الجميع منا يعرف أن تكفير من كفره الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أمر لابد منه في عقيدة المسلم ، فلايستنكره إلا جاهل ؛ لأنه موجود في الكتاب والسنة , وهناك أحاديث متواترة في مسألة التكفير
خاصة تلك التي يرافقها كثير من الغلو، وأصبحت اليوم من أهم وسائل الفتنة وتمزيق وحدة الأمم، والأصل فيها أنها مسؤولية ولاة الأمر؛ إذ تكفير المسلم إعلان ردته، والردة لها أحكام شرعية يناط بالإمام تنفيذها. أما شيوع الاتهام بالتكفير والردة دون وجود سلطة تحسم الموضوع، فهذا من شأنه تمزيق وحدة المجتمع الإسلامي دون التمكن من تطبيق أحكام الردة. وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تكفير المسلم، وقال: "إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال، وإلا رجعت إليه" متفق عليه.
فاذا الرسول عليه الصلاة والتسليم أمرنا بعدم تكفير الكفار ، لأنهم في الباطن لا يكذبون رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم وإنما يجحدونها في الظاهر كما قال الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم : { فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون } [ الأنعام/33 ] .
فلماذا يقوم بعضنا بتكفير البعض الآخر من المسلمين ؟
وهناك ضوابط لابد من توفرها فيمن يجوز تكفيره وهذه الضوابط موجودة باجتهاد العلماء ومستندة على أدلة وثوابت فإن ثبتت كاملة أو أحدها فقد يجوز التكفير بعد الإجماع عليه أستعرض أهمها
يُنسب المسلم إلى الكُفر إذا فعل واحداً ممّا يلي:
• إذا ارتدّ عن الإسلام.
• إذا غالى في دينه، كأن يقول بإلوهيّة أحد غير الله تعالى.
• إذا نَصَب، أي أبغض أهل البيت عليهم السّلام.
• إذا خرج على إمام زمانه، كما فعل الخوارج.
• إذا قال بالتجسيم، أي بجسميّة ربّ العالمين.
• إذا قال بأن الله تعالى حلّ في أحد من البشر.
• إذا قال بالتناسخ، أي بانتقال الروح من جسد الإنسان إلى شيء آخر كالحيوانات.
• إذا أنكر ضرورة من ضرورات الدين.
• إذا أنكر توحيد الله تعالى في مقام الذات، كالقائلين بأصلَين قديمَين أو أكثر ( المجوس ).
• إذا أنكر توحيد الله تعالى في مقام العبادة، فأشرك معه غيره، كأن يعبد الأصنام.
• إذا أنكر توحيد الله تعالى في مقام الفاعليّة، كأن يقول بأنّ المؤثّر في الحوادث غير الله تعالى.
• إذا قال بالجبر، أي بأنّ الإنسان مُجبر في ما يفعل.
• إذا قال بالتفويض، أي بأنّ الله تعالى فوّض إلى عباده وجعل لهم الاختيار المطلق.
وقد روي عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال: سباب المؤمن فُسوق، وقتاله كُفر ×1×
هذه مقدمة لما جاء في دراسة كتبها سعيد الغامدي عن “الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها” تناولها في دراسة نقدية شرعية سأطرحها عليكم في طرحين .
الأول
فقد افتى هذا الرجل بردة اخوانه المسلمين دون ان يولّى بأمر الفتوىّّّّّّّ فهو يقول :
ها هو الصوت القديم الجديد يعود مرة أخرى، تكفير الكتاب والمبدعين العرب، لكن التكفير هنا لا يتم عبر كتاب صغير كـ"الحداثة في ميزان الإسلام" لعوض القرني، ولا على المنابر أو أشرطة الكاسيت، ولكن عبر أكاديمية عربية إسلامية عريقة، وأساتذة أجلاء، وكتاب ضخم يقع في ثلاثة مجلدات و2317 صفحة، بعنوان: "الانحراف العقدي في أدب الحداثة وفكرها" لمؤلفه: الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي. صدر عن دار الأندلس الخضراء للنشر والتوزيع، جدة، ط1- 1424هـ، ( ديسمبر 2003م) وتم توزيعه مؤخرا. وهو في الأصل رسالة مقدمة إلى كلية أصول الدين قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لنيل درجة الدكتوراه.. ونال بها المؤلف درجة الامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، إثر مناقشة علمية تمت في تاريخ 26/1/1420هـ (2000م). هكذا فإن الرسالة، التي يرصد فيها ما يسميه بالانحراف العقدي للمبدعين العرب المعاصرين، حصلت على الغطاء الأكاديمي عبر جامعة الإمام، وعلى الغطاء الشرعي والنقدي والأدبي عبر لجنة المناقشة التي تكونت من نخبة من الشخصيات الجليلة. دعوة للاغتيال: أخطر ما يتضمنه الكتاب دعوة صريحة للاغتيال ورفع عصمة الدم عن المبدعين العرب حيث يقول سعيد الغامدي: " ومع أن أقوالهم وأعمالهم وعقائدهم التي أذاعوها توجب الحكم عليهم بالردة، وترفع عصمة الدم عنهم إلا أنهم في الأجواء السياسية العلمانية المستوردة من الغرب، أذاعوا كل ما في صدورهم العفنة من كفر وإلحاد، في مراغمة ومعاندة للدين وأحكامه وشرائعه وعلمائه ودعاته المجلد الثالث ص 1740. !!"
فكيف توصل المؤلف إلى هذه الدعوة؟ إن الكتاب يبرر ذلك أولا حيث يقدم سعيد الغامدي تبريرا لموضوع كتابه – الأطروحة بالقول: "فإنه لما كثرت سهام الشبهات التي يرميها أعداء الإسلام، وتطاول أهلها، وأجلبوا بخيلهم ورجلهم، وبثوا سمومهم الفكرية والسلوكية على شبيبة الأمة الإسلامية، محاولين إغراقهم في الضلالات، وإخراجهم من النور إلى الظلمات، وتبديل يقينهم وإيمانهم، وطرحهم في مفاوز الشكوك والريب والترهات، كان لزاما على من علم ذلك أن يبين لأمته وأبناء ملته خطورة هذه المسالك وفظاعة هذه المهالك" المجلد الأول ص 1 ويضيف الغامدي: "إن من أخطر وأشنع ما فعله أعداء الإسلام لتحصيل تلك المطالب الخبيثة وتحقيق تلك المقاصد الضالة ما اتخذ في زمننا هذا من أساليب ثقافية ظاهرها "الأدب والشعر والثقافة والنقد" وباطنها الكفر والشك والنفاق". " ذلك أن أعداء الإسلام استطاعوا أن يبذروا في أرض المسلمين بذور حقدهم، ويستنبتوا فيها نباتات الشجرة الخبيثة شجرة المادية الملعونة، فإذا بالمسلمين يرون ويسمعون من ينادي بالكفر جهرة ويدعو إلى الضلال صراحة، ويروج للرذائل الفكرية والخلقية علانية، مرة تحت قناع "الأدب الحديث" ومرة تحت شعار " الثقافة الإنسانية" وأخرى تحت لافتة "التحديث ومجاراة العصر وتداخل الثقافات" ص 2. ويقرن المؤلف بين " الحداثة" و"العلمانية" التي هي في رأيه "سموم فكرية" و" مفاهيم ضلالية" و"خمور فكرية" ومن ينتمون لهذه الأفكار" همهم ترويج أصناف الزيف" و "ضربت عليهم عماية الجهل" و"مما يزيد الأمر سوءا أن هؤلاء الممسوخين لهم نفوذ صارخ في أجهزة التوجيه والإعلام في كثير من بلاد المسلمين، ولا شغل لهم إلا نقل النفايات البشرية أو المماحكة فيما فرغ الشرع المعصوم من تقريره وإثباته قضيتهم الكبرى استيراد الآراء النظرية المتناقضة وتخدير إحساس الأمة بآلاف الدواوين والمسرحيات والرسوم والمقالات النقدية وغير النقدية، من خلال الإثارة والجاذبية والمتعة الفنية في الشعر والرواية والقصة وتهريج المسرح وأصباغ الرسوم، ومن خلال صناعة النجوم" ص. ص 3-4 ويعجب الغامدي لأن عددا كبيرا من الكتاب السعوديين تأثروا بالأدب الحديث فيقول: "ومما يفت فؤاد المسلم أن يجد لهؤلاء الأرجاس أدوات من بني جلدتنا، استقطبتهم زمزمة كهان الحداثة، في حين غفلة منهم عن دينهم، وعجز منهم عن تحقيق وجودهم بتحصيل علمي رصين فإذا هم يرددون أفكار الزنادقة والملاحدة، ويضاهون اليهود والنصارى والوثنيين – ببلاهة وغوغائية- في عبارات مطاطة وألفاظ مبهمة، وتراكيب غامضة إذا حققتها وجدتها التبعية والتقليد ليس غير". ص 5 ويستطيع الغامدي أن يؤول كثيرا من التعبيرات الشعرية وفق مزاجه الخاص حيث يكشف عن المقنع لدى رموز الحداثة بالقول:" فإذا أرادوا الحديث عن القرآن سموه صوت الألوهية، أو "نتاج الغيبوبة" والحكم الإسلامي يرمزون له بالملح والرماد والجفاف، وقرون الهجرة والفتح الإسلامي والخلافة رمزوا لها بالإبل والسفر والنخيل والبخور والتعاويذ والصحراء والهجير والرمال الضريرة والعمائم المتخمة والأعشاب الميتة، وأرض الحروف عندهم أرض النبوات والإسلام والهدى، والأغوار الخرساء يريدون بها التاريخ الإسلامي، والشريعة والصلاة والمنارة يرمزون لها بالستارة السوداء، ....والحداثة يسمونها: الشمس، وفاطمة، وفضة ونافذة الضوء، ورياح المواقع، والتضاريس والمطر والخصب والتكوين الآتي إلى آخر ما هنالك من رموز وألفاظ تحتها الأفاعي والحيات" ص 6 انحرافات كونية يتكون الكتاب – الأطروحة من مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة، الباب الأول بعنوان: الانحرافات المتعلقة بالله سبحانه وتعالى، ويشمل ثلاثة فصول يدرس فيها الانحرافات المتعلقة بالربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات، والباب الثاني بعنوان: الانحرافات المتعلقة بالملائكة والكتب المنزلة والأنبياء ويضم ثلاثة فصول. والباب الثالث بعنوان: الانحرافات المتعلقة باليوم الآخر والقدر ويتضمن ثلاثة فصول أيضا. أما الباب الرابع فيحمل عنوان: الانحرافات المتعلقة بالأحكام والسلوك ونظام الحياة، وتحته خمسة فصول يتناول فيها المؤلف: العبث بالمصطلحات الشرعية والشعائر الإسلامية، ومحاربة الحكم الإسلامي والدعوة إلى تحكيم غيره، والسخرية من الأخلاق الإسلامية والدعوة إلى الانحلال والفوضى الخلقية، والانحرافات في القضايا الاجتماعية والنفسية والسياسية والاقتصادية. أما الخاتمة فيقدم فيها المؤلف بيانا بأسباب الانحراف العقدي في الأدب العربي الحديث، ومقترحات مواجهة الانحراف العقدي في الأدب العربي الحديث. وقد بدأ الغامدي كتابه بتبيان الانحراف العقدي – فيما يزعم- عند السياب ونازك الملائكة عائدا إلى الإرهاصات أيضا التي بدأت مع الحملة الفرنسية ومحمد علي باشا، قافزا إلى الطهطاوي ومحمد عبده والأفغاني وجبران، وميخائيل نعيمة، والرصافي، والزهاوي، وطه حسين، ولطفي السيد، وقاسم أمين، وشبلي شميل..... والرابطة القلمية، والديوان، وأبوللو. ومن الطريف أنه – حتى يبرىء ذمته- وضع الأوصاف التي يستحقها هؤلاء القوم "وتنطبق على ما فاهوا به من كلام مثل أوصاف: الضلال والزيغ والإلحاد والانحراف والسخف والتهافت والانحدار والتبعية والغثائية ونحو ذلك". ص 12 وقد أبدى الغامدي مهارته في الإلمام بكل القضايا الكونية الفلسفية والشرعية والشعرية والنظرية والتاريخية والسسيولوجية. فهو عليم بكل شيء نظري وتطبيقي، حيث بدأ دراسته من آدم وحواء ثم نوح وصالح عليهما السلام حتى النبي محمد (ص) وتحدث عن أرسطو وأفلاطون والتراث الفلسفي الإغريقي، ومصر "الوثنية" الفرعونية والرومان، والفرس والهند، والمجوس، والنصارى، واليهود ثم انتقل للحديث عن العصور الإسلامية المختلفة حتى وصل إلى الدولة العثمانية، ثم الاستعمار الأوروبي لبلاد المسلمين والعرب. إنه لا يرصد انحرافات الحداثيين، إن كان ثمة انحرافات، فحسب بل يرصد الانحرافات الكونية من إبليس حتى أبي لهب، ومن ابن عربي والراوندي والحلاج والنفري حتى جورج حنين، ومن فرويد ودوركهايم إلى حسن حنفي وعزيز العظمة وعابد الجابري وأركون والصادق النيهوم، ومن الرصافي والزهاوي وشوقي إلى الخال، وجبرا، وأنسي الحاج، وأدونيس. ومن طه حسين ومندور وأمين الخولي ونعيمة، إلى جابر عصفور وصلاح فضل، والغذامي وبنيس. ومن السوريالية والوجودية والرمزية إلى مجلة شعر، والآداب، والناقد. ومن نابليون إلى رامبو وبودلير، ومن محمد علي باشا إلى أتاتورك وعبد الناصر والحبيب بورقيبة. ومن مي زيادة إلى نازك وغادة السمان ونوال السعداوي. حتى الفنانة ماكسويل صديقة جبران لم يتركها على حالها!! إنها أطروحة كونية بحق، حيث بدأها من أول آدم عليه السلام حتى اليوم. تكفير وعنصرية لم يذر سعيد الغامدي كبيرة أو صغيرة في مناهج الإبداع الحديث إلا انتقدها ووصل انتقاده كعادة صفحات السفر الضخم إلى درجات التكفير والسباب والعنصرية. وحاز نجيب محفوظ وأدونيس وحسن حنفي وجابر عصفور ونزار قباني ومحمود درويش، والسياب ودنقل والفيتوري والمقالح، والغذامي، ومحمد شكري، النصيب الأكبر من هذه الدرجات . فيعقب على جابر عصفور في مقالته: "إسلام النفط والحداثة" التي يرد بها على كتاب الشيخ عوض القرني " الحداثة في ميزان الإسلام". يقول الغامدي: "يرد هذا الحداثي بمقال طويل سماه: إسلام النفط والحداثة، أسقط من خلاله عقده النفسية والفكرية والخلقية، وكشف عن مقدار ما يعانيه عقله الكليل من تشوهات، وما ينوء به رأسه من انحرافات اعتقادية تمثل صورة مكررة من انحرافات أساتذته من قبله وتلامذته من بعده". ص 41 ...وجابر عصفور جاهل أخرق ص 1679 ) المجلد الثالث) (ومن أدلة هذا الجهل المركب مناقشة أبي جهل الحداثي المسمى جابر عصفور للكتاب النادر "الحداثة في ميزان الإسلام" ص 1755" ولا يدري هذا الجاهل أنه بهذا القول ينقص كل حججه ويكشف كل مراوغاته، ويصم نفسه بالمروق والفسوق من حيث ظن أنه يمكنه الاتصاف بالحداثة والإسلام". ص 1757 " أما جابر عصفور وله في عقله من اسمه نصيب ...يتحدث عصفور العقل ص 1804 "نزار قباني شعوبي خليع سلط سياط ألفاظه النتنة على تاريخ المسلمين وأسلافهم الأخيار". ص 1695 "أدونيس باطني نصيري طائفي حاقد نشأ في جو التشيع المارق." ص 1703 ويعرف يوسف إدريس كالتالي: "يوسف إدريس طبيب مصري وأديب وقصاص حداثي علماني متفرغ لذلك وللعمل في جريدة الجمهورية ولد في 1927م وهلك سنة 1991 بعد أن كتب كثيرا من القصص والدراسات والمقالات المليئة بالمضامين اللادينية" ص 1685. ويسمي فرج فودة (أحد طواغيت العلمانية في مصر) ص 40، وكاتب ياسين شعوبي بربري ملحد ص 1822 ورشيد بو جدرة ملح، ص 1834 . ومحمد أركون متفرنس متغطرس، ص 1897. وينتقد عبده وازن لثنائه على رواية: "ليلة القدر" لابن جلون في مقالة عنوانها: "الانتقام من الماضي"، الناقد العدد الثامن شباط 1989 ص 1787. " لم يعد نزار قباني داعية المجون والخلاعة والدعارة والإباحية فحسب بل أصبح داعية الردة والمروق" ص 1729، والغذامي "حاخام الحداثة" في السعودية. ولم تسلم من لسانه مجلات: الناقد، والآداب، وشعر، وإبداع، وأدب، وأصوات، ومواقف وكلها " عميلة" و"أوكار ثقافية للمخابرات المركزية الأمريكية" وغيرها من المجلات الأدبية والثقافية حتى الجوائز الأدبية العربية حظيت بشتائمه. ×2×
×1× المصدر المصدر تحف العقول
وثواب الأعمال وعقاب الأعمال
صحيح البخاري
×2×المصدر مجلة عراق الغد