الاختبار مقياس نتائجه ليست مطلقة بمعنى لايمكن أن نمثله بالترمومتر ..
ولكن...
كلما كان الاختبار جيدا كلما اقترب من المصداقية ، وعندما نتحدث عن الاختبار الجيد لابد من أن نعرف مواصفاته والتي كما يذكرها الكثير من علماء التربية:
أ ـ الموضوعية :
تعني إخراج رأي المصحح أو حكمة الشخصي من عملية التصحيح ، أو عدم توقف علامة الطالب على من يصحح ورقته ، أو عدم اختلاف علامته باختلاف المصححين حيث تكون الاجابة محددة مسبقا لايختلف فيها اثنان وهذا لايكون إلا في الاختبارات الموضوعية
مثال:
أجب ( بنعم ) أو( لا ) عن الأسئلة الآتية:
1- تعرف الأذن بأنها العضو المسؤول عن حاسة الإبصار في الإنسان (......)
2- يتكون الماء من عنصري الأكسجين والهيدروجين ...... (......)
3- تقع تونس في قارة أفريقيا.... (......)
لاحظ معي الآن أيا كان المصحح لن تختلف درجة الطالب
أما الاختبار المقالي فلاتتوفر فيه الموضوعيه وهو خاضع لمزاجية المصحح في أغلب الأحيان.وقد يؤثر في ذلك سوء خط الطالب أو سوء تعبيره عن الإجابة.
مثال:
س : قل ما تعرفه عن الماء.
أجاب طالب كالتالي:
الماء مركب يتكون من عنصري الاكسجين والهيدروجين
وأجاب آخر:
الماء مركب يتكون من ذرتين من الأكسجين وذرة واحدة من الأكسجين
وأجاب آخر:
الماء مركب شفاف لالون له ولا رائحة
وأجاب آخر:
الماء مركب شفاف لالون له ولا رائحة ويتكون من ذرتين من الأكسجين وذرة واحدة من الأكسجين
كل الإجابات السابقة صحيحة ولكن لو تم تصحيحها من قبل أكثر من مصحح لاختلفت الدرجة وفي هذه الحالة يبتعد الاختبار عن تحقيقه للهدف.
ب ـ الصدق :
الاختبار الجيد هو الذي يقيس ما أعد من أجل قياسه فعلا ، وهذا ما يسمى بالصدق ، أي يقيس الوظيفة التي أعد لقياسها ، ولا يقيس شيء مختلف
ولتحقيق الصدق يجب على المعلم أن يراجع الأهداف التي رسمها في دفتر تحضير وإعداد الدروس ويضع سؤال يقيس الهدف مباشرة .
مثال:
كان الهدف في دفتر التحضير كالتالي:
1- أن يعرّف الطالب المبتدأ
السؤال:
اختر الإجابة الصحيحة:
س: المبتدأ هو:
1-....................... 2-....................... 3- ....................... 4- ..........
الهدف:
2- أن يوضح الطالب تركيب الجهاز البولي في الإنسان بالرسم.
السؤال:
وضح بالرسم تركيب الجهاز البولي في الانسان
وأهم خصائص الصدق مايلي :
1- أنه يتوقف على عاملين هما الغرض من الاختبار أو الوظيفة التي ينبغي أن يقوم بها ، وكذلك الفئة أو الجماعة التي سيطبق عليها الاختبار .
2- الصدق صفه نوعيه أي خاصة باستعمال معين ( بالغرض الذي من أجله وضع الاختبار ) وعليه يكون اختبار التحصيل في مادة ما صادقا إذا كان يقيس تحصيل الطالب في تلك المادة .
3- الصدق صفه نسبية أو متدرجة وليست مطلقة فلا يوجد اختبار عديم الصدق أو تام الصدق .
4- الصدق صفه تتعلق بنتائج الاختبار وليس بالاختبار نفسه ولكننا نربطها بالاختبار من قبيل الاختصار أو التسهيل .
5- يتوقف صدق الاختبار على ثباته أي على إعطاء النتائج نفسها تقريبا في كل مره يطبق فيها على صف بعينه .
وجدير بالذكر أن أبو لبده أشار في كتابة " مبادئ القياس " إلى أنواع الصدق ، كالتالي :
صدق المحتوى .
الصدق المنطقي أو صدق المفهوم .
الصدق السطحي أو الظاهري .
الصدق التجريبي والإحصائي ، ويقسم إلى ( تنبويء ،وملازم أو مصاحب ) .
الصدق العاملي .
وهناك عوامل مهمة تؤثر على الصدق منها مايلي :
1ـ عوامل متعلقة بالتلميذ ..
· اضطراب التلميذ في الاختبار
· العادات السيئة في الإجابة
2ـ عوامل متعلقة بالاختبار ..
· لغة الاختبار
· غموض الأسئلة
· سهوله الأسئلة أو صعوبتها
· صياغة الأسئلة
· العلاقة بين الأسئلة وما تعلمه الطالب .
3ـ عوامل متعلقة بإدارة الاختبار ..
· عوامل بيئية كالحرارة ولبرودة والرطوبة والضوضاء .
· عوامل متعلقة بالطباعة .
· عوامل متعلقة بالتعليمات الغير واضحة أو المتذبذبة .
· استخدام الاختبار في غير ما وضع له .
ج - الثبــــات :
يقصد بثبات الاختبار إعطاء نفس النتائج إذا ما أعيد على نفس الأفراد في نفس الظروف والمعلم الجيد هو من يخضع اختباراته للحسابات الإحصائية لقياس الثبات وهذا علم مستقل بذاته.
ويؤثر في ثبات الاختبار عوامل أساسية منها:
- المصحح
- عدم ثبات المحتوى
- عدم ثبات الطالب المختبر
د ـ التميــيز :
الاختبار المميز هو الذي يستطيع أن يبرز الفروق بين التلاميذ ويميز بين المتفوقين والضعاف ، لذلك ينبغي أن تكون جميع الأسئلة التي يشملها الاختبار مميزة ، أي أن كل سؤال تختلف الإجابة عليه باختلاف التلاميذ . وهذا يتطلب أن يكون هناك مدى واسع بين السهل والصعب من الأسئلة ، بحيث يؤدي هذا إلى توزيع معتدل بين أعلى وأقل الدرجات ، وأن تصاغ الأسئلة في كل مستوى من مستويات الصعوبة بحيث يحصل التلاميذ على درجات متفاوتة . وفي ما يلي مثال توضيحي لذلك :
أعطي السؤال التالي للتلاميذ في الفصل الدراسي :
هل الصدق فضيلة ؟ أجب بنعم أو لا .
من تحليل إجابة التلاميذ أتضح أن جميعهم أجابوا بنعم ، بينما أجاب تلميذ واحد بلا . والمفروض في السؤال المميز أن تختلف الإجابات عليه باختلاف الأفراد ، وهذا يدل على أن هذا السؤال واضح تماما وغير مميز .
وقد أعطي سؤال آخر على نفس التلاميذ :
يعتبر الصدق ضروريا في مواقف الحياة أذكر نسبة ذلك ؟
كانت أجابه التلاميذ مختلفة وتراوحت بين 50 ـ 100 % وهذا يدل على أن هذا السؤال مميز ، وذلك بان أوضحت الفروق الفردية بين التلاميذ ، وهذا شرط أساس في أي سؤال من أسئلة الاختبار .فإذا أتضح أن أحد أسئلة الاختبار غير مميز ، فان من واجب واضع الاختبار أن يستبعد هذا السؤال لعدم جدواه .
ولتحقيق التميز في أسئلة الاختبار لابد من تحليل نتائج كل سؤال إحصائيا وتحديد سهولتها وصعوبتها ودرجه التمييز بينها من واقع عدد الإجابات الصحيحة والخاطئة والمتروكة في كل سؤال أو من خلال إيجاد العلاقة بين نتائج كل سؤال ونتائج الاختبار كله .
هـ سهوله التطبيق والتصحيح واستخلاص النتائج :
تتأثر عملية تطبيق الاختبار بعوامل متعددة ، منها ما يتصل بالاختبار وما يتميز به من خصائص ، ومنها ما يتصل بمن يعطي الاختبار ، ومنها ما يتصل بالتلاميذ الذين يطبق عليهم الاختبار . لذلك يجب على المعلم أن يراعي الجو النفسي والاجتماعي المناسب للتلاميذ بحيث يمكنهم من أداء الاختبار بدقة ، ويحدد الهدف الذي وضع من أجلة وذلك بان تقوم علاقة إنسانية تتسم بالاطمئنان والثقة بين المعلم والتلميذ . كما ينبغي أن يتيح المعلم الفرصة لكل تلميذ بان يظهر أفضل ماعندة من قدرات واستجابات ، ليحصل على أفضل النتائج التي يمكن مقارنتها بزملائه من التلاميذ . ولاشك أن مما يساعد على هذا أن يلتزم كل من المعلم والتلميذ بالتعليمات المصاحبة للاختبار ، ويحسن أن يقوم المعلم بإلقاء التعليمات بنفسه أمام التلاميذ قبل البدء في الإجابة ، حتى لا يختلط عليهم الأمر في فهمها ، وخاصة أن التلاميذ يكونون معنيين بالأسئلة أكثر من التعليمات والبعض لا يقرأها أحيانا.
ويجب أن تكون التعليمات بسيطة وواضحة وأن يقوم المعلم بإلقائها بحيث يكون كل جزء من التعليمات واضحا ، ليتجنب سوء الفهم والخلط من التلاميذ ، وعلى المعلم أيضا الإجابة على الاستفسارات المتعلقة بالتعليمات حتى يزيل أي غموض فيها ، فمن الضرورة أن يشعر التلاميذ دائما بأن من يوجههم ويشرف عليهم إنسان يهتم بهم ويحرص عليهم ، وهذا يمكن المعلم من الحصول على أفضل أداء من التلاميذ في تطبيق الاختبار .
ويجري تصحيح الاختبار طبقا للنموذج المحدد للإجابة ، وطبقا لجدول تقدير الدرجات ، وتفسير هذه الدرجات يعتبر خطوة هامة ، حيث يعطينا الاختبار هنا وصفا كميا مباشرا لاداء الشخص نطلق عليها " الدرجة الخام " ، وتكون عبارة عن عدد الأسئلة التي أجاب عليها التلميذ إجابة صحيحة ، وهي في حد ذاتها لا معنى لها وليس لها أي دلاله ، ولايمكن أن تفسر إلا بمقارنتها بجدول المعايير الذي يعتبر خطوة هامة من خطوات إعداد الاختبار ، فتحول الدرجات الخام إلى درجات معيارية أو العمر التحصيلي و النسبة التحصيلية والتي يمكن ترجمتها إلى مستويات محددة للتحصيل كما سبق إيضاحه .
وفي الختام هناك خطوات هامة يتطلبها عمل الاختبار الجيد:
تحديد الأغراض
مادة الاختبار
وضع الأسئلة
تنظيم ترتيب الأسئلة
وضع تعليمات الأسئلة
تجهيز مفتاح الأسئلة
تجريب الاختبار
تعديل الاختبار
تطبيق الاختبار
عمل معيار للاختبار .
وللأسف فإن السواد الأعظم من المعلمين يضع اختباراته على عجل وكيفما اتفق دون أن يسلك الطرق التربوية للقياس والتقويم والتي تم تدريبه عليها مسبقا قبل نزوله إلى الميدان التربوي
سرد طويل تم الاستعانة بنقل بنوده من صفحات الشبكة العنكبوتية بتصرف في بعض الأحيان
شكرا أخي الشفق
تحياتي بلا حدود