واشنطن : تعد الدلافين والحيتان من الحيوانات الثديية التي تشبه الإنسان في نواح كثيرة، وهى تمتاز الحيتان والدلافين بجهاز تنفس فريد من نوعه يتيح لها البقاء فترات زمنية طويلة (قد تصل أحياناً إلي 30 دقيقة أو أكثر) تحت الماء من دون الحصول على أى أكسجين .
ونظراً للبيئة تحت الماء لابد أن تكون الحيتان والدلافين من الكائنات التي تتنفس بشكل واع أى عليها أن تقرر متى تتنفس. وذلك يمثل مشكلة، حيث أن المخ لدى الثدييات يحتاج إلي حالة لا وعى من وقت إلي آخر للراحة حتى يقوم بوظائفه بشكل سليم. وبالطبع هناك الكثير من الوقت حتى يحصل الدولفين على غفوة خلال رحلاته إلي سطح المحيط، لكن هذا ليس الخيار الوحيد. عندما تكون ممن يتنفسون بوعى، فليس من المناسب أبداً أن تكون في حالة تامة من اللاوعى. لذلك فإن الحل بالنسبة للحيتان والدلافين ترك نصف المخ نائماً في وقت ما، وبهذه الطريقة لا يكون الحيوان في حالة لا وعى كاملة أبداً. ويحافظ في نفس الوقت على حصوله على الراحة التي يحتاج إليها. وقد درس العلماء هذه الظاهرة لدى الدلافين باستخدام جهاز رسم كهرباء المخ، وخلال هذه العملية كانت الأقطاب الكهربائية معلقة على الرأس تقيس مستويات الكهرباء في المخ. وأوضحت منحنيات رسم كهرباء المخ لمخ الدولفين أنه في دورة النوم "ينغلق" نصف مخ الدولفين بينما يكون النصف الآخر ما زال نشيطا . واكتشف العلماء أن الدلافين تكون في هذه الحالة لمدة ثماني ساعات يومياً تقريباً، وربما تكون هذه الحالة مماثلة لحالة شبه الوعى التي تحدث لنا عندما نبدأ في النوم ، حيث نقترب من حالة اللاوعى ، لكننا نكون أيضاً في نفس الوقت على وعى بما يحيط بنا لكى نستيقظ تماماً إذا احتاج الأمر. وبالنسبة للمكان الذي تنام فيه الحيتان والدلافين ، فإنها باستطاعتها أن تنام في أى مكان ، لكن قد يكون الأقرب إلي المنطق أنها تفعل ذلك بالقرب من سطح المحيط، بحيث يمكنها أن تستيقظ للحصول على الهواء بسهولة.
|
 |
رد مع اقتباس
