"النساء بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس".. بهذه العبارة لخص وزير الثقافة المصري فاروق حسني موقفه تجاه حجاب المرأة المسلمة، الذي رأى فيه "عودة للوراء".
وقال حسني في تصريحات نشرتها صحيفة "المصري اليوم" في الخميس 16-11-2006 "نحن عاصرنا أمهاتنا وتربينا وتعلمنا على أيديهن عندما كن يذهبن إلى الجامعات والعمل دون حجاب؛ فلماذا نعود الآن إلى الوراء؟".
وأضاف "النساء بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس".
أكد أن ارتداء الحجاب في رأيه "ليست له علاقة بالتقوى وإلا فما تفسير مناظر الشباب والبنات على كورنيش" النيل بالقاهرة في إشارة إلى بعض الفتيات المحجبات اللاتي يشاهدن مع شباب قد لا تربطهن بهم علاقة شرعية.
تقليد للعرب
وأعرب الوزير المصري عن اعتقاده بأن "حجاب المرأة يكمن في داخلها وليس في خارجها، ولا بد أن تعود مصر جميلة كما كانت وتتوقف عن تقليد العرب الذين كانوا يعتبرون مصر في وقت من الأوقات قطعة من أوروبا".
في إشارة إلى اعتقاده بأن الحجاب كـ "زي" نقله المصريون عن بعض الشعوب العربية الأخرى.
وتشهد مصر والعديد من الدول العربية والإسلامية تنامي "ارتداء الحجاب" بين النساء والفتيات فيها.
وواصل حسني الذي يشغل منصب وزير الثقافة في مصر منذ ثمانينيات القرن الماضي انتقاده للحجاب بقوله: "إن الجرائم اليوم ترتكب باسم النقاب والحجاب".
"شيوخ بتلاته مليم"
وانتقل بانتقاده إلى بعض الشيوخ والفتاوى الصادرة عنهم دون أن يسميهم قائلا: "العالم يسير للأمام، ونحن لن نتقدم طالما بقينا نفكر في الخلف، ونذهب لنستمع إلى فتاوى شيوخ بتلاته مليم". في إشارة إلى قلة علمهم.
وتابع قائلا: "نحن فقدنا حتى الصوت الرخيم الذي كان يؤذن للصلاة في المساجد، وأصبحنا نسمع اليوم أصواتا تعد من أنكر الأصوات".
وأشار حسنى إلى أنه خلال زيارته الأخيرة لقطر والبحرين وجد أن الدول العربية تتقدم في مستوى النظام والنظافة والطرق، حتى إن النساء بدأن يخلعن غطاء الوجه.. بينما نحن نعود للوراء ونرتديه.
واعتبر أن العالم كله يتقدم، حتى إن دولة مثل سنغافورة أصبحت تنافس الصين والهند رغم أن عمرها 100 سنة، بينما نحن ما زلنا في مكاننا رغم أننا نمتلك حضارة خمسة آلاف سنة.
جدال حول النقاب
وتأتي تصريحات وزير الثقافة المصري بخصوص الحجاب بعد سجال واسع دار في القاهرة حول "النقاب" في الشهر الماضي.
وقدم الداعية الإسلامي الشيخ يوسف البدري- عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في مصر- بلاغاً للنائب العام، ضد الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بجامعة الأزهر، يتهمها فيه بالتحقير من شأن النساء المنتقبات وإهانتهن بإعلانها على شاشة التلفزيون أنها "تشمئز من النقاب".
ومن جانبها نفت سعاد صالح، أن تكون قد اتهمت أياً من الناس، وإنما طرحت في برنامج في إحدى القنوات الفضائية مسألة استغلال النقاب للإخلال بالأمن العام، مشيرة إلى أنه من أرادت أن تنتقب فلها ذلك شريطة أن تكون هناك مطابقة بين الجوهر وبين المخبر؛ كي نسعى إلى السمو والرقي لا إلى مجرد الشكل والنقاب واللحية.
وتعاني المرأة المحجبة في مصر بشكل عام من بعض التمييز ضدها يكمن في حرمانها من العمل في بعض الوظائف، كما في الظهور كمذيعات في التلفزيون الحكومي.
حسبي الله ونعم الوكيل