رَحَلَ الـحُسَيْنُ... فَصِحْتُ كَلاَّ... بَيْنَنَا
كُلُّ الـمَوَاعِيْدِ العِطَاشِ مُؤَجَّلَةْ

وَغصَصْتُ بِالعَبَرَاتِ حِيْنَ رَأَيْتُهُ
جَسَداً مُسَجَّىً يَسْتَثِيْرُ الأَخْيِلَةْ



* * *


أَأَبَا جِهَادٍ كَمْ أُنَادِي...! هَدَّنِي
سِجْنُ الـحَنِيْنِ وَسَامَنِي سَوْطُ الوَلَهْ

أَرَحَلْتَ...؟ صُوْتُكَ مَا يَزَالُ يَرِنُّ فِي
سَمْعِي وَفِي قَلْبِي شَذَاكَ قُرُنْفُلَةْ

تَفْتَرُّ صُوْرَتُكَ الـجَمِيْلَةُ كُلَّمَا
لاحَتْ... وَوَجْهُكَ بَاسِمٌ مَا أَجْمَلَهْ!

إِنِّي أُحِبُّكَ يَا حُسَيْنُ فَمُدَّ لِي
جِسْراً إِلَيْكَ... سِهَامُ بَيْنِكَ مُوْغِلَةْ

أَرَحَلْتَ حَقًّا...؟ لا أُصَدِّقُ... كَيْفَ وَاللُّـ
ـقْيَا لَعَمْرِي مَا تَزَالُ مُؤَمَّلَةْ؟!

أَبْكِيْكَ أَمْ أَبْكِي فُؤَادِي؟ إِنَّنِي
لأَرَاكُمَا رَوْضَ الوُجُوْدِ وَمَنْهَلَهْ


* * *

وذرفت عيناي دموعا حرّى

وإنا لله وإنا إليه راجعون
وإنا لله وإنا إليه راجعون
وإنا لله وإنا إليه راجعون

حسبنا الله ونعم الوكيل

رحمك الله يا أبا جهاد

كنت الزميل وكنت الأخ والصديق

إني لأذكر وجهك والطهر والبراءة تشعان منه

وابتسامتك العذبة ، ومزحك الجميل ، وصوتك الجذاب



أَأَبَا جِهَادٍ... وَالصَّدَى يَرْتَدُّ مَكْـ
ـلُوْماً... وَتنْطَفِئُ الـحُرُوْفُ الـمُشْعَلَةْ

وَإِذَا الـحَقِيْقَةُ كَالـخَيَالِ تَدُكُّ... تَفْـ
ـرِي... حِيْنَ تَقْتَحِمُ القُلُوْبَ مُجَلْجِلَةْ

وَإِذَا هِيَ الأَقْدَارُ مَا مِنْ مَهْرَبٍ
مِنْهَا... مُعْجَّلَةً وَغَيْرَ مُعَجَّلَةْ


كم تغتالنا الأقدار على غفلة منا

وكم نبقى مشدوهين غير مصدقين

وكم تعتلج أنفاسنا مضطربة من هول المفاجأة وعظيم الصدمة

فنلجأ إلى الله

يا الله رحماك

يا الله رحماك

اللهم ارحمه واعف عنه وغمد روحه جنتك

اللهم صبر أهله وألهمهم السلوان

أللهم تقبله مع الصديقين والشهداء

اللهم وسع له في قبره واجعله روضة من رياض الجنة

* * *

عظم الله أجرك أخي عيسى

وعظم الله أجر أهله ومحبيه وصحبه

كم كنا في حاجة لهذا النص

من رجل الوفاء شاعرنا وزميلنا عيسى جرابا


رحمك الله يا أبا جهاد