لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: من يعبث بالتراث الفني..؟؟

العرض المتطور

  1. #1
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو زهير
    مفتاح الماضي وشيخ التراث
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    13,421

    مشاركة: من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندباد
    من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    هذا عنوان لموضوع كتبه الاستاذ عبد الله ابراهيم مفتاح ليكشف الحقائق الخفية في كلمات أوبريت زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله
    لن أطيل عليكم ! أقرأ الموضوع في الرابط والقرار لكم!

    http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=196311
    من الذي يعبث بالتراث الفني ؟

    الذي لايحترمه ولا يقدره ولا يحافظ عليه هو الذي يعبث بالتراث لأنه لا يعرف قيمته فلو عرف ذلك ما فرط في أصالته الذي هو تراث أجداده .

    أحمد السيد لم يعبث بالتراث

    أحمد السيد قام بإحياء التراث فأعاده على أصوله .

    أحمد السيد أخلص للتراث قولا وفعلا

    أحمد السيد أحب التراث فتأثر به لأنه يمثل اصالته .

    أحمد السيد يجيد اللغة العربية بطلاقة وكانت شغله الشاغل دراسة وتدريسا ومع ذلك لم يهمل لهجة أجدادة وعاداتهم وتقاليدهم فكانت معظم أشعاره يغلب عليها اللون اللهجي الذي يمثل أصالته "آه ياكاذي تهامة هب لنا ليلة "

    أحمد السيد رسم للجميع لوحات فنية تمثل تراث ألعابنا الشعبيةالأصيلة فوقف الجميع يصفق بحرارة .


    مهلا أيها السائل :

    إن كنت صادقا فأنت العابث وإن كنت حاقدا أيضا أنت العابث .


    سندباد

    هدفك تشويه للسمعة .

  2. #2
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عثمان المنقري
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    210

    مشاركة: من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زهير
    من الذي يعبث بالتراث الفني ؟

    الذي لايحترمه ولا يقدره ولا يحافظ عليه هو الذي يعبث بالتراث لأنه لا يعرف قيمته فلو عرف ذلك ما فرط في أصالته الذي هو تراث أجداده .

    أحمد السيد لم يعبث بالتراث

    أحمد السيد قام بإحياء التراث فأعاده على أصوله .

    أحمد السيد أخلص للتراث قولا وفعلا

    أحمد السيد أحب التراث فتأثر به لأنه يمثل اصالته .

    أحمد السيد يجيد اللغة العربية بطلاقة وكانت شغله الشاغل دراسة وتدريسا ومع ذلك لم يهمل لهجة أجدادة وعاداتهم وتقاليدهم فكانت معظم أشعاره يغلب عليها اللون اللهجي الذي يمثل أصالته "آه ياكاذي تهامة هب لنا ليلة "

    أحمد السيد رسم للجميع لوحات فنية تمثل تراث ألعابنا الشعبيةالأصيلة فوقف الجميع يصفق بحرارة .


    مهلا أيها السائل :

    إن كنت صادقا فأنت العابث وإن كنت حاقدا أيضا أنت العابث .


    سندباد

    هدفك تشويه للسمعة .


    أخي أبو زهير

    أستغربت كثيرا من ردك على بهذا الاسلوب وتشكيكك في النوايا وأتهامي بتشويه السمعة للأستاذ أحمد السيد عطيف لكن لن أرد عليك بنفس أسلوبك لأنه ليس أسلوب حوار أو نقد موضوعي فقط أطلب منك الأطلاع على الرابط للموضوع الذي خصص له صفحة كاملة بين فيها الأستاذ عبد الله ابراهيم مفتاح الحقيقة كاملة لكن يبدو أنك لم تقرأ الموضوع !وأخذتك العزة بالأثم!!!!
    مشرفنا الفاضل أجبني على هذا السؤال؟؟
    ماذا تسمي من يأخذ شعرا من شاعر أو تراث وينسبه الى نفسه؟؟؟

  3. #3
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عثمان المنقري
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    210

    مشاركة: من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    عبد الله ابراهيم مفتاح

    حين يُسدي أحدهم إلينا معروفًا يظلُّ هذا المعروف مُعلَّقًا في رقابنا ما حيينا، ولا نستطيع أن نردّه إليه مهما فعلنا أو قدّمنا لمن صنع هذا الجميل وهذا المعروف .

    هذا ما جُبلنا عليه، وهذا ما ربَّانا آباؤنا وأجدادنا على نهجهِ عملاً بقولهِ تعالى :

    (هَلْ جَزَاء الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )الرحمن60

    في إحدى الليالي التي سبقت زيارة الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله - لمنطقة جازان بأشهر قليلة هاتفني الأخ الزميل الشاعر أحمد السيد عطيف، وبحكم صداقتنا – التي ظننتها مُثمرة – طلب مني – وبشكلٍ عاجلٍ لا يقبل التأخير على حدّ تعبيره - بعضًا من الموروث الشِّعري القديم الخاص بجزيرة فرسان وأهلها، ولأنِّي لا أحفظ من هذا الموروث شيئًا طلبتُ منه أن ينتظرني على الـ « الماسنجر « ريثما أتدبّر الأمر.

    ودون أن أسأل صديقي ( لماذا ) أو ( ماذا تُريد بهذا الموروث ) - نظرًا لثقتي بأصدقائي الذين أحبّهم وفي ظنّي أنّهم يُحبّونني أيضًا - قُمتُ بدور ابن البلد، « الشهم « ، الذي يهرعُ كطيرٍ في حالة استغاثةِ أحدهم به، وليت ابن البلد هذا لمْ يعمل بنخوتهِ وشهامتهِ تلك الليلة ! .

    تسلَّلَت- في تلكَ الليلة - إلى غرفةِ والدي من أجل أن أسرِقَ لصديقه التّراث الفرساني الذي طلبه !!

    بعدَ أنْ تمَّتْ عمليّة ( السّطو ) و ( السرقة ) بنجاح عُدتُ مُستعجلاً إلى (كومبيوتري ) حيث صديقي – أحمد السيّد - ينتظرني على الـ « ماسنجر « (والماسنجر هذا كان شريكنا الثالث في الجريمة سامحه الله وسامحني).

    قضينا تلكَ الليلة بطولها على الـ « ماسنجر «، وسَرّبْتُ إليهِ كل ما قد وقعَ تحتَ يديَّ – الآثمتين - من نصوصٍ شعريّة كان بعضها لأبي، وبعضها لجدّي وبعضها لأناسٍ أجهلهم ويجهلهم أبي أيضا .

    ولكن، ويا ليتَ « لكن « هذهِ لمْ تكُن! إذْ أنَّ صديقي الذي أُحبّ، وصديقي الذي أوليتهُ ثقتي، وصديقي الذي حرصتُ أنْ أسعفهُ بما أستطيع وما لا أستطيع، وألبي له ما يُريد وما لا يُريد خذلني!

    نعم، هكذا وبكلّ بساطة خذلني !

    ولكم أنْ تتخيَّلوا مدى الخيبة والتعاسة التي نشعرُ بها حين لا يكون الصّديق الذي نُحبّ بالقدرِ الذي كنَّا نظنّه أنّه سيكونُ عليه، فهذهِ الخيبة مُرّة، وهذا الموقف الذي وضع صديقنا نفسهُ فيه ووضعني معه أشدّ مرارة :

    أولاً : فوجئتُ بأنّ صاحبنا قد زجَّ بأمِّ الموروث الفرساني ( الذي سرقته له تلك الليلة ) في الأوبريت دون أدنى إشارةٍ تُلمِح إلى أصحاب النصوص، ومع هذا سُجّلَ الأوبريت كاملاً باسم الشاعر أحمد السيّد عطيف !

    ومع كُلّ هذا فالقضيّة السّابقة لا تعنيني في شيء البتّة، لأنّ مثل هذه الأمور تعود رأسًا إلى المصداقيّة التي يجب أن يتحلَّى بها المُثقّف الحقيقي، سواء كان شاعرًا، قاصًا أو كاتبًا، ولأنّ المصداقيّة – أيضًا – تُعدُّ القاعدة، والأساسَ المتين لكلّ من ارتضى أنْ يكون الحرف والكلمة همًّا له وعِبْئًا يُثقِل كاهله، ثمّ إنَّ القضيّة لا يُمكن أن تكون سوى قضيّة مبدأ، وضميرٍ حَيٍّ يحملُ أمانة النَّقل دونَ زيفِ التّحريفِ وحَجْبِ الإسناد، حتَّى وإنْ كانَ – هذا النّقل - جُزْءًا تافهًا من أملاكِ الآخرين . وليته فعل ذلكَ وحسب !

    ثانيًا الأبيات الشِّعريّة التي هي في الأصل تنتمي إلى الموروث التراثي لجزيرة فَرَسَان، ورَدَتْ في الأوبريت – على لسان الأستاذة زينب غاصب - لا كما جئتهُ – أنا - بها أو كما جاءتْ على لسانِ أصحابها الأُول، بل ورَدَتْ وهي تحملُ الكثير من التحريف العشوائي غير النَّزيه، التحريف الذي يُسيءُ ويُشوِّهُ كثيرًا هذا التُّراث سواء كان التشويه تشويهًا موسيقيًّا/عروضيًّا أو تشويهًا للمعنى وللمُفردة الفَرَسَانِيَّة الجميلة، هذا التَّحريف هو التَّشويه الحقيقي لهذا التّراث المحفوظ لدى الكثيرين من كبار السّن في جزيرة فَرَسَان أولهم والدي إبراهيم مفتاح – حفظه الله – الذي عَمِلَ على جمعها وحفظها في أكثر من كتاب.

    الأبيات الأصليّة التي أسندها الأستاذ الشاعر إبراهيم مفتاح إلى شاعرةٍ فرسانيّة مجهولة حين أوردها في كتبهِ، وحين بنى عليها شعبانيتهُ لعام 1422 هـ :

    ليلي على المشرافْ ومطالعه لك

    حتى طلوع الَّلوَّلينْ والصباحْ بانْ «

    « كل السواعي روَّحنْ وانت مالك ؟ «

    إذْ أنَّ « مفتاح « لمْ يَمسْ البيت والنصف - التي هي لشاعرة مجهولة كما جاء في إسناده لها - ولو بحرفٍ واحدٍ لا من قريبٍ أو بعيد، بل أوردها كما هي، ذلك مع ذكره لمصدرها، علمًا بأنه كان يستطيع أن يُغفِل ذلك وينسب الأبيات الأولى له، ومن سيعلم بهذا ؟ ولكنها الأمانة والنّزاهة كانتا حاضرتين - وستظلان حاضرتين في كلّ وقت - ففَرَضَتا عليهِ ما قامَ به، وجعلها مطلعًا لشعبانيّتهِ التي ترتكزُ أساسًا على اللهجة الفَرَسَانيّة - وهي اللهجة ذاتها التي جاءتْ بها أبيات الشّاعرة - ، وهذا يتضح جليًّا في المُفردات المُستخدمة كـ ( فَيَّهْ – انترجَّى – شاكتب – واعتنى – الَّلشواقْ – للَوطان – اللشرعهْ – الظُّهريهْ ... ) هذا مع الأخذ في الاعتبار بعض المفردات التي وردتْ في النّص وتتقاطع لهجيًّا مع مناطق أخرى سواء كانت داخل المنطقة – جازان – أم خارجها وهي قد تتفق معها في المعنى الفَرَسَانيّ وقد تختلف:

    « ليلي على المشرافْ ومطالعه لك

    حتى طلوع الَّلوَّلينْ والصباحْ بانْ «

    « كل السواعي روَّحنْ وانت مالك ؟ «

    تشتاقْ لكْ نخله وفَيَّهْ وجدران (1)

    يكفي غيابْ .. من يومْ ما غاب فالَكْ

    لا الظُّهريهْ تحلى ولا الليلْ لي زان

    هلَّ الهلالْ واحنا انترجَّى هلالك

    غلّّق رجبْ واليوم في نُصْ شعبان

    ***

    شوق ْ المرايا غاب ْ عنُّهْ خيالك

    ليت المرايا تحتفظ ْ بالذي كان

    شاكتب عليها حالتي بعد حالك

    واكتبْ عليها للهوى ألف عنوان

    طُفتْ الديارْ .. اسألْ عسى كيف انالك ؟

    لكن سؤالي ضاعْ حسره وحرمان

    حايرْ .. سؤالي كيفْ يلقى سؤالك

    ( 1 ) من هنا يبدأ الوالد إبراهيم مفتاح إلى نهاية النّص .

    أسألْ ثواني الوقتْ والوقت ما حان

    بين البحورْ قلبي تِعبْ واعتنى لك

    من أجل طيفك بالتعبْ صار فرحان

    ***

    عنَّا سليتْ .. قلت السلا كيف اجالك

    معقولْ قلبكْ للهوى بعدنا لان

    ويلي من الحسّادْ .. ويلي وويلكْ

    دمعي ودمعكْ بالسهرْ ليلْ هتان

    هذي نجومْ الدمعْ فيها ظلالكْ

    تسقي روابي الخد آهاتْ ولهان

    كيف اطويَ الَّلشواقْ واطلع جبالك

    بيني وبينكْ بحرْ وامواجْ هجران

    كَفَى .. كَفَى يا بُعدْ قصِّرْ حبالك

    خَلِّي غريب الدارْ يرجع للَوطان

    يا بحرْ .. كل اللشرعهْ راجعه لك

    مشوارنا يا بحرْ ماتَمْ للآن

    أمَّا الأبيات ( المُشوَّهة ) التي وردتْ في أوبريت « السيّد « فهذه هي مع ملاحظة الكلمات المقوّسة:

    ليلي على المشراف ومطالعه لك

    ( من ) طلوع الاولين والصباح بان

    كل السواعي ( عودن ) وانت مالك

    ثمّ بنى « السيّد « على الأبيات السابقة ما يلي:

    ( ياليت لك في البحر سكة وعنوان

    الفقد يغلبني ووحشة عيالك

    وكل ليلة لي هواجس واشجان )

    وهنا لنا وقفات طوال:

    - من الذي أباحَ لـ « أحمد السيّد « أن يُحرِّرَ ويستبدلَ مُفردة بأخرى فيما هو ليس له أصلاً؟ لاسيّما وأنّ هذه الأبيات – كما قلت - موروثٌ لمُجتمعٍ له عاداته وتقاليده ومُفرداته الدّارجة التي تختصّ به دون سواه !

    - عجز البيت الأول في النّص الأصل كان:

    ( حتى ) طلوع الَّلوَّلينْ والصباحْ بانْ

    وسنلاحظ هنا استقامة موسيقا البيت قبل التعديل:

    ليلي على المشرافْ ومطالعه لك

    (حتى) طلوع الَّلوَّلينْ والصباحْ بانْ

    أمَّا بعدَ استبدال « السيّد « للحرف ( حتى ) بالحرف ( من ) في البيت الأصل أصبح هكذا :

    ليلي على المشراف ومطالعه لك

    (من) طلوع الَّلوَّلينْ والصباح بان

    وهنا يتّضح الخلل الموسيقي الذي أحدثهُ تغيير « السيّد « على عجز البيت، وهذا أوّل التشويه العلني لموروث مُجتمعٍ بأسره !.

    - في صدر البيت الثاني من القصيدة الأصل جاء التالي:

    كل السواعي ( روَّحَنْ ) وانت مالك

    لكن أمانة « السيّد « في النّقل أبتْ أنْ تدَع صدر البيت لحالِ سبيلهِ إذْ أجرى عليه التغيير التالي:

    كل السواعي ( عودن ) وانت مالك

    فمُفردة « عوَّدَنْ « التي استخدمها « السيّد « كبديل لمُفردة « روَّحَنْ « لا يستخدمها الفرسانيون إطلاقًا، حيث إنَّ أهلَ فرسان - وإلى هذه اللحظة - يستخدمون مُفردة « روَّح « للعودة إلى مكانٍ كان المُتحدّث فيه قبل ذهابه، وكما جاء في « لسان العرب»:

    روَّح من الرواح: العَودِ إِلى بيوتهم . ( 1 )

    قال تعالى في سورة « سبأ « :

    (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) ( 2 )



    وجاء في تفسير « الجلالين « :

    ( ورواحها ) أي سيرها من الزوال إلى الغروب ( 3 )

    وكلّ ما سبق يؤكّد صحّة المفردة « روَّحن « وانتسابها الحقيقي إلى اللغة

    العربيّة الفصحى، وعلى ذلكَ لي أنْ أسأل:

    ( 1 ) قاموس لسان العرب .

    ( 2) سورة سبأ آية 12 .

    ( 3 ) تفسير الجلالين لسورة سبأ آية 12 .

    ما الذي حَمَلَ « السيِّد « على استبدالِ مُفردة « روَّحن « رغم انتمائها اللغوي - كما أوضحت - بمُفردةٍ أخرى لا تنتمي إلى اللهجة الفرسانيّة ؟

    ما تبريره لمثلِ هذا التشويه ؟ أمْ أنّه محض طمس للوجه الفرساني الجميل الذي يبدو جليًّا على موروثهِ الغنيّ والعريق والذي فيما يبدو يُزعجُهُ كثيرًا كثيرا !!.

    - الإضافة التي أضافها « السيّد « على الأبيات الأصل ( في الموروث الفرساني ) كانتْ كالتالي:

    ( ياليت لك في البحر سكة وعنوان

    الفقد يغلبني ووحشة عيالك

    وكل ليلة لي هواجس واشجان )

    وهنا سأقول:

    * يا « أحمد « يا « سيّد « ، إنْ أردتَ أنْ تبني على أبياتٍ من موروثٍ شِعريٍّ - أيًّا كانت هويّته – لابدّ لكَ أنْ تحترم وتلتزم أولاً وأخيرًا بما جاء في الموروث نفسه دون الخروج إلى ما هو ليس من سياق الزمان والمكان، وإلا اختلطَ عليك الحابل بالنابل!

    من أينَ جاءتْ كلمة ( سكة ) بالله عليكَ يا أحمد يا سيّد ؟ سيّما وأنكَ تُعبّر عن موروث تراثي عُمرُه يتعدّى مئات السنين لجزيرة تقع في أقصى جنوب المملكة، وعلى لسانِ امرأةٍ أُمِّيَّةٍ لا تقرأ ولا تكتب، وعن زوجها الغائب الذي يُفتَرضُ أن يكونَ بحّارًا، ذلكَ لأنَّ مطلع القصيدة كان يحكي مأساة البحر وغيابِ الأزواج عن أسرهم بسببِ السعي وراء لُقمة العيش، وهذا بطبيعة الحال يُفيد أيضًا بأنَ الزوج أميّ في تلكَ الفترة، لا يقرأ أو يكتب.

    بعد كلّ هذا يا أحمد، هل لكَ أنْ تُخبرنا الآن - أيّها العزيز - من أينَ جئتَ لنا بكلمة ( سكة )، هذه الكلمة التي أقحمتَها إقحامًا في موروثنا التُّراثي الفرساني الجميل ؟

    ألا يُعدُّ هذا - يا أحمد - نوع من العَبَثِ والاستخفافِ بالتّراثِ وبمُدوِّنِيه؟

    ألا يُعدّ ممارسةً لأقبح وأشنع أنواع التزييف الذي نخدع بهِ أنفسنا قبل أن نخدع الآخرين، كما سنخدع أجيالاً ستأتي وستعتمدُ - حتمًا - على موروث آبائهم وأجدادهم، هذا الموروث الذي هو تأريخٌ مُستقلّ بحدّ ذاته، فكيفَ أبحتَ لنفسكَ كلّ هذا التجنِّي وهذا السطو يا أحمد ؟

    - أيضًا يستمرّ « السيّد « في ممارساتهِ التي تنمّ عن لا دراية ولا معرفة بالمُفردة الفَرَسَانِيّة وما تعنيهِ هذه المُفردة - وإنْ تطابقَتْ في شكلها مع مُفردةٍ أخرى إلا أنّها تختلفُ اختلافًا كبيرًا في معناها - فهنا يقول: ( الفقد يغلبني ووحشة عيالك )

    وسأتجاوز كلمة ( الفقد ) وكلمة ( يغلبني ) وكلمة ( وحشة ) علمًا بأنّها جميعها مليئة بالملاحظات - ولو أردت مُناقشتها لاحتجتُ صفحاتٍ وصفحات – وسأكتفي فقط بمناقشة مُفردة ( عيالك ) التي جاءتْ في سياق البيت بمعنى: ( أطفالك، أولادك، أسرتك ) ، والذي يهمّ - هنا - هو أن كلمة ( عيالك ) باللهجة الفرسانية لا تعني كلّ ما ذكرتهُ من مُرادفات، وإنّما تعني ( زوجتك )، وهي قطعًا لا تستقيم ومعنى البيت، ذلكَ لأنّ « السيّد « ذكر في بداية عجز البيت نفسه:



    ( الفقد يغلبني )



    وهذه الجملة – التي ابتدأ بها العجز - تلغي تمامًا أن يكون المعنى لكلمة ( عيالك ) هو ( زوجتك )، وهذا يُحيلنا مُباشرةً إلى أنَّ المعنى الذي أراده « السيّد « لكلمة ( عيالك ) هو ( أطفالك أو أولادك ) إلا أننا – وكما أوضحت منذ قليل – في « فَرَسَان « لا نستخدم هذه المُفردة إطلاقًا بالمعنى الذي أرادهُ « أحمد السيّد « .. !!

    كُل ما سبق كان مُتعلِّقًا بما اقترفتهُ يدا « أحمد السيّد عطيف « من تشويهٍ صريحٍ للأبيات التي ذكرتها سابقًا، والآن سأعرجُ بكم إلى نصٍّ آخر وهو ما يُسمّى بـ « النَّبْيَه « في جزر فَرَسَان، وهي أهازيجٌ لها موسيقاها الخاصّة المُنسَابة على لسانِ أهل جزيرة فَرَسَان، هذهِ « النَّبْيَه « لا يجيد التَّرَنُّم بها إلا من كانَ على درايةٍ بكيفية نُطق المُفردة الفرسانيّة التي تُشكّل – بطبيعة الحال – كُلّ الأبيات المُكوِّنة لهذه الأهازيج، ومن هنا يأتي تشويه صاحبنا - أحمد السيّد - لهذا الموروث التُّراثي الجميل حينَ أوهمَ نفسهُ بأنَّه قادرٌ على مُجاراة موسيقا « النَّبْيَه «، وهنا اسمحوا لنا بأن نتوقَّف قليلاً :

    المعلومُ عن « أحمد السيّد عطيف « أنّه شاعر، ويُفترضُ بهِ أن يُدركَ تمامًا أن الشِّعر وتفاعيله وأبحره تعتمد اعتمادًا كُليًّا على الحركات والسَّكنات وكيفيّة نُطق الكلمات، سواء كان النّص الشِّعري لهجيِّا ( شعبيّا ) أو فصيحا ..!

    ما حدثَ مع « السيّد « أثناء بنائهِ للنّص الثاني – الذي يُفترضُ أن يكون « النَّبْيَه « – أنّه لمْ يستطع تحديد الموسيقا التي سيبني عليها نصّه الموعود ! ذلكَ لجهلهِ التّام بكيفيّة نطق المُفردة بلسانٍ فَرَسَانِيٍّ مُبِين !

    دعونا نرى ماذا حدث للسيّد وهو يبني نصّه على موسيقا ( النَّبْيَه ):

    - نصّ « النَّبْيَه « الأصلي الذي أرسلته لـ « أحمد السيّد « هو:

    يا سَهْلْ(1) سِرْ بَنَا

    مِنْ بِلادْ حَالِيْ الْمَعْنَى

    بينَكْ وبينَنا

    بَحْرْ مُوْجُهْ لا يَقْرَبْ

    خَذْنَا نِصِيبَنَا

    مِنْ إلهي خَالِقْنَا

    مَجْرَةْ(2) بِلادَنَا

    مَطْلَعْ النَّجْمْ الْعَقْرَبْ

    وللنظر في تخاريف « السيّد «، إذْ أنِّي فعلاً أُسمِّيها تخاريف وليست موروثًا لأشياء جميلة، يقول « السيِّد « في « تخاريفه « :

    يَا مَلِكْ سِرْ بَنَا

    يَحْفَظْ الله مَرْكِبْنَا

    رِجَالَكْ ابْشِرْ بَنَا

    وَعَهْدَنَا الْعَهْدْ مَادمنا



    (1) سَهْلْ : هو اسم لسفينة شراعيّة .

    (2) مَجْرَةْ بلادنا : طريق بلادنا .

    نُلاحظ ومنذ الكلمة الأولى في النّص أنَّ الموسيقا مُختلّة تمامًا عن موسيقا

    ( النَّبْيَه ) الأساسيّة، وأنَّ هذا اللون الفرساني الجميل المعروف بـ « النَّبْيَه «

    استحال شيئًا آخر نجهله ولا نعرفه ولا نُريد أن نتعرّف عليه بهذا الشّكل البشع، وبهذه الموسيقا العرجاء، وبالمُفردات التي لا تنتمي إلى روح الشّعر لا من قريبٍ أو بعيد وبغياب القافية الأساسية الثانية لـ « النَّبْيَه «!!

    ويستمر « السيّد « في تهشيمهِ لموسيقا « النَّبْيَه « - والشكوى لله - فيقول في الجواب على الطّرف الآخر – قطعًا هو لا يدري بأنها فرقتان تلك التي تُنشد النَّبْيَه - : رِجَالَكْ ابْشِرْ بَنَا

    أيضًا كلمة (رِجَالَكْ ) تكسر موسيقا الجواب، وتزيد الألم ألمًا كلمة ( أبْشِرْ )، كذلك نلاحظ الاهتراء الموسيقي في الجملة الأخيرة له إذ يقول : وَعَهْدَنَا الْعَهْدْ مَادمنا

    وهنا يُغَيّب « السيّد « القافية الثانية لـ « النَّبْيَه « وهي قافية أساسية لهذا اللون الذي يتكون من قافيتين، القافية الأولى تتكرر ثلاث مرات متتالية في الثلاث جُمل الموسيقية الأولى، وتختلف - هذه القافية - في الجملة الموسيقية الرابعة والأخيرة للمقطع مكوّنة قافية ثانية، ومن كلّ ذلك يتَّضح بأنَّ « السيّد « لَمْ يَدَع لنا من « النَّبْيَهْ « سوى اسمها فقط، ويا لها من مرارة حين يكون الاسمُ بلا مُسمّى ! .

    هذا ما رصدتّه بشكلٍ فردي لكل ما جاء في « الأوبريت « وكان مُتعلِّقًا ببعضِ الألوان الفرسانيّة التي تمّ السطو عليها من قِبَل الشّاعر « أحمد السيّد عطيف «، هذه الألوان التي هي جزء رئيس من موروث تُراث جزيرة فَرَسَان!! .

    ولك أن تتخيّل عزيزي القارئ كم لون من الألوان التّراثيّة - في منطقة جازان العريضة مساحةً وفكرًا وأدبًا وثقافة وموروثًا ضخمًا - قد أُدرِجَتْ في هذا الأوبريت بشكلٍ يُسيءُ إليها ويشوِّهُ جمالها في غيابِ الرَّقيبِ الرَّادع، والضَّميرِ الحيّ ..!

    * شاعر وكاتب سعودي

  4. #4
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو زهير
    مفتاح الماضي وشيخ التراث
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    13,421

    مشاركة: من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندباد
    أخي أبو زهير

    أستغربت كثيرا من ردك على بهذا الاسلوب وتشكيكك في النوايا وأتهامي بتشويه السمعة للأستاذ أحمد السيد عطيف لكن لن أرد عليك بنفس أسلوبك لأنه ليس أسلوب حوار أو نقد موضوعي فقط أطلب منك الأطلاع على الرابط للموضوع الذي خصص له صفحة كاملة بين فيها الأستاذ عبد الله ابراهيم مفتاح الحقيقة كاملة لكن يبدو أنك لم تقرأ الموضوع !وأخذتك العزة بالأثم!!!!
    مشرفنا الفاضل أجبني على هذا السؤال؟؟
    ماذا تسمي من يأخذ شعرا من شاعر أو تراث وينسبه الى نفسه؟؟؟
    التراث للجميع وليس حكرا على طائفة معينة أما من أخذ مجهودا لشخص معين دون الإشارة إليه فهذه قرصنة لمشاعر الآخرين وأحاسيسهم وعواطفهم وهذا لايجوز .

  5. #5
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عثمان المنقري
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    210

    مشاركة: من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زهير
    التراث للجميع وليس حكرا على طائفة معينة أما من أخذ مجهودا لشخص معين دون الإشارة إليه فهذه قرصنة لمشاعر الآخرين وأحاسيسهم وعواطفهم وهذا لايجوز .

    أخي أبو زهير
    لو تعطيني من وقتك الثمين دقائق معدودة تقرأفيها الموضوع بتمعن لكي تربط بها بين أجابتك على سؤالي وبين ما نسبه الأستاذ أحمد الى شعره وهو من التراث الفرساني وتعطيني الجواب النهائي والخلاصة
    هل هي تشويه سمعة؟
    أم أثبات حقائق ؟
    أم قرصنة مشاعر؟

    والقرار والحكم الأخير بيد القراء وأعضاء المنتدى!

  6. #6
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية أبو زهير
    مفتاح الماضي وشيخ التراث
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    13,421

    مشاركة: من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سندباد
    أخي أبو زهير
    لو تعطيني من وقتك الثمين دقائق معدودة تقرأفيها الموضوع بتمعن لكي تربط بها بين أجابتك على سؤالي وبين ما نسبه الأستاذ أحمد الى شعره وهو من التراث الفرساني وتعطيني الجواب النهائي والخلاصة
    هل هي تشويه سمعة؟
    أم أثبات حقائق ؟
    أم قرصنة مشاعر؟

    والقرار والحكم الأخير بيد القراء وأعضاء المنتدى!
    بكل سرور كل وقتي أبحث عن التراث

    قرأت الموضوع بتمعن على الرابط ومن خلال التوضيح ولكن ما أقدر أعطيك الجواب النهائي لأنني أنظر للموضوع من طرف واحد ربما يأتي الطرف الآخر بمبررات ينفي مانُسب إليه

    فمعذرة يا أخي

  7. #7
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية عثمان المنقري
    شخصية مهمة
    تاريخ التسجيل
    08 2003
    المشاركات
    210

    مشاركة: من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زهير
    بكل سرور كل وقتي أبحث عن التراث

    قرأت الموضوع بتمعن على الرابط ومن خلال التوضيح ولكن ما أقدر أعطيك الجواب النهائي لأنني أنظر للموضوع من طرف واحد ربما يأتي الطرف الآخر بمبررات ينفي ما ينسب إليه

    فمعذرة يا أخي
    عذرك مقبولنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وأنا لم أطرح الموضوع الا لكي يشارك الجميع ونسمع جميع الأطراف ففي المنتدى الفرصة متاحة للجميع أما في الصحافة والقنوات الأعلامية الأخرى الأمر يختلف تماماً

  8. #8
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية محناب
    عبق الماضي
    تاريخ التسجيل
    05 2005
    الدولة
    [ صامطة - الخرج - الدمام ]
    المشاركات
    12,084

    مشاركة: من يعبث بالتراث الفني..؟؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو زهير
    أحمد السيد أحب التراث فتأثر به لأنه يمثل اصالته

    أبو زهير يعطيك العافيه
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •