتبان
الكاتبُ الكبيرْ
هوَ الذي تَـنـْـخُـرُ في عِظامِهِ
جُـرْثـُـومَـة ُ الشـّـجَاعَـة
والكاتِبُ الصّـغيرْ
هوَ الذي يَـبْـلـَـعُ قبلَ نَوْمِهِ
بُرْشَـــامَـة َ القــَـنـَـاعَـة
المعطف
عندما تـُـقـَــرّرينَ
أنْ تذْهبي مَعَ رجُـلٍ آخرْ
لا تنسَيْ أنْ تأخذي معكِ
مِعْطفَ المَطَرْ.
فالجوُّ مُـتـَـقـَـلـّـبْ ...
والرياحُ باردَة ..
وأخشى ، أنْ ينسى صديقــُــكِ الجديدْ
أن يضَعَكِ في جيب مِعْـطـفـِهِ ..
كما كنتُ أَفــْـعَــلْ.....
المُبدعون
كُلُّ المبدعينَ الكبارْ
كانوا في حالةِ صِـدامٍ مع العَاَلــَـمْ ..
من كافـْـكا ..
إلى فان كُوخْ ..
إلى صاموئيل بيكيتْ ..
إلى سيلفادور دالي ..
إلى عُروة بنِ الوردْ ..
والذينَ لا يصطدمونَ بشيءْ ..
لا يُبدعونَ شيئا .
عـُــنـْـوانـي
ليسَ لي إقامة ٌ دائِـمَـة ٌ
في أيّ مَكـَــان ..
إنّ إقامتي الدائمة
هيَ على وَرَقــَـةِ الكتابَـة !
الليل
لمْ يبقَ في شوارعِ الـلـيلِ
مكانٌ أتجوّلُ فيه ...
أخذتْْ عَيناكِ ..
كـُـلّ مسَاحةِ الليلْ ..
عَوَاصِفـُـنا الجَـمِـيلة
لنـَـا مزاجيّـة ُ البحر
وجُـنــُـونُـهُ.. وَتـَـحَـوّلاتـُـهْ
ولنـَـا أيضاً.. مُـراهَـقــَـة ُ الزّبَـدْ ..
وحَمَاقـَـة ُ الأمْـواجْ ..
نقاتِـلُ بعضَنـَـا بَعْضاً
ونكسِرُ بعضنا بعضا
وعندما تهدأ العاصفـَـة ُ
نَتَدَحْرَجُ على الرّملِ
كطفلينِ في عُطلتِـهمَا المدرسيـّـة
وَشْوَشَة
في ثغرها ابتهالْ
يهمُسُ لي : تَعَالْ
إلى انعتاقٍ أزرقٍ
حدودُهُ المُحَالْ
نَشْرُدُ تيَّاريْ شَذَا
لم يخفقا ببالْ
لا تَسْتَحي .. فالوردُ في
طريقنا تلالْ
ما دمتِ لي.. مالي وما
قيلَ ، وما يُقَالْ ..
***
وَشْوَشَةُ كريمةٌ
سخيَّةُ الظلالْ
ورَغْبَةٌ مَبْحُوحَةٌ
أرى لها خيالْ
على فمٍ يجوعُ في
عُرُوقِهِ السؤالْ ..
يهتُفُ بي عَقيقُهُ
غداً لكَ النَوالْْ
***
أنا كما وشْوَشْتِني
مُلقىً على الجبال
مخدَّتي طافيةٌ
على دمِ الزَوَالْ
زَرَعتُ ألفَ وردةٍ
فدى انفلاتِ شالْ
فدى قميصٍ أخضرٍ
يُوَزِّعُ الغِلالْ ..
قومي إلى أُرجُوحَةٍ
غريقةِ الحِبالْ
نأكلُ من كُرُومنا
ونُطعمُ السِلالْ
وأشربُ الفمَ الصغيرَ
سُكَّراً حَلالْ
إنْ ألثمِ اليمينَ منكِ
قلتِ : والشِمالْ ؟
لا تسألي : تُحبُّني ؟
كنتُ .. ولا أَزالْ
أخي رجل الظلام
![]()
تحية وإعجاب لذوقك العالي
وبلاغتك الراقية التي تشي بها كتاباتك في المنتدى
![]()
صدقني
حاولت كثيرا أن أتداخل معك في نزار
لكن كلما خطرت لي قصيدة من روائعه وأردت أن أدخل بها
وجدتها أمامي هنا بتوقيع نزيف القلب
أو رجل الظلام
![]()
فقط أردت أن أسجل شكري وإعجابي
يا باعث حماسي و صبري
![]()
دمت مشرقا بإبداعك
وتحية ملء المحبة تغمرك![]()
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن الصميلي
أشــْـكــُـرُكَ أخِــي ، وأشـْـكـُـرُ لكَ
عـُـذوبَــــــــــة َ قــَــلــْـبــِـــك
دَوَّرْنا القــَـمـَــر
جُعْتُ .. وجَاعَ المُنْحَدَرْ
ولا أزالُ أنتظِرْ ..
أنا هُنا وحدي .. على
شرقٍ رماديِّ السُتُرْ
مُسْتلقياً على الذُرى
تلهثُ في رأسي الفِكَرْ
وأرقُبُ النوافذَ الزُرْقَ
على شوقٍ كَفَرْ ..
أقولُ : ما أعاقَها
فستانُها .. أم الزّهَرْ ؟
أم وردةٌ تَعلَّقتْ
بِذَيْلِ ثوبِها العَطِرْ ؟
أم الفراشاتُ .. ترامتْ
تحت رجليْها .. زُمَرْ ؟
وأقْبَلَتْ .. مَسْحُوبةً
يخضرُّ تحتها الحَجَرْ ..
ملتفَّةً بشالها
لا يرتوي منها النَظَرْ
أَصْبَى من الضوءِ ..
وأصفى من دُمَيْعاتِ المطَرْ
تُخْفي نُهَيْداً .. نِصْـفُهُ
دارَ .. ونِصْفٌ لم يَدُرْ
قالتْ : صباحَ الوردِ ..
هذا أنتَ ، صاحبَ الصِغَرْ ؟
ألا تزالُ مثلما
كنتَ .. غلاماً ذا خَطَرْ ؟
تجعلني .. على الثرى
لُعْباً .. وتَقْطيعَ شَعَرْ ..
فإنْ نهضْنَا .. كانَ في
وُجُوهنا ألفُ أثَرْ
زمانَ طَرَّزْنَا الرُبى
لَثْماً .. وألعاباً أُخَرْ
مُخَوّضَيْنِ في الندى
مُغَلْغِلَيْنِ في الشجَرْ
أيَّ صبيٍّ كنتَ .. يا
أَحَبَّ طفلٍ في العُمُرْ ؟
***
قلتُ لها : اللهَ ..
ما أكْرَمَها تلك الذكَرْ
أيَّامَ كنَّا .. كالعصافير
غناءً .. وسَمَرْ
نسابقُ الفراشةَ البيضاءَ
ثمَّ ننتصِرْ
وندفَعُ القواربَ الزرقاءَ ..
في عَرْضِ النـّـهَرْ ..
وأخطُفُ القُبْلَةَ من
ثغرٍ .. بريءٍ .. مُخْتَصَرْ ..
ونكسِرُ النُجُومَ .. ذَرَّاتٍ
ونُحصي ما انكسَرْ ..
فيستحيلُ حولَنا
الغروبُ .. شَلالَ صُوَرْ
حكايةٌ نحنُ .. فعندَ
كلِّ وردةٍ خَبَرْ !..
***
إنْ مرةً .. سُئِلتِ قُولي :
نحنُ دَوَّرنَا القَمَرْ ..
في الفنّ المعماري
أنتِ النصُّ الذي لم يُـكـْـتـَـبْ مثـلـُـهُ .. بَعْدْ..
وبقـيّـة ُ النساءِ هَوامِـشْ ..
أنتِ الجَسَدُ المدروسْ
نـُـقــْـطة ً نـُـقــْـطـة ْ..
وخـَطا ً خَـطـا ً ..
وزاوية ً زاوية ْ ..
وبَـقِــيـَـة ُ الأجسادِ
محاولاتٌ معماريّـة ٌ متواضِعَـة ..
أنتِ السمفونيّـة ُ الكـُـبـْـرى
وبَـقِــيـّــة ُ النــّـسَـاءِ
دوْزَنَاتْ
مع فاطمة في قطار الجنون ...
1
إبْحَثي عن رَجُلٍ غيري ..
إذا كنتِ تريدينَ السَلامَهْ ..
كلُّ حُبٍّ حارقٍ ..
هو _ يا سيِّدتي _ ضِدَّ السلامَهْ
كلُّ شِعْرٍ خارقٍ ..
هو _ في تشكيلِهِ _ ضِدَّ السلامَهْ
فابحثي عن رَجُلٍ غيري ..
إذا كنتِ تُحسِّينَ بأصوات الندامَهْ
إبحثي عن رَجُلٍ ..
يمتلكُ القدرةَ والصبرَ .. لتثقيف حَمَامَهْ
فأنا من قَبْلُ .. ما حاولتُ تثقيفَ حَمَامَهْ ...
إنَّ حُبِّي لكِ يا سيِّدتي
أشْبهُ في يوم القيامَهْ ..
من تُرَى يقدرُ أن يهربَ من يوم القيامَهْ ؟
فاقْبَلي ما قسمَ اللهُ عليكِ ..
بإيمانٍ عميقٍ .. وابتسامَهْ ..
واتْبَعيني ..
عندما أركبُ في الليل قطاراتِ الجُنُونْ ..
طالما أنتِ معي ..
لستُ مهتمّاً بما كانَ ..
وما سوفَ يكُونْ ...
2
آهِ .. يا سُنْبُلةَ القمح التي تخرج من وَسْط الدُمُوعْ
دَخَل السيفُ إلى القلب، ولا يمكننا الآنَ الرُجُوعْ
إنّنا الآنَ على بوَّابة العشق الخطيرَهْ ..
وأنا أهواكِ حتى الذَبْحِ ..
حتى الموتِ ..
حتى القَشْعريرَهْ ..
نحنُ مَشْهُورانِ جداً ..
وجريئانِ على التاريخ جدّاً ..
والإشاعاتُ كثيرَهْ ..
هكذا يحدث دوماً في العلاقات الكبيرَهْ.
آهِ .. يا فاطمتي ..
يا التي عِشْتُ وإيّاها ملايينَ الحماقاتِ الصغيرَهْ
إنّني أعرفُ معنى أن يكونَ المرءُ في حالة عشْقٍ
خلفَ أسوار الزمان العربيّْ
وأنا أعرفُ معنى أن يبوحَ المرءُ ..
أو يهمسَ ..
أو ينطقَ ..
في هذا الزمان العربيّْ ..
وأنا أعرفُ معنى أن تكوني امْرأتي ..
رَغْمَ إرهابِ الزمان العربيّْ ..
فأنا تطلبني الشُرْطةُ للتحقيق في ألوان عَيْنَيْكِ ..
وفيما تحتَ قُمصَاني ..
وفيما تحتَ وجداني ..
وأسفاري .. وأفكاري .. وأشعاري الأخيرَهْ ..
وأنا لو أمْسَكُوني ..
أسرُقُ الكُحْلَ الذي يُمْطِرُ من عينيْكِ ..
صَادَتْني بواريدُ العشيرَهْ ..
فافْتَحي شَعْرَكِ عن آخرِهِ ..
إنَّني مُضْطَهَدٌ مثلَ نبيٍّ ..
ووحيدٌ كجزيرَهْ ..
إفْتَحي شعرَكِ عن آخرِهِ ..
وانْزَعي منه الدبابيسَ .. فهذي فرصةُ العمر الأخيرَهْ
3
آهِ .. يا أَيْقُونةَ العمر الجميلَهْ
يا التي تأخذني كلَّ صباحٍ من يدي
نحو ساحات الطفولَهْ ..
وتُريني تحت جَفْنَيْها شُمُوعاً مُسْتَحيلَهْ ..
وبلاداً مستحيلَهْ ..
أيُّها الكنزُ الخرافيُّ الذي كان معي
في قطاراتِ الشمالِ ..
إنَّ حِبْرَ الصين في عيْنَيْكِ _ يا سيِّدتي_
فوق احتمالي ..
يا التي تمرُقُ من بين شراييني ..
كعطر البرتُقالِ ..
4
يا التي تشطُرُني نِصْفَيْنِ في الليل ..
وعند الفجر، تُلقيني على رُكْبَتِها .. نِصْفَ هلالِ ..
يا التي تحتلُّني شرقاً .. وغرباً ..
ويميناً .. وشمالاً ..
إسْتَمرّي في احتلالي ..
أنا مشتاقٌ إلى أيام (وندرمير)
مشتاقٌ لأنْ أمشي وإياكِ على الماءِ ..
وأن أمشي على الغيمِ ..
وأن أمشي على الوقتِ ..
ومشتاقٌ لأنْ أبكي على صدركِ حتى آخرِ العمرِ ..
وحتّى آخرِ الشِعْرِ ..
ومشتاقٌ لحانات الضَواحي ..
وكراسينا أمامَ النار ..
مشتاقٌ إلى كلّ الذُرَى البيضاءِ ..
حيثُ أختلط الكُحْلُ الحجازيُّ مع الثلج ..
ومشتاقٌ إلى شيءٍ من الكونياكِ ..
في بَرْد الليالي ..
5
آهِ .. يا عصفورةَ الماء التي تجلس قربي ..
في قطارات الشِمالِ ..
إمْسِكيني من ذراعي جيّداً ..
فالقراراتُ التي يصدرها السلطانُ لا تُشْغِلُ بالي ..
ومِلفَّاتي لدى الشُرْطة لا تُشْغِلُ بالي ..
وحدَهُ حبُّكِ – يا سيّدتي- يُشْغِلُ بالي ..
نحنُ قامرنا كثيرا ..
وتطرَّفْنَا كثيرا ..
وتجاوزنا إشاراتِ المُرُورْ ..
فامْسِكيني من ذراعي جيداً ..
لتدورَ الأرضُ ..
فالأرضُ بلا حُبٍّ كبيرٍ .. لا تدُورْ ..
مَـنْ مِنكـُـمَـا أحْـلى ؟
شِعْري ووجْهُـكِ.. قِـطــْـعَـتـا ذهَبٍ
وحَـمَـامَـتان ِ ، وزهْـرَتا دِفـْــلـى ..
مَـا زلتُ مُـحْـتارا ً .. أمَامَـكــُـمَـا ..
مَنْ منكـُـمَـا.. مَنْ منكـُـمَا أحْـلى ؟
ألا تجلسينَ قليلا ً ؟
ألا تجلسينَ قليلا ً
ألا تجلسين ؟
فإن القضية َ أكبرُ منكِ.. وأكبرُ مني ..
كما تعلمين ..
وما كان بيني وبينكِ ..
لم يكُ نقشا ً على وجه ماء
ولكنه كانَ شيئاً كبيرا ً كبيرا ً ..
كهذي السماء
فكيف بلحظةِ ضعفٍ
نريد اغتيالَ السماء ؟
ألا تجلسين لخمس دقائقَ أخرى ؟
ففي القلب شيءٌ كثير ..
وحزنٌ كثيرٌ ..
وليس من السهل قتلُ العواطف في لحظات
وإلقاءُ حبكِ في سلةِ المهملات ..
فإن تراثا ً من الحبِ .. والشعرِ .. والحزن ..
والخبز .. والملحِ .. والتبغ .. والذكريات
يحاصرنا من جميع الجهات
فليتكِ تفتكرينَ قليلا ً بما تفعلين
فإن القضية َ ..
أكبرُ منكِ .. وأكبرُ مني ..
كما تعلمين ..
ولكنني أشعر الآن أن التشنجَ ليس علاجا ً
لما نحن فيهِ ..
وأن الحمامة َ ليست طريقَ اليقين
وأن الشؤون الصغيرة بيني وبينكِ ..
ليست تموتُ بتلك السهوله
وأن المشاعرَ لا تتبدلُ مثل الثياب الجميلهْ ..
أنا لا أحاولُ تغييرَ رأيكِ ..
إن القرارَ قرارُكِ طبعا ً ..
ولكنني أشعر الآن أن جذورك تمتد في القلبِ ،
ذاتَ الشمالِ ، وذات اليمين ..
فكيف نفكُّ حصارَ العصافير ، والبحرِ ،
والصيفِ ، والياسمينْ ..
وكيف نقصُّ بثانيتين ؟
شريطا ً غزلناه في عشراتِ السنين ..
- سأسكب كأساً لنفسي ..
- وأنتِ ؟
تذكرتُ أنكِ لا تشربين ..
أنا لست ضد رحيلكِ .. لكنْ ..
أفكر أن السماءَ ملبدة ٌ بالغيوم ..
وأخشى عليكِ سقوطَ المطر
فماذا يضيركِ لو تجلسين ؟
لحين انقطاع المطرْ ..
وما يضيركِ ؟
لو تضعينَ قليلاً منَ الكحل فوق جفونكِ ..
أنتِ بكيتِ كثيرا ً ..
ومازال وجهكِ رغم اختلاط دموعك بالكحل
مثلَ القمرْ ..
أنا لست ضدّ رحيلكِ ..
لكنْ ..
لديَّ اقتراحٌ بأن نقرأ الآن شيئا ً من الشعرِ ..
علَّ قليلاً من الشعرِ يكسرُ هذا الضجرْ ..
... تقولينَ إنكِ لا تعجبين بشعري !!
سأقبلُ هذا التحدي الجديدْ ..
بكل برودٍ .. وكل صفاء
وأذكرُ ..
كم كنتِ تحتفلينَ بشعري ..
وتحتضنينَ حروفي صباحَ مساءْ ..
وأضحكُ ..
من نزواتِ النساء ..
فليتكِ سيدتي تجلسين
فإن القضية أكبرُ منكِ .. وأكبرُ مني ..
كما تعلمين ..
أما زلتِ غضبى ؟
إذن سامحيني ..
فأنتِ حبيبة ُ قلبي على أيّ حال ..
سأفرضُ أني تصرفتُ مثل جميع الرجال
ببعض الخشونهْ ..
وبعض الغرورْ ..
فهل ذاك يكفي لقطع جميع الجسورْ ؟
وإحراقِ كل الشجر ..
أنا لا أحاول ردَّ القضاء ، وردَّ القدر ..
ولكنني أشعر الآنَ ..
أن اقتلاعكِ من عَصَب القلب صعبٌ ..
وإعدام حبكِ صعبٌ ..
وعشقكِ صعبٌ ..
وكرهكِ صعبٌ ..
وقتلكِ حلمٌ بعيد المنالْ ..
فلا تعلني الحربَ ..
إن الجميلاتِ لا تحترفن القتالْ ..
ولا تطلقي النارَ ذات اليمين ،
وذاتَ الشمال ..
ففي آخر الأمر ِ ..
لا تستطيعي اغتيالَ جميع الرجالْ ..
لا تستطيعي اغتيالَ جميع الرجالْ ..
شكراَ أخى الفاضل على المجهود والنقل الممتع ، دمت بخير عزيزى