لونك المفضل

المنتديات الثقافية - Powered by vBulletin
 

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234
النتائج 61 إلى 80 من 80

الموضوع: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

  1. #61
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الولي
    قال تعالى:
    {إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "62"} (سورة يونس)
    كلمة ولي أي من يليك، أي: من هو قريب منك، ومادام قريباً منك فهو أول من تفزع إليه حين تصادفك عقبة أو مصيبة، ومادمت قريباً منه فهو ينصرني ويفيض علي. فإذا قربت من عالم يعطيني علماً، وإذا قربت من قوي يرفع عني ما لا أستطيع حمله، وإذا قربت من غني يعطني إذا احتجت، فالولي يعني القريب والناصر، والله سبحانه وتعالى هو الولي، تقترب منه فيقترب منك، وتبتعد عنه فيبتعد عنك. وهو الولي للناس كل الناس، لأنه قد يواليك أحد ولا يوالي الآخرين، وهو الولي الذي قربه من خلق لا يبعده عن خلق، لأن الولي قد يكون قريباً من إنسان بعيداً عن الآخر، ولكن الله جل جلاله لا يشغله شيء، فهو قريب منك، وقريب من كل خلقه.
    والله هو الولي الحق لأنه قد يواليك من يطمع في مالك، ويواليك من يطمع في قوتك، ويواليك من يريد أن يستغل نفوذك، ولكن الله سبحانه وتعالى غني عنا جميعاً، وعما في أيدينا، ولذلك فهو ولي لا يأخذ منا ولكن يعطينا الحق جل جلاله يقول:
    {إلا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون "62"} (سورة يونس)
    وهكذا بين لنا أن هؤلاء أولياء لمن؟ لله جل جلاله أي: المقربين من الله، فهذه ولاية من الخلق لله، وهناك ولاية من الله للخلق، وذلك في قوله تبارك وتعالى:
    {والله ولي الذين آمنوا .. "257"} (سورة البقرة)
    أي: الله قريب من المؤمنين، فمرة يقترب الخلق من الله، ومرة الله سبحانه وتعالى هو الذي يقترب منهم. أي: مرة تكون الولاية من المؤمنين لله، ومرة تكون الولاية من الله للمؤمنين، أيهما تأتي أولاً؟ نقول: إن لله سبحانه وتعالى طلاقة القدرة في كونه، يرى خصلة من خير في عبد من عباده، فيكرمه أولاً، فيصبح طائعاً مخلصاً ثانياً. لذلك فإن كل عاص تاب، وكل إنسان كان بعيداً عن المنهج ودخل فيه لابد أن فيه خصلة خير أحبها الله فهداه بها، مثل الرجل الذي نزل إلي البئر في يوم شديد الحر ليسقي كلباً يعاني من شدة العطش. لماذا فعل هذا؟ طمعاً في ثواب الله؛ لأنه لا يمكن أن ينافق كلباً، ولكنه أراد أن يفعل خيراً لوجه الله فأحبه الله فغفر له.
    الإنسان المؤمن إذا أقبل على عمل فإنه يبدؤه مستعيناً بالله سبحانه وتعالى، ثم يأخذ بالأسباب. هب أن إنساناً مؤمناً ذاهباً لشراء صفقة أو لبيع شيء، أول الأشياء أنه يعد الإعداد المادي الدنيوي أخذاً بالأسباب، فإذا كان مشترياً أعد المال، وإذا كان بائعاً أعد السلعة. المهم أنه يعد كل ما هو لازم للصفقة من سلعة وعقود وما شابه ذلك، ثم يبدأ متوكلاً على الله، إن أصاب فهو خير، وإن أخفق فهو خير، إن أصاب فإنه يعلم أن الله سبحانه وتعالى قد وفقه، وكيف لا وقد استعان بسم الله ورعاه في كل شيء، فإذا جاء التوفيق من الله وهو خير أمده الله به، وإن لم يأت التوفيق من الله ولم تتم الصفقة فلابد أن الله رأى فيها شراً فأبعدها عنه. وهناك أشياء كثيرة ظاهرها الخير وحقيقتها غير ذلك.
    كذلك الله سبحانه وتعالى ـ ولله المثل الأعلى ـ مع عبده المؤمن، هناك إنسان الرزق الكبير يفسده، ويدفعه إلي طريق المعصية والهلاك، فإذا منع الله سبحانه وتعالى عنه فيض الرزق، كان ذلك رحمة به لا ضرر له. وهناك إنسان قلة الرزق تجعله يتجه إلي الجريمة والمعصية والهلاك، فإذا فتح الله عليه في الرزق كان ذلك منجاة له من النار، كلا الشخصين يريد الرزق، وكلا الشخصين مؤمن، لكن الله سبحانه وتعالى وهو يحب عباده المؤمنين يعطي أحدهما ويمنع عن الآخر، وفي العطاء رحمة، وفي المنع رحمة، والإنسان المؤمن يمضي في الحياة وفي قلبه هذا الشعور.
    وهو يعلم يقيناً أن الله يحب عباده المؤمنين، وهو يعلم يقيناً أن الله ينصر الذين آمنوا، وهو يعلم يقينا أن الله ولي الذين آمنوا في الحياة الدنيا والآخرة، وهو يعلم مالا نعم، فإذا كان لم يوفقه في شيء فمعنى ذلك أنه دفع عنها شراً. ولذلك فإن الإنسان المؤمن يقول: الحمد لله دائماً إذا أعطى، وإذا منع، ويكون راضياً إذا أعطى، وإذا لم يعط، لأنه يحس أن الخير في الاثنين وينطبق عليه قول الله تعالى:
    {لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم .. "23"} (سورة الحديد)
    فتنشأ النفس المؤمنة بعيدة عن القلق، عن الإحباط عن كل ما يمزق النفس البشرية ويهدمها، ويدفعها إلي الجنون والانتحار. أما الكافر فيمضي في الحياة، والله ليس في باله، فهو يعبد الأسباب وحدها، ويعتقد أن الأسباب تعطي بلا مسبب، وأنه هو بذاته يستطيع أن يحقق ما يريد أو كما يحلو لبعض الناس أن يقول يستطيع أن يصنع قدره، ومقاييس الخير والشر عنده هي مقاييسه هو تماماً.
    كذلك الطفل أو الشاب الذي يعتقد أن المطواة أو المسدس هو خير له، لأنه يحميه من أذى الناس، ليمضي غير المؤمن وليس في قلبه الله، فيأخذ بالأسباب، ويضع نفسه حكماً أعلى على أمور الحياة. وعندما يصطدم بأن شيئاً مما أراده لم يتحقق أو بأنه فشل في تحقيق شيء يحس أنه ضاع، وأنه انتهى، وأنه سيواجه مصيراً أسود، وتضطرب نفسه وتتمزق، فإما أن يهرب من واقع أليم بالانتحار، وإما أن يعجز عقله عن التفكير فيصاب بالجنون. وهكذا رغم رغد الحياة المادية وما تقدمه له مما لا يحصل عليه إنسان آخر في دولة متخلفة، فإنه يحس بعدم الاستقرار، يحس بأن غيره غير آمن، وقد يبقى طوال الليل في فراشه لا ينام، لأن شيئاً قد حدث أراد الله له به خيراً، وهو لا يعلم.
    وهكذا تختلف الحياة بين المؤمن والكافر، فالمؤمن مطمئن إلي قضاء الله، وأن فيه الخير أعطى أو منع، ولذلك فهو يعيش حياة طيبة لا انفعال فيها، ولا جنون، ولا انتحار، والكافر ينسب الفعل لذاته، ولذلك فهو يعيش حياة تعسة فقدرات الكون التي هي اكبر من قدراته تخيفه، إحساس رهيب بعدم الأمن والأمان. ولو أنه دخل على العمل باسم من سخر له الكون لا بذات قوته لكان ذلك طريقاً إلي سكينة النفس وطيب العيش والحياة الطيبة المطمئنة، ذلك أن الله سبحانه وتعالى يطلق أشياء في الكون حتى لا تؤمن أنت. إن امتلكته هو ملك لك ويستطيع الله سبحانه وتعالى أن يذهبه عنك، فالله سبحانه وتعالى يستطيع أن يعطي وأن يأخذ، وأن يجعل الكون ينفعل أو لا ينفعل، ولكنك أنت لا تستطيع، هذا هو الفرق بين الحق وبين الخلق.
    قال تعالى:
    {إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين "196"} (سورة الأعراف)
    فهو المتكفل بأمور العباد كلها، وهو الذي يتولى الصالحين من عباده، الناصر لمن أطاعه، وذلك بأن الله هو الذي نصر أولياءه، وقهر أعداءه، وقيل: الولي هو الذي أحب أولياءه، ونصرهم على أنفسهم باجتناب المعاصي، وقيل: هو المتولي لأمر عباده المختصين بإحسانه. وقد ذكر "الولي" تعالى ثلاث عشرة مرة في الكتاب المبين

    يتبع ان شاء الله

  2. #62
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الحميد
    قال تعالى:
    {وهدوا إلي صراط الحميد "24"} (سورة الحج)
    هو الحميد مستوجب الحمد، أهل الثناء بما أثنى على نفسه، وأحمد الله تعالى بجميع محامده، والحمد لله صاحب الحمد ومستحقه، فمن ذا الذي يستحق الحمد سواه؟ بل له الحمد كله لا لغيره، وهو الذي يحمد على كل حال، وفي السراء والضراء. ذلك بأنه سبحانه حكيم حميد. وهو الذي اتصل حمد المؤمنين له تعالى، في أول أم الكتاب: "الحمد لله رب العالمين" في الدنيا وفي الآخرة، وفي قوله تعالى:
    {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين "10"} (سورة يونس)
    وإن أقوال أهل الجنة وأحوالها لا آخر لها. اللهم إنا نسألك أن نحمدك كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، حمداً لا ينتهي. وقيل في معنى الحميد سبحانه، هو الذي يوفقك للخيرات، ويحمدك عليها، ويمحو عنك السيئات. وقد ذكر "الحميد" تعالى في سبع عشرة مرة في القرآن المجيد، وهو سبحانه الغني الحميد، وهو العزيز الحميد، وهو حميد مجيد، وهو حكيم حميد، وهو الولي الحميد. والحميد: له حق الحمد إيجاداً، فهو الذي أوجدنا من العدم. يقول الحق سبحانه:
    {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون "28"} (سورة البقرة)
    وله حق الحمد إمداداً:
    {أمدكم بما تعلمون "132" أمدكم بأنعامٍ وبنين "133"} (سورة الشعراء)
    ويقول الحق سبحانه:
    {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً "10" يرسل السماء عليكم مدراراً "11" ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً "12" ما لكم لا ترجون لله وقاراً "13" وقد خلقكم أطواراً "14"} (سورة نوح)
    وهو المستحق الحمد بقاءً، فهو الباقي بعد فناء كل موجود بلا نهاية. وهو المستحق الحمد خلوداً:
    {وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين "10"} (سورة يونس)

    يتبع ان شاء الله

  3. #63
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    المحصي
    قال تعالى:
    {وأحاط بما لديهم وأحصى كل شيءٍ عدداً "28"} (سورة الجن)
    هو الذي أحصى كل شيء بعلمه، وهو المحيط بكل شيء جملة وتفصيلاً، العالم بخفيات الأمور ومحصيها، وقيل: المحصي من الإحصاء وهو الإحاطة بحساب الأشياء، وما شأنه التعداد. وفي اللغة يقال: أرض محصاة، أي: كثيرة الحصى، ويقال: هم أكثر من الحصى، وحسناتك لا تحصى، وهذا أمر لا أحصيه أي: لا أطيقه ولا أضبطه. وهذا الاسم الكريم لم يرد في القرآن المبين بصيغة الاسم. ومن شاء فليقرأ:
    {إن كل من في السماوات والأرض إلا آتى الرحمن عبداً "93" لقد أحصاهم وعدهم عداً "94"} (سورة مريم)
    {وكل شيءٍ أحصيناه في إمامٍ مبينٍ "12"} (سورة يس)
    {وكل شيءٍ أحصيناه كتاباً "29"} (سورة النبأ)
    ويدخل في هذا الاسم دقة الصانع وإبداع الخالق، فهو المحصي لحاجات الكون، ومرادات الخواطر، وخافيات النفوس، والظاهر من القول، والباطل من الغيب.
    يقول الحق سبحانه:
    {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتابٍ مبينٍ "59"}(سورة الأنعام)
    وهذا الاسم له من الخواص ما لا يعلمه إلا الله، حيث يعلم المستقر والمستودع. ويقول الحق سبحانه:
    {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتابٍ مبين "6"} (سورة هود)
    كما يعلم بدقة الإحصاء مسارات الكون وأفلاك الآفاق، وآفاق الآفاق حيث يقول:
    {الشمس والقمر بحسبان "5" والنجم والشجر يسجدان "6" والسماء رفعها ووضع الميزان "7" ألا تطغوا في الميزان "8" وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان "9" والأرض وضعها للأنام "10" فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام "11" والحب ذو العصف والريحان "12" فبأي آلاء ربكما تكذبان "13"} (سورة الرحمن)
    فلو أحصينا المطالب الخاصة والظاهرة، والمطلوبات ظاهرها وباطنها، والتي تنفذ في وقت واحد، وبإحصاء دقيق يدل على أن الله سبحانه وتعالى هو المحصي والمبدئ والمعيد. فكم من مولود يولد، وكم من أرواح قبضت، وكم من عزيز يذل، وكم من ذليل يعز، وكم من تغيير لما هو فيه لغير ما كان فيه. كل ذلك في كتاب مستقر، ولو علم الإنسان أن أفعاله بإحصاء قولاً وحركة وسكوناً، لعلم أنه مراقب وعليه حسيب، فيحاسب نفسه قبل الحساب، ويراقب سلوكه قبل أن تذل الرقاب.
    يقول الحق سبحانه:
    {ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد "16" إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد "17" ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد "18" وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد "19" ونفخ في الصور ذلك اليوم الوعيد "20" وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد "21" لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد "22"} (سورة ق)

    يتبع ان شاء الله

  4. #64
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    المبدئ ـ المعيد
    قال تعالى:
    {إنه يبدأ الخلق ثم يعيده .. "4"} (سورة يونس)
    هو الذي يعيد الخلق بعد الحياة إلي الممات، ثم يعيدهم بعد الموت إلي الحياة. يقول الحق سبحانه:
    {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون "28"} (سورة البقرة)
    ويقول جل علاه:
    {منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى "55"} (سورة طه)
    وفي اللغة يقال: فلان ما يبدئ وما يعيد، إذا لم تكن له حيلة. وقال تعالى:
    {يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب كما بدأنا أول خلق نعيده وعداُ علينا إنا كنا فاعلين "104"} (سورة الأنبياء)
    فالله جلت قدرته منه البداية وإليه النهاية. يقول الحق سبحانه:
    {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون "28"} (سورة البقرة)
    فكل شيء مخلوق له بداية وله نهاية، والذي يملك البدء والإعادة هو القادر على الإحياء والإماتة؛ لأن الدنيا أعمار، وفيها معمرون، ومادامت الدنيا تنتهي بالآخرة، فكل شيء له نهاية وله بداية. يقول الحق سبحانه:
    {كل من عليها فانٍ "26"} (سورة الرحمن)
    وفي سياق الآيات سالفة الذكر نلمح ما يلي:
    (وكنتم أمواتاً) أي: عدماً (فأحياكم) وهذه بداية.
    (ثم يميتكم) وهذه نهاية ـ (ثم يحييكم) وهذه بداية (ثم إليه ترجعون) وهذه نهاية تتبعها إما إلي جنة الأبد، أو إلي نار الخلد.
    وهذه الصفات يختص بها الواحد الأحد، فقد يبدأ الإنسان عملاً وقد ينهيه، ولكن أساسيات هذا الشيء موجودة قبل بدء الخلق فيه، أما نهايته على يد المخلوق فهي نهاية في شيء موجود قد يعود وقد لا يعود. ونضرب لذلك مثلاً ـ ولله المثل الأعلى ـ الزارع بدأ الزرع وجاء حصاده، وهذه بداية ونهاية مقرونة بزمن ومكان. فالزرع من مقدور الله بدليل قوله تعالى:
    {أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون "64"} (سورة الواقعة)
    والحصاد بأمره:
    {وآتوا حقه يوم حصاده .. "141"} (سورة الأنعام)
    والإنسان فاعل بأمره، ومريد بإرادة، مصحوب بحركة وبقدرة، وينطبق عليه البدء والإعادة بخلاف الخالق؛ لأن الخالق هو الأول قبل كل شيء بلا بداية، والباقي بعد فناء كل موجود بلا نهاية. وكل حركة في الكون بما فيه ومن فيه لها بدء ولها نهاية، والكل مملوك لله، فهو الفعال لما يريد، وهو على كل شيء قدير.

    يتبع ان شاء الله

  5. #65
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    المحي ـ المميت
    قال تعالى:
    {ذلك بأن الله هو الحق وأنه يحيى الموتى وأنه على كل شيء قدير "6"} (سورة الحج)
    هو خالق الحياة ومعطيها لمن يشاء، وهو الذي أحيا قلوب المؤمنين بنوره، وهو الذي أرسل رسوله بالهدى والحق، ونزل الكتاب، لينذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين، وهو الذي أنزل من السماء ماء، وجعل من الماء كل شيء حي.
    يقول الحق سبحانه:
    {وجعلنا من الماء كل شيءٍ حي "30"} (سورة الأنبياء)
    إنها القدرة المطلقة بدون أسباب، ووقفة هنا تجعلنا نرى كيف اهتدينا بما أفاض الله على بعض خلقه بابتكار أسراره في كونه، إلي أن لكل شيء حياة، إن ورقة النبات المقطوعة تحدث فيها تفاعلات، والذرة فيها تفاعلات، والتفاعل معناه الحركة، والحياة ـ كما نعرف ـ من مظهرها الحركة. وغاية ما هناك أنه يوجد فرق في رؤية الحياة عند العامة، ورؤية الحياة عند الخاصة، إن الإنسان العامي لا يعرف أن النطفة فيها حياة، والحبة فيها حياة ولا يعرف ذلك إلا الخاصة من أهل العلم، إن العامة من الناس يعرفون أن الحبة لا توجد لها حياة مرئية، ونمو ظاهر صحيح.
    إن هناك فرقاً بين شيء حي وشيء قابل أن يحيا، إن نواة البلح التي نأخذها ونزرعها لتخرج منها نخلة. إنها كنواة تظل مجرد نواة إلي أن يأخذها الإنسان وضعها في بيئتها لتخرج منها النخلة. إن النواة قابلة للحياة، وعندما ننظر إلي ذرات التراب فإننا لا نستطيع أن نضعها في بيئة لنصنع منها شيئاً، ورغم ذلك فإن لذرة التراب حركة، ويقول العلماء: إن الحركة الموجودة في ذرات رأس عيدان علبة الكبريت واحدة تكفي لإدارة خط كهربائي حول الكرة الأرضية عدداً من السنوات، إن هذه أمور يعرفها الخاصة، ولا يعرفها العامة. فإن نظرنا إلي العامة عندما يسمعون قول الحق سبحانه:
    {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي .. "27"} (سورة آل عمران)
    كانوا يقولون: إن المثل على ذلك نواة البلح، وكانوا يعرفون النخلة تنمو من النواة، ولكن الخاصة عندما اكتشفوا أن في النواة حياة عرفوا كيفية النمو، إن كل شيء في الوجود له حياة مناسبة لمهمته، فليست الحياة هي الحركة الظاهرة، والنمو الواضح أمام العين، لا إن هناك حياة في كل شيء. إن العامة يمكنهم أن يجدوا المثال الواضح على أن الحق سبحانه يخرج الحي من الميت، ويخرج الميت من الحي، أما الخاصة فيعرفون قدرة الله عن طريق معرفتهم، إن كل شيء فيه حياة، فالتراب الذي نضع فيه الزرع لو أخذنا بعضاً منه في مكان معزول فلن يخرج منه شيء.
    هذا التراب هو الميت في الدرجة الأولى، والنواة التي نأخذها ونضعها في التراب هي الميت في الدرجة الثانية، وعندما ننقل الميت في الدرجة الأولى ليكون وسطاً بيئياً للميت في الدرجة الثانية تكون له حياة، وكذلك تكون حياة التراب، وعندما ننقل الميت في الدرجة الثانية وهو النواة إلي الوسط البيئي المناسب لها وهو التراب تكون لها حياة. وقد مس القرآن ذلك مساً رقيقاً؛ لأن القرآن حين يخاطب بأشياء قد تقف فيها العقول، فإنه يتناولها التناول الذي تقبله كل العقول، فعقل الصفوة يتقبلها، وعقل العامة يتقبلها أيضاً، لأن القرآن عندما يلمس أي أمر يلمسه بلفظ راقٍ يتقبله كل بحسب فتوحاته.
    ثم يكشف العقل البشري تفاصيل جديدة في هذا الأمر، فإن ذلك يتيح للعقل البشري الفرصة ليزيد إيمانه بالخالق الأكرم الذي لم يقل لنا إن الذرة فيها حركة، وفيها شحنات من نوع من الطاقة، ولكن القرآن تناول الذرة وغيرها من الأشياء بالبيان الإلهي القادر، وخصوصاً أن هذه الأشياء لن يترتب عليها خلاف في الحكم. فلو عرف الإنسان وقت نزول القرآن أن الذرة بها حياة، فما الذي يزيد في الأحكام، ولو أن أحداً أثبت أن الذرة ليس بها حياة، فما الذي ينقص من أحكام المنهج الإيماني؟
    إن الإنسان ينتفع بالظاهرة أو القضية سواء عرفها أم يعرفها، وعندما نأخذ القرآن مأخذ الواعين به، ونفهم معطيات الألفاظ فإننا نجد أن كلمة (الحياة) لها ضد هو (الموت)، وقد ترك الحق سبحانه كلمة الموت وأورد لنا كلمة أخرى هي (الهلاك).
    قال الحق سبحانه:
    {ليهلك من هلك عن بينةٍ ويحيى من حي عن بينةٍ وإن الله لسميع عليم "42"} (سورة الأنفال)
    إن الهلاك هنا هو مقابل الحياة، لماذا لم يورد الحق كلمة (الموت) هنا؟ لأنه الخالق الأعلم بعباده، يعلم أن عباده يختلفون في مسألة الموت، فبعض منهم يقول تعريفاً للميت: إنه الذي لا توجد به حركة أو حس، ولكن هذا الميت له حياة مناسبة له كحياة الذرة، أو حياة حبة الرمل، أو حياة أي شيء ميت. وهكذا عرفنا من الآية السابقة أن الحياة يقابلها الهلاك. ويقول الحق سبحانه عن الآخرة ليوضح لنا ما الذي يحدث يوم القيامة، فيقول سبحانه:
    {كل شيء هالك إلا وجهه .. "88"} (سورة القصص)
    استثنى الحق سبحانه الوجه أو الذات الإلهية وكل ما عداها هالك، ومادام كل شيء هالكاً فمعنى ذلك أن كل ما عداه هالك، ومادام كل شيء هالكاً فمعنى ذلك أن كل شيء كان حياً، وإن لم ندرك له حياة. إذن: فالحياة الحقيقية توجد في كل شيء بما يناسبه، مرة تدركها أنت، ومرة لا تدركها، إذن: فقوله الكريم:
    {وتخرج الحي من الميت وتخرج الميت من الحي .. "27"} (سورة آل عمران

    يتبع ان شاء الله

  6. #66
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الحي
    قال تعالى:
    {الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. "255"} (سورة البقرة)
    وصفة "الحي" هي أول صفة يجب أن تكون لله جل علاه؛ لأن القدرة والعلم بعد الحياة، فكل صفة تأتي بعد الصفة الأولى للحق وهي (الحي)، فلو كان عدماً ـ والعياذ بالله ـ لما جاءت أي صفة بعد ذلك. فكلمة "حي" عندما نسمعها توضح لنا أنه يستحيل معها ألا يكون قادراً ولا مدركاً. ولقد احتار الفلاسفة في معنى "حي" حتى توصلوا إلي ذلك التعريف، فهناك من قال عن "الحي": هو الذي يكون على صفة تجعله مدركاً إن وجد ما يدرك، كأنه يعني بذلك الحياة فيما يعلمه من حياتنا نحن وحياة ما دوننا.
    أما إن أردت تعريف "الحي" بالمعنى الواسع الدقيق، فإن الحياة هي أن يكون الشيء على الصفة التي تبقى صلاحيته لمهمته، هذا هو التعريف الدقيق. ويجب أن يكون التعريف كذلك، وأكرره مرة أخرى حتى يستقر في الأذهان "الحي" هو الذي يكون على صفة تبقى له صلاحيته لمهمته، ولله المثل الأعلى فإذا نظرنا إلي النبات، فإنه عندما ينمو فإن معنى ذلك أن فيه حياة؛ لأن النمو يحدث للنبات فتكون له صلاحية في مهمته، فإذا قطع النبات فإنه يفقد صلاحيته لمهمته، تماماً كما يموت الإنسان، ولله المثل الأعلى.
    فلو نظرنا إلي العناصر الجامدة عندما تختلط ببعضها فتتفاعل، إن هذا التفاعل مظهر وجود حياة مناسبة لهذه العناصر الجامدة، وليست كحياتنا نحن، فإذا نظرنا إلي الأحجار المسماة "بالزلط" الناعمة الملساء، فهل نجدها على مقدار واحد؟ لا .. لأن حجم كل واحدة من تلك الأحجار يختلف عن الأخرى، وهذا دليل على أنها تختلف في مراحل النمو، وهو نمو خاص بها، فلو أن هذه الأحجار قد ظلت في بيئتها الطبيعية لكبرت أو تفتتت إلي أحجار أصغر لتنمو مرة أخرى بشكل مناسب لأسلوب حياتها، ويكون نموها على الهيئة التي أرادها الله لها. ولكن الإنسان حين يستخدم هذه الأحجار ليضعها على سبيل المثال بين قضبان السكك الحديدية فإنه يخرج بها من بيئتها، وإن كانت لها صلاحية جديدة تولد في موقعها الجديد.
    فمن حكمة الخالق الأعظم أنه لا يوجد شيء تنتهي جدواه أبداً، إنما ينتقل الشيء من مهمة إلي أخرى، فنأخذ من أحجار الزلط ما نطحنه ونصنع منه الرمل أو نقيم منه أحجاراً اكبر، وهذه مهام أخرى. إذن: فكل شيء يكون على صفة تبقى له صلاحيته للمهمة فإن له حياة، ونحن لا نأتي بهذا الكلام من عندنا، ولكننا والحمد لله نقرأ القرآن الكريم بإمعان وتدبر. ونسأل: ما الذي قابل الهلاك، إن الحياة بالمعنى البشري، وفي الذهن العادي يقابلها الموت، لكن الحياة بالمعنى الدقيق يقابلها الهلاك، بدليل أن الحق سبحانه وتعالى يقول:
    {ليهلك من هلك عن بينةٍ ويحيى من حي عن بينةٍ .. "42"} (سورة الأنفال)
    إذن: فالحياة مقابلة للهلاك، ويقول سبحانه وتعالى عن الآخرة:
    {كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون "88"} (سورة القصص)
    إن كل شيء في الكون هالك وفانٍ، إلا الله، فهو سبحانه الخالد الذي له القضاء النافذ في الدنيا والآخرة، وإليه مصير الخلق أجمعين. ومادام الحق ـ سبحانه وتعالى ـ قد قرر أن كل شيء هالك، فلنا أن نسأل: أليست الحجارة شيئاً؟ وهل ستدخل إلي الهلاك يوم القيامة؟ إذن: فالحجارة لها حياة مناسبة لها قبل يوم القيامة، ولكن نحن البشر لا نفطن إلي ذلك لأننا نظن أن الحياة هي الحس والحركة الظاهرة. وقد أثبت العلماء الآن أن الذرة فيها عملية جولان وعملية دوران، لكننا نحن لا نفهم ذلك، أما العلماء فقد جعلهم الله جسراً ليشرحوا لنا قدر الحياة في أدق الكائنات.
    إن الإنسان حين يضع ورقة من النبات تحت المجهر فإنه يرى الخلايا وما يتم بداخلها من عمليات، ولسوف يدهش لقدرة الخالق سبحانه وتعالى؛ لأن في هذه الأوراق الدقيقة حياة، قد تكون أرقى من حياتنا، وأدق من حياتنا. إذن: فكل شيء له حياة مناسبة له. وإياك أن تظن أيها الإنسان أنك أنت الذي تهلك هذه الحياة في تلك الكائنات .. لا .. إنك عندما تحضر قطعة من الحجر وتطحنها، وتضعها في الفرن لتصنع منها الجير، فإياك أن تظن أنك أذهبت منها الحياة .. لا. كل الذي حدث أن الله أقدرك على أن تحول هذه الأحجار من وضع الحجر الصلد إلي وضع حياة أخرى هي حياة الجير الذي تؤدي مهمة أخرى.
    وهكذا تتسلسل المسائل ليكون لكل شيء في الوجود حياة مناسبة، وهي الصفة التي تجعل له الصلاحية لمهمة معينة، ولننظر إلي مهمة الحق، وما مداها؟ وما إمكاناتها؟ إنها فوق التخيل والتصور، إنها المهمة العليا، إنها الحياة العليا، إنه الحي الأعلى، ولا أحد قادر على أن يسلب منه الحياة؛ لأن أحداً لم يعط له الحياة. إن حياة الحق سبحانه ذاتية، إنه الحي على إطلاقه، أما الحي الذي ليس على إطلاقه فهو الحي الذي يمكن أن تسلب منه الحياة. لذلك قال الحق جل علاه:
    {الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. "255"} (سورة البقرة)
    فجاء بضمير (هو) لانفراد صفة الله عن صفة الخلق، فهو حي بإطلاق، أما حياة المخلوق فهو حي بقيد

    يتبع ان شاء الله

  7. #67
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    القيوم
    قال تعالى:
    {الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. "255"} (سورة البقرة)
    لم يوجد إله آخر حتى يرينا نفسه ودلائل قدرته، ومادام قد أخبرنا الله بالقضية الواضحة أنه لا إله إلا هو، فلابد أنه القيوم لإدارة الكون؛ لأن هذا الكون يحتاج إلي قيومية لإدارته. إن القيومية اللازمة لإدارة الكون تتطلب أن يكون القيوم سبحانه وتعالى له أزلية الحياة أنه حي، وحياته باقية بقاء الأبد الذي لا يعرف الحد من أجل المدد لكل الأجناس، للإنسان والحيوان والجماد وما سوى ذلك.
    وهو سبحانه قيوم، ويقال عنها في اللغة: صيغة المبالغة، وصيغة المبالغة في اللغة بمعنى أنه إذا ما وقع حدث فإنه يقع مرة على صورة عادية، ومرة أخرى قد يقع على صورة قوية. ونحن نقول عن واحد إنه "أخير"، و"أخير" هذه تختلف عن قولنا "آخر"، وإذا كان الله قيوماً على كل عوامل الكون، فهل نقول "قائم" أم نقول "قيوم"؟ إننا نقول "قيوم"؛ لأنها تعني أنه قائم بذاته ولم يقمه غيره. إن قيام الحق المتعال هو قيام أزلي.
    إذن: فكلمة "قيوم" هي صيغة مبالغة من القيام على الأمر، إنه قائم بنفسه، قائم بذاته لم يقمه أحد، وهو الخالق الذي يقيم غيره، والغي متعد متكرر وقوله الحق:
    {الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. "255"} (سورة البقرة)
    هو سند المؤمن في كل حركات حياته. وأضرب هذا المثل لا للتشبيه ولكن للتقريب إلي الذهن، فالله جل علاه منزه عن التشبيه، وله المثل الأعلى: إننا في حياتنا البشرية نجد الأب ونجد الولد، فهل يحمل الولد هماً لأي مسألة من مسائل الحياة؟ طبعاً لا .. لأن الأب متكفل بها، فإذا كنا نقول: من له أب لا يحمل هماً، فما بالنا بالذي له رب، والمثل الريفي يقول: "من له أب لا يحمل هماً، ومن له رب فعليه أن يستحي فلا يحمل هماً للرزق". إن الله سبحانه قد طمأننا جميعاً بأن أبلغنا أنه حي قيوم، ويؤكد لنا الحق سبحانه هذه القيومية في سورة البقرة حين تكلمنا عن آية الكرسي، فقال الحق سبحانه لنا عن ذاته:
    {الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. "255"} (سورة البقرة)
    إن الحق سبحانه يطمئننا ويقول لنا: "إن نمتم فأنا لا أنام، لأن الحي القيوم لا ينام"، هكذا يعطي الإيمان بالله الأمن والأمان، لأن المؤمن محروس في حركة حياته بإيمانه، بأن الله لا إله إلا هو الحي القيوم القائم بأمر الخلق جميعاً. هناك من يقول: إن الله سبحانه وتعالى خلق الكون ووضع له قوانينه، ثم تركه بعد ذلك يعمل بهذه القوانين، ولكنني لا أوافق على هذا القول، الله خلق الكون، وخلق له قوانينه نعم، ولكنه قائم عليه، فلا يترك كونه لحظة واحدة. ولو كانت المسألة هي قوانين الكون وحدها، تعمل بلا تدخل من المشيئة، لعبد الناس القوانين، ولنقرأ الآية الكريمة التي يفزع إليها كل مؤمن إذا أحس بضرر أو واجهة سوء، يقول الله سبحانه وتعالى في هذه الآية:
    {الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. "255"} (سورة البقرة)
    ومعنى "الحي" أنه دائم الحياة والوجود، لا يدركه الموت؛ لأنه خلق الحياة والموت، ومعنى "القيوم" أي: القائم على ملكه، وهذه تحتاج إلي تفسير، لأن كثيراً من الناس يردد أن الكون يمشي بالقوانين التي خلقها الله سبحانه وتعالى، وهي قوانين دقيقة لا تختل بالزمن، ولا تتأثر بأي شيء. ولكن الله ـ سبحانه وتعالى ـ يريد أن يخبرنا أنه خلق الكون، ووضع له قوانينه ولكنه قائم عليه، أي: أن الله سبحانه وتعالى قائم على ملكه لا يتركه لحظة واحدة، والله طلب منا أن نأخذ بالأسباب.
    فهناك دائماً "القيوم" القائم على ملكه الذي يمكن أن يفتح الأبواب، ويحقق ما تحسبه مستحيلاً وغير ممكن، وحينما لا تستجيب الأسباب فإن المؤمن يفزع إلي ربه ويرفع يديه إلي السماء ويقول "يا رب". وكلمة يا رب إيمان بأن الله سبحانه وتعالى قائم على ملكه، فحين يفزع المؤمن إلي الله إنما يعلم أن الله قادر متى عجزت الأسباب، وهو قائم على كونه في كل لحظة وثانية، يبدل العسر يسراً، واليأس أملاً وفرجاً. "فهاجر" ـ رضي الله عنها ـ تركت وليدها عند بئر زمزم، وانطلقت تسعى من أجل الماء، ولكن الأسباب لم تستجب لها، وبعد سبعة أشواط تعبت وتسرب اليأس إلي قلبها، فضرب وليدها الأرض بقدمه، وهو الطفل الضعيف الذي لا يملك من أسباب الدنيا شيئاً فانفجرت الماء.
    الأم القادرة التي تستطيع أن تسير هنا وهناك، وتبحث عن الماء والتي تملك قوة الأسباب لم تستجب لها هذه الأسباب، والطفل الرضيع العاجز الذي لا يملك من الأسباب من يجعله قادراً على أن يسقي نفسه شربة ماء، هذا الطفل العاجز الصغير الرضيع ضرب الأرض بقدمه فانفجر الماء. لو نظر كل منا إلي حياته لوجد أنه قد مر فيها أوقات توقفت خلالها كل الأسباب وأحس باليأس، وجلس يقلب المشكلة فلم يجد حلاً، ثم فجأة جاء الحل من حيث لا يعلم ولا يدري. إذن: فالله سبحانه وتعالى قائم على ملكه تفزع إليه النفس المؤمنة، عندما تتعطل الأسباب، وهي واثقة أن الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يعطيها عندما تعجز الأسباب، وتقف الدنيا عن العطاء، ثم تمضي الآية الكريمة:
    {الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. "255"} (سورة البقرة)
    أي: أن الله سبحانه وتعالى لا ينام أبداً، ولا يغفل أبداً، وهنا يريد الله أن يزيد اطمئنان النفس التي يصيبها الفزع من هموم الدنيا، يريد أن يعيد إليها الطمأنينة والأمان، فيذكرها بأنه:
    {لا تأخذه سنة ولا نوم .. "255"} (سورة البقرة)
    أي: لا يغفل عن شيء أبداً، ولا يخرج عن علمه شيء في الكون، فإذا لم ير الناس جميعاً فالله يرى، وإذا لم يسمع الناس جميعاً فالله يسمع، وإذا لم تصل عدالة الأرض لتقتص من الظالم فإن هناك عدالة السماء موجودة. يقول الحق سبحانه:
    {ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار "42"} (سورة إبراهيم)
    ومن هنا تكون هذه النفس المؤمنة مطمئنة إلي أن الله سبحانه وتعالى ليس غافلاً عما يعمل الظالمون.
    {لا تأخذه سنة .. "255"} (سورة البقرة)
    أي: لحظة يغفل فيها، وتكون هذه النفس المؤمنة مطمئنة إلي أن الله يحرسها ويدافع عنها، فتنام ليلها ملء جفونها، لماذا؟ لأن الله سبحانه وتعالى لا ينام. والله سبحانه وتعالى هنا يريد أن يقول لكل مؤمن: نم أنت ولا تخش شيئاً، فإني أحرسك وأرعاك وأنت نائم وأنت مستيقظ، فلا تدع القلق يدخل نفسك، وتحس أنك نمت نال منك عدوك أو أصابك أذى. تذكر دائماً وأنت تذهب لفراشك لتنام والقلق يملأ قلبك أن الله سبحانه وتعالى لا ينام، وأنه يحميك، فكن مطمئناً وأنت في حماية الله. وإذا كان الإنسان ينام مطمئناً إذا وضع على منزله حارساً أو غفيراً أو رجلاً ساهراً لا ينام الليل، فكيف بمن يحرسه الله.
    {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا .. "55"} (سورة النور)
    ومن هنا فإن المؤمن يحس دائماً أنه في أمن وأمان؛ لأن الله هو الذي يرعاه في أحلك الأوقات وفي أشد اللحظات. يقول الحق سبحانه:
    {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن "82"} (سورة الأنعام)

    يتبع ان شاء الله

  8. #68
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الواجد
    قال تعالى:
    {وإن من شيءٍ إلا عندنا خزائنه .. "21"} (سورة الحجر)
    قيل: الواجد الذي لا يضل عنده شيء، ولا يفوته شيء. وقيل: الواجد مأخوذ من الوجدان بمعنى العلم الناشئ عن الوجدان. ويقال: وجدت فلاناً فقيهاً. أي: علمت كونه كذلك. وقيل: الواجد هو الله، يجد كل ما يطلبه ويريده، ولا يعوزه شيء من ذلك، ولا يعجزه شيء، ولا يفوته شيء. فهو الواجد للحركة مع نفاذ أمره؛ لأن أمره في كينونته، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، ومادام عنده مفاتح الغيب فهو صاحب الإيجاد والإمداد.
    ويقول الحق سبحانه وتعالى:
    {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو .. "59"} (سورة الأنعام)
    هو رب الإيجاد فقد خلقنا من العدم، وأوجدنا ولم نكن شيئاً مذكوراً. يقول الحق سبحانه:
    {هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئاً مذكوراً "1"} (سورة الإنسان)
    ويقول:
    {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون "28"} (سورة البقرة)
    وهو رب الإمداد، يقول الحق:
    {أمدكم بما تعلمون "132" أمدكم بأنعامٍ وبنين "133"} (سورة الشعراء)
    وهو رب الخلود، يقول الحق سبحانه:
    {فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه "19" إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه "20" فهو في عيشةٍ راضيةٍ "21" في جنةٍ عاليةٍ "22"} (سورة الحاقة)
    كما يقول:
    {وأما من أوتي كتابه بشماله فيقول يا ليتني لم أوت كتابيه "25" ولم أدر ما حسابيه "26" يا ليتها كانت القاضية "27" ما أغنى عني ماليه "28" هلك عني سلطانيه "29"} (سورة الحاقة)
    إذن: إن حياة الخلود إما إلي جنة أبداً، أو إلي نار أبداً. وهو الواجد لكل ما في الكون، وما وراء الكون، وفوق الكون، فهو المحيط بمدد، وهو على كل شيء قدير

    يتبع ان شاء الله

  9. #69
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الماجد
    "اللهم أنت الماجد المجيد، الفعال لما يريد، نسألك الإمداد يوم الوعيد"
    هو الذي تعطف بالمجد وتكرم به ـ فهو العظيم القدر، العظيم الشرف، الواسع الكرم. ويجوز أن يكون الماجد بمعنى المجيد، كالعلم بمعنى العليم. عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ربه عز وجل قال: يقول:
    "يا عبادي، كلكم مذنب إلا من عافيت، فاستغفروني أغفر لكم بقدرتي، من علم منكم أني ذو مقدرة على المغفرة فاستغفرني غفرت له ولا أبالي، وكلكم هالك إلا من هديت فسلوني الهدى أهديكم، وكلكم فقير إلا من أغنيت فسلوني أرزقكم، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمعوا على اتقى قلب عبد من عبادي لم يزد ذلك في ملكي جناح بعوضة، ولو اجتمعوا على أشقى قلب عبد من عبادي، لم ينقص ذلك من ملكي جناح بعوضة، ولو أن أولكم وآخركم ورطبكم ويابسكم وحيكم وميتكم اجتمعوا فسأل كل سائل منكم ما سأل لم ينقص ذلك مما عندي شيئاً. كما لو أن أحدكم مر على شفة البحر فخمس فيه إبره ثم انتزعها، ذلك بأني جواد "ماجد" أفعل ما أشاء، عطائي كلام، وإذا أردت شيئاً فإنما أقول له كن فيكون".
    وهذا الاسم الكريم غير مذكور في القرآن، بل المذكور "المجيد".

    يتبع ان شاء الله

  10. #70
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الواحد
    قال تعالى:
    {وليعلموا أنما هو إله واحد .. "52"} (سورة إبراهيم)
    هو الواحد في ذاته لا شريك له، وهو الواحد في صفاته الأزلية لا نظير له، وهو الواحد في أفعاله لا منازع له. أي: أن الواحد هو الفرد المنفرد في ذاته وصفاته وأفعاله. فهو واحد في ذاته، لا يتجزأ لا يتناهى. واحد في صفاته، لا يشبه شيئاً، ولا يشبهه شيء. واحد في أفعاله لا شريك له. وقد فسر قوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله وتر يحب الوتر". يعني: يحب القلب المنفرد له تعالى.
    وقد قال الشاعر في هذا المعنى:
    إذا كان من تهواه في الحسن واحداً
    فكن واحداً في الحب إن كنت تهواه
    وفي الحديث أنه عليه السلام سمع رجلاً يقول في دعائه:
    "اللهم إني أسألك بأنك أنت الله "الواحد" الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد" فقال: "لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا دعى به أجاب، وإذا سئل به أعطى". وكلمة "واحد" تعني أول العدد، وهو أيضاً في تعريفه أصل العدد؛ لأن عدد أي شيء يبدأ من واحد مضموم إليه أعداد أخرى، وعندما يقول العلماء بتعريف أي "عدد" آخر غير الواحد فإنهم يقولون: إنه نصف مجموع حاشيتيه المتساويتين، فماذا يعني ذلك؟ لنفترض أن رجلاً يجلس على يمين رجلين، هنا نعتبر الرجل الذي يجلس على اليمين الحاشية الأولى، ونعتبر الرجل الذي يجلس على اليسار الحاشية الثانية، وهكذا يكون الرجل الجالس بين الرجلين مساوياً لنصف مجموع الحاشيتين المتساويتين.
    وعندما نأخذ أي عدد بين حاشيتين فعلينا أن نأخذ حاشيتين يكون نصفهما مساوياً للعدد. ومثال ذلك العدد "خمسة" حاشية الأولى "أربعة" وحاشيته الثانية "ستة" ومجموعهما يساوي "عشرة" ونصف مجموعهما هو العدد رقم "خمسة". وعندما نتأمل كلمة "واحد" فإننا نجد أنها تدل على وحدة الفرد، وقد يكون مجزأ؛ ولذلك نحن لا نكتفي بالقول بأن الله واحد، ولكننا نقول "الله واحد أحد" أي: واحد لا أجزاء له.
    ولكننا نقول عن أي إنسان: إنه "واحد" ولا نقول على الإنسان "واحد أحد" لماذا؟ لأن الإنسان واحد متشابه مع غيره وله أجزاء، ونقول أيضاً عن "الشمس" إنها كوكب واحد لأنها مكونة من أشياء هي الغازات الملتهبة. لذلك لا نقول عنها إنها "أحد" إذن: لا شيء ولا كائن نطلق عليه "واحد أحد" سوى الله جل وعلا؛ لأنه الواحد الأحد، الفرد الصمد، الذي ليس كمثله شيء


    يتبع ان شاء الله

  11. #71
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية الحجفاري
    مشرف سابق
    تاريخ التسجيل
    07 2006
    المشاركات
    1,594

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    ما شاء الله شهرزان تألق غير عادي

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
    III....تميد بي الأرض فأسقطُ على سحابةً صفراء ....III

  12. #72
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    اخي الفاضل الحجفاري سررت لطلتك الرائعة

    وارجوا من المشرف ان يثبت هذاالموضوع

    احترامي شهرزان

  13. #73
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الصمد :

    الصمد فى اللغة بمعنى القصد وأيضا بمعنى الذى لا جوف له ، والصمد فى وصف الله تعالى هو الذى صمدت اليه الأمور ، فلم يقض فيها غيره ، وهو صاحب الأغاثات عند الملمات ، وهو الذى يصمد اليه الحوائج ( أى يقصد ) . ومن اختاره الله ليكون مقصد عباده فى مهمات دينهم ودنياهم ، فقد أجرى على لسانه ويده حوائج خلقه ، فقد أنعم عليه بحظ من وصف هذا الاسم ، ومن أراد أن يتحلى بأخلاق الصمد فليقلل من الأكل والشرب ويترك فضول الكلام ، ويداوم على ذكر الصمد وهو فى الصيام فيصفو من الأكدار البشرية ويرجع الى البداية الروحانية

  14. #74
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    القادر المقتدر :
    الفرق بين الاسمين أن المقتدر أبلغ من القادر ، وكل منهما يدل على القدرة ،والقدير والقادر من صفات الله عز وجل ويكونان من القدرة ، والمقتدر ابلغ ، ولم يعد اسم القدير ضمن الاسماء التسعة وتسعين ولكنه ورد فى آيات القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة

    والله القادر الذى يقدر على أيجاد المعدوم وإعدام الموجود ، أما المقتدر فهو الذى يقدر على إصلاح الخلائق على وحه لا يقدر عليه غيره فضلا منه وإحسانا

    يتبع ان شاء الله

  15. #75
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    المقدم المؤخر :
    المقدم لغويا بمعنى الذى يقدم الأشياء ويضعها فى موضعها ، والله تعالى هو المقدم الذى قدم الأحباء وعصمهم من معصيته ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم بدءا وختما ، وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم وهدايتهم ، أما المؤخر فهو الذى يؤخرالأشياء فيضعها فى مواضعها ، والمؤخر فى حق الله تعالى الذى يؤخر المشركين والعصاة ويضرب الحجاب بينه وبينهم ،ويؤخر العقوبة لهم لأنه الرؤوف الرحيم ، والنبى صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك لم يقصر فى عبادته ، فقيل له ألم يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فأجاب : ( أفلا أكون عبدا شكورا ) ، واسماء المقدم والمؤخر لم يردا فى القرآن الكريم ولكنهما من المجمع عليهما

    يتبع ان شاء الله

  16. #76
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الأول الآخر :
    الأول لغويا بمعنى الذى يترتب عليه غيره ، والله الأول بعنى الذى لم يسبقه فى الوجود شىء ، هو المستغنى بنفسه ، وهذه الأولية ليست بالزمان ولا بالمكان ولا بأى شىء فى حدود العقل أو محاط العلم ، ويقول بعض العلماء أن الله سبحانه ظاهر باطن فى كونه الأول أظهر من كل ظاهر لأن العقول تشهد بأن المحدث لها موجود متقدم عليها ، وهو الأول أبطن من كل باطن لأن عقلك وعلمك محدود بعقلك وعلمك ، فتكون الأولية خارجة عنه ، قال إعرابى للرسول عليه الصلاة والسلام : ( أين كان الله قبل الخلق ؟ ) فأجاب : ( كان الله ولا شىء معه ) فسأله الأعرابى : ( والأن ) فرد النبى بقوله : ( هو الأن على ما كان عليه ) ، أما الآخر فهو الباقى سبحانه بعد فناء خلقه ، الدائم بلا نهاية ، وعن رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء : يا كائن قبل أن يكون أى شىء ، والمكون لكل شىء ، والكائن بعدما لا يكون شىء ، أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الغافرات الراجيات المنجيات

    يتبع ان شاء الله

  17. #77
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الظاهر الباطن :
    الظاهر لغويا بمعنى ظهور الشىء الخفى وبمعنى الغالب ، والله الظاهر لكثرة البراهين الظاهرة والدلائل على وجود إلهيته وثبوت ربوبيته وصحة وحدانيته ، والباطن سبحانه بمعنى المحتجب عن عيون خلقه ، وأن كنه حقيقته غير معلومة للخلق ، هو الظاهر بنعمته الباطن برحمته ، الظاهر بالقدرة على كل شىء والباطن العالم بحقيقة كل شىء

    ومن دعاء النبى صلى الله عليه وسلم : اللهم رب السموات ورب الأرض ، ورب العرش العظيم ، ربنا رب كل شىء ، فالق الحب و النوى ، منزل التوراة والإنجيل والقرآن ، أعوذ بك من شر كل دابة أنت أخذ بناصيتها ، اللهم أنت الأول فليس قبلك شىء ، وأنت الآخر فليس بعدك شىء ، وأنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء أقض عنا الدين وأغننا من الفقر

    يتبع ان شاء الله

  18. #78
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    الوالـي :
    الله الوالى هو المالك للأشياء ، المستولى عليها ، فهو المتفرد بتدبيرها أولا ، والمتكفل والمنفذ للتدبير ثانيا ، والقائم عليها بالإدانة والإبقاء ثالثا ، هو المتولى أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل ، فهو سبحانهالمالك للأشياء المتكفل بها القائم عليها بالإبقاء والمتفرد بتدبيرها ، المتصرف بمشيئته فيها ، ويجرى عليهل حكمه ، فلا والى للأمور سواه ، واسم الوالى لم يرد فى القرآن ولكن مجمع عليه

    يتبع ان شاء الله

  19. #79
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية سفير الموسم
    تاريخ التسجيل
    10 2005
    العمر
    36
    المشاركات
    135

    Thumbs up مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    مشكووووور ألف على الموضوع

  20. #80
    Status
    غير متصل

    الصورة الرمزية هبة الله
    تاريخ التسجيل
    10 2006
    المشاركات
    3,287

    مشاركة: سلسلة اسماء الله الحسنى.. (متجدد)

    ان شاء الله التكملة

صفحة 4 من 4 الأولىالأولى ... 234

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •