ما شاء الله تبارك الله

حقيقة أنت مكسب كبير لا يقدر بثمن لمنتدياتنا

نسأل الله أن يجزيك خيرا وأن يوسع عليك من فضله ، وأن يجعل عملك خالصا لوجهه .

وأتمنى من الإخوة والأخوات طرح ما لديهم من مشاكل هنا وعدم التحرج

وإن كان هناك شخص لديه إحراج نوعا ما ، فعليه أن يرسل مشكلته للدكتور ضيف الله على الخاص

ونتمنى أن ينشرها الدكتور هنا مع إجابته عليها ، بدون ذكر اسم صاحب الرسالة ،

ليستفيد الجميع من تلك الأجوبة . . . وكذلك من تعلمون له مشكلة سواء زميل أو صديق أو قريب

فلا تضيعوا الفرصة واعرضوها هنا ، ثم أبلغوه بإجابة الدكتور ، عسى أن يكون فيها الخير بمشيئة الله .

* * * * * *

وهنا أستأذن الدكتور في طرح ما لدي .

لي ولد عمره ثمان سنين ، في السنة الثانية الابتدائية ، كان قبل دخوله المدرسة شقيا وشجاعا بدرجة

كبيرة لدرجة أنه يغلب أخويه الأكبر منه عند مشاحناتهم ويبكيهم دون أن يبكي .

ومرة كان يلعب في الشارع بعد المغرب وكان يجري بسرعة وفجأة اصطدم ببرميل الزبالة ( أكرمكم الله )

حق البلدية وضرب جبهته بحافة البرميل وقد انشق مكان الضربة شقا كبيرا ، ولم يبك أو يصيح أبدا

وكان الدم ينزف من رأسه وهو يمسحه بفانلته ويواصل لعبه ، وعندما شاهده أخوه الأكبر صرخ فيه

وسحبه إلى البيت ، ثم نادى علينا فهرولنا مسرعين وأخذت ماء وثلجا وكنت أحاول أن أوقف النزيف

الغزير ، وقد بدأت الزرقة تظهر في وجهه وشفتيه بسبب كثرة الدم الذي سال منه .

وانطلقت به مسرعا إلى المستشفى ، وكان معي أحد إخوتي وهناك عمل له الدكتور خمس غرز

في جبهته ، وولله ثم والله لم تذرف له دمعة ولم يصدر صوتا ، لدرجة أن عمه أصابته نوبة ضحك

هستيرية من شدة ذهوله . . . هذه قصة واحدة تثبت قوة تحمله وشجاعته العجيبة .

وبعد دخوله المدرسة كان في الأسبوعين الأولين طبيعيا جدا وكان يحب المدرسة بجنون

لدرجة أنه كان لا يريد أن يعود للبيت بعد آخر حصة ، ويريد البقاء ليلعب مع الطلاب ،

حتى يتأكد من خلو المدرسة ، بعدها يعود للبيت حزينا وفي اليوم التالي يصحوا قبل إخوته

ويتجهز للمدرسة قبل الجميع .

ثم بدأ التغير عليه شيئا فشيئا ، فصار يختلق الأعذار لكي يغيب ، وكذلك بدأ يتبول في الفراش

بعد أن ترك هذه العادة منذ سنتين ، وكذلك يصحوا من نومه مذعورا ويبكي دون أن يفصح عن سبب ذلك ،

وقد أخبرني مدرسه بتلك التغيرات التي طرأت عليه ، ولا أعرف لها سببا ، وأصبح يخاف

من كل شيء ، لدرجة أن أي مدرس يمر بجواره فيخاف وتتغير ملامحه ويلتصق بالجدار ،

وأصبح ذليلا بدرجة عجيبة جدا . وكم أحزنني هذا الشيء ، وكم حاولت أن أجلس معه وأسأله

لأعرف سببا لما طرأ عليه ، ولكن للأسف لم أخرج منه بنتيجة . وقد طلبت من المرشد الطلابي

في المدرسة أن يحاول معه عسى أن يتوصل إلى شيء ، ولكنه لم يستطع .

وهنا أطرح مشكلته أمامك يا دكتور ضيف الله

وأتمنى أن أجد ما يوضح لي سبب هذا التغير الغريب والمحزن والمؤلم .

وجزاك الله خير .