الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين

أحب كل شبر فيك يا وطني وأفديه بكل ما أملك ولكن عندما يُذكر الجنوب أحِس أن حبي يزداد وعندما اسمع اسم جازان أحس أن قلبي يطير شوقاً إليها أحس أن قلبي يقول أعشقك يا جازان كيف لا وأنت مسرح طفولتي الذي عشت فيه قصة حبي الأولى .
عندما رحلت لأكمل دراستي الجامعية خارج المنطقة كنت أغضب كثيراً عندما أسمع كلمةً تهين منطقتي أو أهلها حاولت دائما أن أرسم أروع صورة لأهل جازان. كان الكثيرون يرون أن جازان ليست كما يقال في آخر الركب . لأنها لم تدخل في الركب أصلاً إلى الآن . كنت أفتخر حين يزور البعض جازان وأحاول أن أريه أجمل الأماكن لأغير فكرته عن جازان وأهلها وأحمد الله فقد نجحت كثيراً في ذلك.
ومضت الأيام وتطورت منطقتنا حتى صارت من أفضل المناطق على مستوى المملكة وأضحت لوحة فنية رائعة التصميم والإتقان . نظرت إلى كل محافظاتها فرأيتها تطورت غير محافظة واحدة !!!! لا أنكر تطورها لكنه لم يكن ذلك التطور الذي توقعناه .
محافظة صامطة أن الزائر لجازان يرى الجمال في مدينة جازان والحضارة ، وإذا زارمحافظة أحد المسارحة رأى أحلا صبية تزينة لخطابها. فيها التنظيم ،والجمال ،والأماكن الخاصة بتجمع الشباب . يزورها الشباب من كل القرى والمحافظات . إنها باريس الشرق إن صح التعبير .
ولكن ما إن تدخل محافظة صامطة حتى تجد الجمال والتنظيم بدأ يخف ويقل. لماذا؟ لست أدري. فالإشارات المرورية على قلتها معظمها معطله ولا يوجد رجل أمن ينظم السير ، الطرق تفتقر لأبسط أساسيات السلامة ومن يريد أن يتأكد فليتجه على الطريق الذي يؤدي إلى خضراء صامطة أو طريق البدوي لا إضاءة لا خطوط ملونةعلى الطريق، والحفر تملأ الطريق وكومات الطين الناتجة عن السيول تغطي أجزاء كبيرة من الطريق وتجعله ضيقاً وخطيراً ، وطريق الوادي الذي يفصل بين صامطة وخضراء صامطة مصبوب بالإسمنت وكأن البلدية عاجزة عن السفلتة،والمحافظة مكتضة بالقادمين بصورة غير نظامية والذين باتوا يشكلون خطراً على الأهالي . بل أنه من الأشياء المضحكة أن تجد الشارع يُسفلت اليوم وبعد فترة بسيطة يحفر من جديد بحجة توصيل التلفونات إلى المنازل ، ثم يسفلت ، ثم يحفر من أجل المجاري ، ثم يسفلت ، ثم يـحـفـر للـكـهـرباء ، ثم يسفلت ، ثم يحفر للبحث عن مـصبـاح علاء الدين ....
لو نظرنا إلى محافظة احد المسارحة كأقرب مثال لأرينا أن الطرق القريبة من السيول يوضع لها الأسياخ الحديدية ثم يصب عليها الخرسان والإسمنت فإذا جاء السيل لايحفر تحت الطريق. أما في صامطة فيُنقل التراب ويردم لفترات طويلة تصل للأشهر ثم يسفلت عليه ويتجاهل القائمون على هذا العمل أن الطفل الصغير يعلم بأن الماء يحفر التراب ثم يؤدي ذلك إلى تكسر الطرق وانقطاعها ومن أراد أن يتأكد فليتجه إلى الحزام الذي يقع جنوب صامطة وليسأل متى أُغلق ؟ ولماذا إلى الآن لم يفتح ؟.
لاتوجد أماكن لتجمع الشباب . فالشباب إذا أرادوا الخروج في الهواء الطلق فإن عليهم أن يخرجوا إلى أماكن خارج صامطة . ( ويا قلب لا تحزن ).
بالتأكيد كل الناس تحب الأمطار إلا أهالي صامطة والزائرون لها فبمجرد نزول الأمطار تتعفن طرق السوق الداخلي وتختلط المياه بالمجاري لأيام كثيرة .وكل من يريد أن يقول غير ذلك فعليه أن يزور مدخل صامطة من الجهة الجنوبية الشرقية أيام الأمطار .
أما عن التنظيم المروري فالحكم لكم وللقطع الخرسانية التي تقفل الطرق وذلك لكي لايتعب رجل المرور في النزول من السيارة وتنظيم السير .
* رسالتي الأولى إلى بلدية صامطة . لو قيل بأن خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ سيزور المحافظة هل ستبقى بهـذه الصورة ؟خاصة وأننا سمعنا وقرأنا بأن الدولة وفرت مبالغ كبيرة لتجميل صامطة وتزينها ودرأ أخطار السيول عنها .
* رسالتي الثانية إلا المحافظ : أنا أعلم أن مثل هذه الأشياء لا ترضيك لأن جمال محافظتك دليل على إخلاصك في عملك . فاللوحة الجميلة إذا دلت على شيْ فإنما تدل على إبداع وإتقان من صناعها . فأرجو منك محاسبة المقصرين عن تقصيرهم ولولا علمي بأن كلامي سيجد طريقاً إلى قلبك لما قلته.

وفي الختام أقول لكل من يقول أن صامطة خارج الركب أخطأت فلقد تطورنا تطوراً مذهلاً حتى أصبحنا في آخر الركب . والحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه .
أعذروني على الإطالة وليعلم الجميع أن هدفي تطوير منطقتي ولابد من النقد حتى وإن جرح مادام الهدف هو التغير إلى الأفضل .والله على ما أقول شهيد .
وصلى الله على سيدنا محمد .