أقـول للقـلم المـأسور في خلدي
أطلق سراحك لست رهـن يـدي
بـدد قيودك أرشف دمع أحـداقي
و أكتب على مضضٍ قصـة الجلد
سئمـت مـن طول الحصار ومـن
بعـد الوجـود و لوعـة الـفقـــدي
عندما يقتحم العجز أجزاء كياني ... و تقتحم الظلمـه أوصال النور هنا .. وهناك ...
فلا أرى إلى الظلمـة ... و لا أقـوى حتى على العجـز ..
أعجز عن الكباء ... أعجز عن الصمت ...
أعجز عن العجز اللذي لا يشعرني بالعجز ...؟
فأحتسي الألم ... و أتذوق المراره ...
و أبتلع الواقع بغصصـه ... و ألفظ أنفاس القهـر المتأرجح في حنجرتي ... في أحداقي ... و على شفتي ...
تنحصر الدمعـة فـي أحداقي ... تختنق الآهـة فـي صدري ...
و تمر بي الثانيـة كالأبــد ...
عندما تمر على الإنسان لحظات يحن فيها إلى الأسى و الحزن ...
يشعر ببعـد المقربيـن ... و بضيق الأفاق ... يشعر بسكون يلفــه ...
و رغبة غير صريحة في البكاء ... الداخلي ... إنها لحظـات أرى أنها جميـلة بحق ...
لـم يحـدث شـيئ .... لكنه الحنين إلى الحـزن ... و الأسـى ...
عندما تتساقط قطرات الندى على خـد ورقـةٍ لزهـرة ... ثم تنحـدر و تدفق بين حبات الرمال ...
أو تجـف تحت أشعـة الشمـس ...
إن كثيراً مـن صور الواقـع ... تكون أكثر أحقيةً بهذا العمـر القصيـر لتلك القطــره ...!!
نركض ... نرقـص ... نتألم ... نصدق ... نكذب ... نعاني ... نتجاهـل ...
نتصارع مـن أجل البقاء على أرض الفناء ... و نبقى في دوامـة تصطدم فيها كل الزوايا ...
تشرق الشمس و تغرب ... ثم تشرق و تغرب ... و يبقى للغروب طلل ... و لللإشراق وجلٌ قديم ...
تتواثب السحب .. تتراكم ... تصر على حجب الضياء عند الحاجة إليه ...
وتكشف عنه عندما يكون سبباً في فقد البصر و المعنى ......!!
و يصبح اللون كـ طعم الماء ... و الماء كـ لون الفراغ ..
و كـ يـوم الميلاد يبقى هول المفاجأة ...
و يموت النبض كـ ذوبان شمعـة ... إحترقت دون أن تضيء ...
أو كـ زهـرة قطفت بلا رائحـة ...
تتأجج ذرات اللحظة ... تتصعد ... دون أن تتبخـر ... تتجمع لتصبح اكبر من ذره ...
عندما تصبح المشاعر ... و المعاني الرقيقة ... كإجابـة أمام تساؤلات و إستفهامات ...
كأنها متطلبات نستجدي تحقيقها ...
تفقد تلقائيتها ... وطبيعتها ... و صدقها ... و بالتالي أثرها ...
تتجسد المعاناة في الأخذ و العطاء ... و يصبح كل شي واقعاً تحت الواجب ... و أمام المفروض و المتوقع ...
دون أي تدخل من الإقتناع و الإيمان بعمق أعمالنا ...
ولكن ..
هـل هذا أمــر يمكن أن يلتبس علي ...؟
ربمـا .......
في زمن الإحترام و الحب و العطاء اللذي ولى ...
عندما يشعر الإنسان أن من حـوله يسخرون منــه ...
من عقـله ... من إحساسه ... منه كإنسان ...!!؟!!
و يعتبرون تجاهله غباء ... وتغاضيه حماقة ...
ولا يعرفون أنه يتسامى عن أفعالهم ...
و لا يرغب أن يعريهم من مبادئهم ...
لا يقبل على نفسه أن يحرجهم بتصرفاتهم اللتي لا تليق بهم ...
فيُظهر أنه لا يرى ... و لا يسمع ... و يغمض عينيه ..؟!
بينما تتسع أعينهم بالوقاحـة ............؟؟!!
عندما تتضح الرؤيا ... إلى درجة الإبهار ... و تشهق الشمعـة ... شهقـة الذعـر وتنطفئ ...
و عندما تسرق الحقيقة الأمل من عيونٍ مكلومـة ...
و تعريها من كل معاني الحياة ...
و تختنق الآهـة ... أمام عمـق الألم ...
و تتضائل الدمـوع ... أمام قـوة الصفعـة ...!!!
و يبصق القلم على الورقـة ... كلماتٍ هزيلـة ...
و رغم ذلك تجفل منها أسطـر الورقـة ...؟؟!!
عندما ترتسم خطوط الشفق على وجـه السمـاء ... عند رحيل الشمس ... وكأنها ...
تعتصر ألمـاً و حزنـاً على هذا الفراق المـوعود معها عن الغـروب ...
كذلك ........
أوردةُ القـلب ... و الأنفاس .....
تتأزم ... و تختنق ... وكأنها تُشرف على الهلآك ...
عندما تلتقي بموقفٍ يتصعد كـل شي ... الحزن ... والألم ... و اليأس ... والحيرة ...
يتصعد الشعور بالاوجـود ...؟
يتصعد الشعور بالتجزء ... و التمزق ... و التشتت ... إلى لا شـيء ..؟؟
عندما تمتد يدٌ شوهاء لتخنقُ روح الأمـل ...
و يغزو قلبي الجرئ معنى الوجـل ...
و ترتمي عند أقدامـي خطوات الخجل ...
و اقف وقفة أمريءُ القيـس حزيناً على طلل ...
كأني سقطت على أرض الواقــع ...
وكأن أول ما تهشم قلبي الرقيق .....؟؟
عندما تُختَصـر النهايــة ...
في مقدمـة غير مُعـده ...
تتأرجح لحظات الواقــع ... لتشوش أجواء الماضي ...
و تحدق في وجهـي ... فأشيح عنهـا ...
و تحاصرني ... و تخنقنـي ... و تجدد في نفس غصص الألم المنسيـة ...
و أقـرأ سطـور الحقيقــة ... لأعيشها رغمـاً عنــي ...
وكأنها لم تخذشنـي ... لم تقلبنـي رأساً على عقــب ...
قَصُـرت مسافـآت ...........و أتسعت مـسآفـآت .....؟!!!
عندما يختنق الألم ... و تتضائل الأوراق ...
و تتأرجح الكلمات على شفتي ... و يدفن الألم في قلبي ...
و يغالبنـي الأســى ...... فيغلبنـــــي ...
لا أدري ... إلا أن صوتــه كان يفضح أمراً دفيناً ...
إخترق قلبي ... و سعادتي ... وحتى الحلم ...
سرق اللحن من كل أغاني العشق اللتي رددتها ...
عندما يغتسل الصباح بشلالات الطهر و النقاء ...
و يجتمع الشمس و القمر في عينين نورهما حبك ...
تتساءل الأجوبة ... تستحضر المعقول ... ثم تسافر به إلى الخيال ...
على طريق المحاولة الجادة ... لتصل إلى كوكب بعيد ...؟
الوصـول إليــه ...... هـو البعـد عنـــه ...
تصب تلك الشلالات على ملآمح السعادة ...
فتزيد فرحها ثبوراً ... يتحول إلى قبلآت في نعومـة الورد ... ودف الإحساس ... أطبعها على جبينك ...
و يبقى الشمس و القمـر في عناق لا ينفصل ...
في قلبك المحب ... و عقلك النيـر ...
فيزيد العمـق ... و تسمو العواطف ... فأحتضن الأفـق ..
عندما تكون في ليلةٍ باردة ... وسماءٍ غضـة ...
يرتمي في أحضانها ... هـلالٌ كئيب ...
و زخات من المطـر المتعطـش لشفـاه الأرض ...
الجـدب إنتشـر فـي كـل مكـآن ...
فـي المشاعر ... و الأحـداق ...
على أسنـة الأقـلام ... و في ثنايا القـلوب ...
و أشباح الألم تتوسد مخيلتـي ...
ليس هناك ما يبعث على السرور ...
ليس هناك ما يدعو للحـزن ...
إنـه الركــود ...... إنــه الركـود ..؟؟!!
عندما يأبى النوم أن يأخذني إلى اللا وعـي ...
يأبى أن يستلقـي على عيني ...
أسجن عيناي في الظلمــة ... فأرى كل الخيالات ...؟؟
ألقي برأسي على الوسادة ... فترتمي فيـه كـل الهواجـس ...
أهـرب من لحظات الذكرى و الحنين ... طوال اليوم ...
أعبث بالوقت حتى لا أترك مجالاً لأي شعـور ...
أسهر كثيراً حتى أظن أنه أنهكني السهـر ...
فأسرع كي أرتمي في أحضان النـوم ...
و أطبق جفني ... فإذا بي أطبقهما على كل ما هربت منه ...؟
حتى النوم يغـدر بي .........؟
الأوراق ... الأقلام ... الكلمات ... وحتى الدموع ...
ما هذا القيد اللذي يكبلني ...؟ فلا أقـوى حتى على التنفـس ....!!
أضيق بفكري ... بشعوري ... أضيق بنفسي من نفسي ....!
عندما ينتشر الكذب في كل مكان ... يلطخ الأفواه ...
يقتل كلمات الصدق المخنوقـة في الحناجر .....؟
يلجم نظرات الصدق المذهولة في الأحداق ...؟
أصبح الكذب قوياً شامخاً ... يتحدى صدق الأزمان ...
يتحدى صدق اللحظـة و التحنان ...
ها نحن نعيش في زمن القسـوة و الطغيان ...
و الصدق يصرخ ... و يصرخ ... لكن لا آذان .....!
و يصير الألم ... هـو البرهان ....!
و يصير القهـر ... هـو العنوان ..!
ღ♥ღ رعشة السطر الأخير ღ♥ღ
لو أننا .. لم نفترق
لبقيت بين يديك طفلاً .. عابثاً
و تركت عمري ..
في لهيبك ..
يحترق
منقوووووووووول من احساس صادق يعبر عن ذاته ومعاناته من خلال ذكرياته