كل الناس تحب المطر وتشتاق إليه ، حتى الأطفال الصغار ينتظرون قدومه بفارغ الصبر ليخرجوا تحت حباته فرحين تجمعهم براءة الطفولة ويلفهم جمال الطبيعة. ينتظرون منظر السيل ورائحة التراب بعد أن تغسله حبات المطر ، حتى الكبار يحبون المطر لأنهم يحسون أنه يغسل قلوبهم ويقربها إلى بعضها ، أما الأرض فهي تحكي للعالم أجمع أروع قصة حبٍ يشهدها التاريخ . يوم أن يلتقي الحبيب بحبيبه ويتعانقان بعد طول غياب ودموع السماء تغسل وجه الأرض لتبين عمق الحب والود . فأخبرني بربك هل شهد العالم أروع من هذا الحب ؟
ولكن قلي بربك هل تعيش محافظة صامطة مثل هذه اللحظات ،ومثل هذا الحب وهل يحب أطفال صامطة المطر كما يحبه غيرهم ؟
العذر لك غاليتي ( صامطة ) لم أقل ذلك لغرض التجريح فأنت في كل جزءٍ من أجزاء قلبي تعيشين . ولكني أشفق على حالك ، وأحاول أن أضمد جراحك التي أتتك من أقرب الناس إليك .... .
فكل غيور يدخل صامطة بعد المطر يحزن لوضعها حين يختلط ما المطر بمياه المجاري في مدخل صامطة من جهة الجنوب الشرقي . وكيف يتغير المنظر الجميل الذي تعشقه النفس إلى منظر تعافه النفس ، وكيف تتغير ريحت المطر التي يعشقها الرضيع قبل الكبير إلى روائح تشمئز منها النفس البشرية .
وعندما تتحرك البلدية هذا إن تحركت أصلاً فكل ما تملكه هو سحب هذه المياه الملوثة ورميها بجوار حديقة البلدية حتى أصبح ذلك المكان مستنقعاً للمياه الملوثة التي قد تصبح في فترة من الفترات مصدراً لنقل الأمراض ومكان لتجمع البعوض الناقل للأمراض في ظل غفلة من الصحة .
سؤالي الأخير :في ظل التطور الهائل الذي تعيشه بلادنا . أين نحن من أساسيات الحياة كمشاريع الصرف الصحي ؟
ولكم خالص الشكر والتقدير .