كنت أظن أن يخرج هذا الموضوع من شرنقة الخوف الذي نشئنا عليه ( بضم النون وتشديد الشين المكسورة )
ولا أتوقع أن أربعة أيام قليلة في عمر المنتدى لذا سأعود ناقضا أول كلامي للعدم
قد يكون عنوانك يا عزيزي جارحا وإن كان معكوسه صحيحيا تماما بإجماع من يمر
وإذا انطلقنا من زاوية الإجماع فيكون العكس صحيحا فلو قلنا : إن العلمانية هي فصل الدولة عن الدين
فمؤكد أن فصل الدين عن الدولة علمانية أيضا بلا فرق
ثم نأتي لمناقشة مضمون الطرح ومدى المصداقية فيه
إن الفقهاء والعلماء في تركيزهم على مسائل العبادة مصيبون تماما ولم تقل أنت بعكس ذلك فهذا مما يجمع عليه الجميع
أما مسألة المشروع الحضاري الذي تقصده لبناء الأمة والنهوض بها من وهدة التخلف فلهم حوله دندنة لكنه ليس من عمق الاهتمام الرئيسي
فهم يهتمون بصلاح العقائد والموافقة في العبادات لصلاح حال الأمة وهذا صحيح ولا شك عندي ولا عندك
لكن المشروع الحضاري بتفصيلاته وتقسيماته فلا
وإن دعوا إلى إتقان الأعمال على قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )
على العموم في مرور الكرام
وفي هذه أوافقك أيضا
أما تعقيبك الأخير أنك لا تقصد الذوات فهو اعتذار وإن كان صحيحا وأديبا إلا أنك كان يجب أن تستثني فكرا ضاربا بجذوره لا يتزحزح ولا نريد له أن يتزحزح بل ينظر إلى نقاط الضعف فيه فيقويها وأظنني هنا أقف على خط الخلاف المحرم في منطقتنا تحديدا والويل لي إن تجاوزت ويعلم الله إن أريد إلا الإصلاح
لدينا علماء ربانيون لا نختلف في ذلك
لكن وبما أن فينا عنصرية جنوبية لا أظنها ستفارقنا بسهولة فالعلم عندنا ونحن مدينة العلم والعلماء ومن خالفنا فهو (إخواني ) أو ليبرالي والثانية أقل استعمالا عندنا
وبما أن الأساس لدينا في ( سلفيتنا ) هو السمع والطاعة لولي الأمر وهذا ما نؤمن به كلنا على ما أعتقد
إلا أنه قد بولغ في الأمر جدا حتى صار اعتراضك على خطأ مدني في البلدية مثلا يعد عصيانا لولي الأمر
وليس هذا من ذاك
فنشأ لدينا إيمان بالقضاء والقدر يجبرنا علىالتسليم بالظلم الذي يصب علينا آناء الليل وأطراف النهار وما (بعض) مشاريع البلدية والطرق والشرطة إلا أمثلة حية
وليس هذا من قدر الله الذي لا يدفع بقدر الله الآخر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في معناه
فمات لدينا الإحساس لكثرة متواليات الزمن ولم يبق منا إلا احتجاجات في مجالسنا تعلو حينا وتخفت دائما وفي كل أحوالها لا تغير شيئا
أظنني خرجت قليلا عن الموضوع لكن لا بد من ذكر السبب الخفي البين
ووالله ثم والله ثم والله لا نسفه علماءنا ولا نحقد عليهم بل جزاهم الله عنا وعن الإسلام أعظم الجزاء
لكننا نرجو أن يقوموا بالنظر في فكرهم الذي صحت أصوله وإن قل التركيز فيه على غير ما كثر
والإسلام دين الدنيا والدين
وكما أن الأمة بحاجة الفقهاء دائما فهي الآن بحاجة العلماء في كل المجالات العلمية والتقنية ...كل المجالات
متمسكين بتعاليم الدين في نفس الوقت لنرسم صورة الإسلام القوي الرحيم
وما الدكتور الربيعة وطفلتا بولندا عنا ببعيد
عسى أن ننهض بأمتنا التي طال انتظارها
وأعلم أنني سأتهم بعد هذا
لكنني أعلم أن هذا هو ما أخر كثيرا منا عن طرح قناعاتهم التي تتماس مع الرأي السائد ولا أقول تخالفه فلا أظن الاختلاف إلا في بعض مسائل تأخذها العنصرية والتعصب لتجعلها بمقاس الدين أو أكبر
ويبدأ ليل من الجدل لا يعقبه إلا فجر الخروج أو الإخراج الكاذب فتنشأ عداوة وبغضاء في النفوس لا أساس لها مطلقا
أظنني أطلت فالمعذرة


رد مع اقتباس