تكفير اكثر من 200 اكاديمي ومبدع عربي (2)
الحلقة الثانية:


حيث ترد لدى المؤلف تعبيرات مثل: "عصابة السفور في مصر" و"عصابة شعر ذات الهوية الأمريكية والسراديب الصهيونية" 1693. أما كتاب أدونيس،: الثابت والمتحول فهو "تلمود الحداثة" ص 42. ويحدد سعيد الغامدي أفكار الحداثة في 21 نقطة منها: - الهجوم على التراث والثقافة الإسلامية - دعوتهم إلى الرفض والتمرد. - تأليه الإنسان والدعوة إلى الإنسانية مبدأ وغاية - الدعوة إلى الخروج عن المألوف ونفي السائد ورفضه ومخالفته - ممارسة التعمية والغموض، وتأليه العقل، وتبني الهدم والفوضى، واختراق المقدس وتدنيسه، وتفكيك كل القيم والمعايير. ويشير إلى أن "أخطر الفئات التي قامت بتنفيذ مخطط الانحرافات" فئة المثقفين العلمانيين والحداثيين" ذوي العقول المسترقة والنفوس المستعبدة التي قامت ومازالت تقوم بترويج الركام الوثني". ويتحدث عن بعض الخطوط العامة في مسيرة الانحراف الثقافي والأدبي والفني وتتمثل هذه الخطوط في: التخلف الاعتقادي والثقافي والحضاري الداخلي في الأمة الإسلامية، والحملة الفرنسية على مصر 1798 وولاية محمد علي على مصر، وهو في رأي المؤلف: "المؤسس الأول لدولة العلمانية والحداثة والممهد الأكبر للمشروعات التحديثية التغريبية المعاصرة" ص 67، ثم مرحلة الاحتلال البريطاني الذي بدأ باحتلال مصر 1882 وتتضمن جل صفحات الكتاب سبابا وتكفيرا، لايتسنى لنا في هذا المقام ذكرها، بيد أن فقرات التكفير في الكتاب كثيرة، ومنها ما يدعيه سعيد الغامدي: " وبهذا الكلام وأشباهه زين للذين كفروا في هذا العصر ضلالهم وكفرهم وجهلهم وانحرافهم فصدوا عن السبيل، وتمادوا في الغواية ورتعوا في ظلمات الكفر والإلحاد وانتكسوا إلى أسفل سافلين في العقل والفكر والاعتقاد والأخلاق والسلوك (إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا). "وما راج كفرهم وانحرافهم إلا على أصحاب العقول السقيمة والنفوس المريضة ببهرج من القول صنعوه وبشكوك ألبسوها لباس الموضوعية الكاذبة، والتحرر الزائف والعقلانية المنعدمة وبإعلام ودعاية أظهرتهم على أنهم العقلاء المفكرون المثقفون المجددون". ص 187 ويعرف شاعر الحداثة بأنه: شاعر الدعارة والعهر، والإلحاد والكفر والضلالة والظلام، شاعر الشرك النجس والفكر الدنس والانحطاط والتخلف والمادية" ص 1762، فضلا عن ذلك يرصد 25 انحرافا سلوكيا لدى أدباء الحداثة ومفكريها أقلها: الإباحية الجنسية، واحتراف....، وامتهان المرأة، وبغض الوالدين، وأشياء أخرى كثيرة يمكن أن يضمها كتاب في الفضائح الجنسية لا يتسنى ذكرها هنا. ولا ندري حقيقة كيف أجيزت أطروحة الدكتوراة هذه وهي بعيدة عن أي منهج علمي، حافلة بالتكفير والسباب وأقذع الشتائم، فضلا عن أسلوبها الركيك الرخيص. كلام في السياسة: ولا يقف الغامدي في مجلداته الثلاثة على مهاجمة وتكفير الأدباء والمبدعين والمبدعات العرب، بل ينتقل إلى السياسة والاقتصاد والاجتماع والفن وعلم الأخلاق. ومن نماذج تعبيراته التي يهاجم فيها الحكام والأنظمة العربية ويكفرها أيضا باعتبارها "علمانية" يقول: " وتخدرت أحاسيسهم تحت وطأة هذا الأفيون القاتل فراحوا يعيثون في الأرض فسادا، فقد سقط في حسهم وفكرهم أي معنى لقضية إيمان وكفر، وإسلام وردة، فانطلقوا يعبثون بكل شيء تحت حماية أمثالهم من الحكام العلمانيين الذين ملأوا السجون بعلماء الإسلام ودعاته الذين يطالبون بتحكيم شرع الله في كل شأن بدلا من تحكيم أهواء البشر وزبالات أفكار البشر". ص 1744 ويقول أيضا: " فها هي سجون الأنظمة العلمانية في بعض بلاد المسلمين تضج بالظلم والقهر لأولياء الله تعالى الذين يطالبون بتحكيم شريعته في الأرض، وها هي مؤتمراتهم ومؤامراتهم مع دول الغرب والشرق ومع دولة اليهود لمحاربة دعاة الإسلام، تحت مسمى محاربة الإرهاب ومقاومة التطرف كما حدث في شوال سنة 1416هـ في المؤتمر المسمى "مؤتمر شرم الشيخ " لمحاربة التطرف". ومن قبل كم علق على مشانق الأنظمة العلمانية من شيخ وداعية وكم ملئت المحتشدات الصحراوية من صالح وصالحة وكم هجر من بلده وبيته وأهله من مؤمن تقي". ص 1806 ويعلق على مقولة لنصر أبو زيد بالقول:" إننا نجد أن العلمانيين الذين حكموا بلاد المسلمين هم الذين مارسوا محاكم التفتيش التي تدين بل تجرم كل من دعا إلأى الله أو طالب بتطبيق الشريعة ألإسلامية أو نادى بأسلمة الحياة. وما أنباء سجون عبد الناصر والسادات وحسني ببعيدة عن سمع وبصر هذا العلماني وغيره من العلمانيين، وما أنباء الجزائر وتونس وليبيا وسوريا والعراق والصومال وما كان يعرف باليمن الجنوبي وتركيا والجمهوريات الإسلامية فيما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي وغيرها إلا أدلة ساطعة قاطعة على "محاكم التفتيش العلماني" التي سكت ويسكت عنها جميع العلمانيين بل ويؤيدها أكثرهم تحت حجة مقاومة الإرهاب والتطرف الديني، وليس لهم من مراد إلا إبعاد الإسلام عن الحياة بالإعلام أو بالسياسة أو بالتعليم أو بالسجن والقتل والتدمير. وفي مؤتمر شرم الشيخ الذي عقد في شوال من عام 1416هـ أوضح دليل على الخطو المتسارع الذي يسعى فيه هؤلاء لحرب الدين والأمة تحت شعار مكافحة الإرهاب" ص 1890 – 1891 ويقدم سعيد الغامدي تعريفا جديدا للناصرية مفاده: "الناصرية: نسبة إلى عدو الإسلام والمسلمين جمال عبد الناصر، والناصرية عقيدة قومية اشتراكية علمانية، نشأت على عين الأمريكان والروس كما في كتاب لعبة الأمم لمايلز كوبلاند، وقامت بدور كبير في التمكين للادينية في مصر وغيرها، وأتاحت الفرص لدولة اليهود أن تتوسع في بلاد المسلمين، وقامت بمعاداة الإسلام والمسلمين وقتل علمائهم ودعاتهم وسجنهم والتنكيل بهم". ص 1942 تعريفات جديدة: يعرف سعيد الغامدي الشخصيات الإبداعية العربية بتعريفات جديدة حافلة بالشتائم، والأحقاد، والضغائن، وتعبر – من وجهة أخرى- عن شخصية غير سوية، وعنصرية لأن هذه الشخصية بعيدة تماما عن روح المنهج والموضوعية، فكيف عبرت هذه الرسالة إلى الأكاديمية؟ هذا سؤال نوجهه لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية؟ ولجنة المناقشة التي أجازت الأطروحة..إن التعريفات لا تخلو من سباب أو من تعيير عنصري بالشكل أو بالخلقة أو باللون.. فضلا عن المغالطات الكثيرة التي يقع فيها المؤلف، ومن نماذج تعريفاته الجديدة وترجماته للشخصيات الأدبية التي حصل عبرها على درجة الدكتوراة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى ما يلي: - أدونيس: علي أحمد سعيد أسبر النصيري الباطني الملحد، ولد سنة 1349هـ/ 1930م في جبال العلويين في سوريا، تسمى بأدونيس نسبة إلى وثن الخصب اليوناني، سماه بذلك أنطون سعادة زعيم الحزب القومي السوري... نال شهادة الدكتوراه من جامعة القديس يوسف في بيروت، وكانت أطروحته بعنوان:"الثابت والمتحول" وهو تلمود الحداثة، اعتم فيه بتهديم الدين الإسلامي واللغة العربية، يعتبر أدونيس أستاذا للحداثيين وقدوة لهم، وكبيرا من كبرائهم، يحتذون أثره، ويتبعونه في تقديس وإجلال كبيرين، عقيدته خليط من أصله النصيري، وحاله المادي الإلحادي، مغرم بكل عدو للإسلام، ومبغض بحقد طافح لدين الله وكل ما يتعلق به من قضايا، مجاهر بذلك غير مستتر به، ويرى أن الحداثة لا تقوم إلا على هذه الأسس وهو باختصار أكبر طواغيت هذا الزمن، وأشهر عتاة الإلحاد وأظهر عداة الدين والإيمان، وقد انتحل مجموعة من الأعمال الغربية ونسبها لنفسه. ( ص 105) - نزار قباني: شاعر سوري...من رواد الحداثة، اشتهر بأنه شاعر المرأة، حيث جعل منها مجرد جسد، وإناء لتفريغ الشهوة الجنسية، يركز على أعضاء الجنس، والملابس الداخلية للنساء، ويأتي بعبارات صارخة مكشوفة جنسيا، ويجاهر بالإلحاد، والتهكم بالله ورسوله والدين والشريعة، ويبغض العرب لفرط شعوبيته". ص 145 - السياب: أول من سن الحداثة الشعرية... انتمى للحزب الشيوعي العراقي ثم إلى زمرة الشعراء التموزيين، وعصابة شعر، وشارك في مؤتمر روما الذي أشرف عليه اليهود والمخابرات الأمريكية، أصيب بالشلل ومكث يستجدي زملاءه وأصدقاءه فلم يجيبوه حتى مات في الكويت عام 1964، شعره مليء بالرموز الوثنية، والانحرافات الفكرية والسلوكية. ص (162) - أمل دنقل: ولد في صعيد مصر عام 1940م في أسرة متدينة ونشأ على ذلك وكان يلقي خطب الجمعة ثم تحول إلى معجب بالماركسية والوجودية رافضا يقينية الدين الإسلامي، متخبطا في الأوهام والشكوك، عاش متسكعا في المقاهي، متعاطيا للخمور والحشيش، مقارفا للموبقات، كان سليط اللسان، شديد القبح في منظره ومخبره، تشم رائحة الشيوعية منه عن بعد، وشعره مليء بالعقائد الضالة، ومنها التهكم بالله تعالى والامتداح للشيطان، هلك بالسرطان عام 1402هـ/ 1982م. ( ص 175) - صلاح عبد الصبور: شاعر من مصر، ورائد من رواد الحداثة، مليء شعره بالمضامين الحداثية المنحرفة، كما في قصيدته "الناس في بلادي" و"مأساة الحلاج" وغيرها، تأثر بشعراء الغرب خاصة إليوت وكافكا وغيرهما، وبذل جهدا كبيرا في نشر المضامين الحداثية والعلمانية، وكانت خاتمته الموت بالسكتة أثناء ليلة رقص وخمر في منزل أحمد عبد المعطي حجازي، لما عوتب عن موقفه الموالي لدولة اليهود ومسايرته للسادات في ذلك، وكان ذلك سنة 1981م. - محمد الفيتوري: شاعر حداثي سوداني الأب، مصري الأم، ليبي الجنسية، أسود البشرة قصير القامة دميم الوجه، اثر ذلك عليه نفسيا فعاد بإحباط عليه وتعصب للزنجية وغنى للعنصر الأسود بعنصرية... له ديوان شعر حداثي مليء بالعنصرية السوداء ثم اليسارية الرعناء، يقال أنه تاب أخيرا من الحداثة، والله أعلم بحاله الآن. (ص 231) وبهذا الشكل وباللغة نفسها ترجم سعيد الغامدي – الذي أصدر منذ سنوات- شريط كاسيت يهاجم فيه الحداثيين "الكفرة" في زعمه- ترجم لأكثر من 250 شخصية عربية وغربية قديمة ومعاصرة وغمرها بطوفان من الشتائم والسباب. توصيات محاكم التفتيش خاتمة الكتاب الضخم الذي هو بالأصل – كما نذكر أخيرا-رسالة جامعية تفرد بها الغامدي تتضمن بيانا لأسباب الانحراف العقدي في الأدب المعاصر، ومقترحات لمواجهة الانحراف العقدي في هذا الأدب. ويرى المؤلف أن الحداثة نبتة غريبة جيء بها لإكمال التسلط الاستعماري التي مارسها الغرب ضد بلاد المسلمين في القرون المتأخرة، ومن أغراضها الهدم والتخريب، وإحداث الفوضى في العقائد والأخلاق، وغرس الضلالات والإلحاد والشكوك، وتسعى لهدم الإسلام وإزاحته من القلوب، وتنفي ألوهية الله تعالى، وتحترم الكفر والإلحاد. ومن توصيات الكتاب- الأطروحة التي هي أشبه بتوصيات محاكم التفتيش: إعادة النظر في موقف المتخصصين الشرعيين غير المبالين بالانحرافات في الأدب، تركيز الاهتمام بالأدب الإسلامي، ودراسة الانحرافات العلمانية والحداثية وكشفها، وتشديد الرقابة على وسائل النشر والإعلام والمجامع الثقافية والأندية الأدبية، والحصول على فتاوى من علماء الإسلام البارزين عن حكم الإسلام في الانحرافات الاعتقادية المعاصرة. وبعد التكفير والشتائم الذي طال كل ما يمت إلى الأدب والفكر الحديث بصلة وبعد هذه التوصيات المثيرة يختتم سعيد الغامدي كتابه بقوله:" لست أدعي الكمال والإحاطة بهذا الموضوع ولا المقاربة، وحسبي أني بذلت من الجهد ما أرجو معه الثواب من الله الكريم". بلى إنه جهد مشكور، وجرأة شديدة يحسد عليها بتكفير هذا العدد الكبير من المبدعين والكتاب. وفي سياق هذا الجهد فقد ذكر الغامدي في المقدمة أنه قرأ "ما يزيد على خمسة عشر ألف صفحة من كتبهم، - يقصد الحداثيين- ولا يدخل في هذا العدد ما قرأته من مجلات وملاحق ولا ما سبق لي قراءته طوال ثلاثة عشر عاما من أواسط المرحلة الجامعية حتى تاريخ تسجيل هذا البحث". فإذا كان الأمر كذلك فإنني أسأل هنا الغامدي: ما هي "كفارة" هذا الوقت الطويل الذي قضيته في قراءة الموبقات والانحرافات التي جاء بها هؤلاء الحداثيون؟؟!
ومن الأسماء المكفرة والمذمومة بكتاب الغامدي :

محمد أركون، محمد بنيس، جابر عصفور، حسن حنفي، عبد الصبور، أمل دنقل، أدونيس، محمود درويش، محمد علي شمس الدين، إبراهيم نصرالله، عبده وازن، شوقي بزيع، أحمد دحبور، سميح القاسم، محمد دكروب، محمد جمال باروت، غادة السمان، نوال السعداوي، هدى الصدة، حنان الشيخ، الفيتوري، البياتي، نزار قباني، سعدي يوسف، عقل العويط، عبد الرحمن منيف، طه حسين، حسين مروة، كاتب ياسين، الطيب تيزيني، قاسم أمين، رياض نجيب الريس، عادل ظاهر، أنسي الحاج، يوسف الخال، توفيق صايغ، نازك الملائكة، هشام شرابي، معين بسيسو، توفيق زياد، عبدالعزيز المقالح، نصر أبو زيد، فاضل العزاوي، هاشم صالح، هشام شرابي، محمود المسعودي، نبيل فارس، جبران، أمين الريحاني، معين بسيسو، غسان كنفاني، عبدالوهاب المؤدب، عبدالله البردوني، أسيمة درويش، مظفر النواب، اميل حبيبي، رشيد بو جدرة، محمد بنيس، عزيز العظمة، أحمد دحبور، علاء حامد، شوقي عبدالحكيم، حسين أحمد أمين، سعيد عقل، رفاعة الطهطاوي، سعيد عشماوي، علي عبد الرازق، خير الدين التونسي، حسين أحمد أمين، يوسف إدريس، نجيب محفوظ، لويس عوض، إداور الخراط، جمال الغيطاني، أحمد بهاء الدين، الطاهر وطار، الطاهر بن جلون، الطيب صالح، عبدالكبير الخطيبي، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، سعيد السريحي، عبدالله الغذامي، سعد الدوسري، محمد العلي، عيده وازن، غالب هلسا، لطيفة الزيات، محمود العالم، عبد العظيم أنيس، رجاء النقاش، حسين مروة، مهدي عامل، عبدالمنعم تليمة، محمد دكروب، حنا مينه، عبد الرحمن الخميسي، عبدالرحمن الشرقاوي، أحمد سليمان الأحمد، غالي شكري،، فيصل دراج، غالب هلسا، منيف الرزاز


المصادر السابقة