الذين يفتتنون بأنفسهم ويعجبون بها ويعظمونها يبرهنون على نقصان عقولهم وفجاجة أرواحهم.
والإنسان العاقل والناضج روحياً يعلم أن كل مزية من مزاياه هبة من الله تعالى.
لذا تراه في شكر دائم وفي خضوع وخشوع أمامه.
التواضع يجلب تقدير الخالق ورضاه حتى وإن جلب استهانة الناس أو إزدراءهم، لذا فهو يشرح القلب.
أجل! فالشخص المتواضع يكون قد دخل -بإحساسه برضا الله- في درع حصين، وقلعة منيعة وإن استهان به الناس واستخفوا به.
التواضع علامة على نضج وعلى فضيلة الشخص.
والكبرياء علامة نقصه وانخفاض مستواه.
أكمل الأشخاص هم الذين يتعارفون مع الناس ويمتزجون ويؤسسون علاقات المودة معهم.
وأنقص الأشخاص هم الذين يكرهون مخالطة الناس ويستنكفون من ذلك، لأن ذلك لا يتلائم مع غرورهم وكبريائهم.
الذين يعيشون في مجتمع لا يعرف قدرهم وقيمتهم، سرعان ما يعلون نحو المعالي بسبب سجية التواضع عندهم.
أما المبتلون بعقدة الكبرياء فسرعان ما يكشفهم المجتمع فيتحولون بمرور الزمن إلى عنصر غريب ومنفور في محيطهم.
إن ارتفاع أي شخص إلى مرتبة الإنسان لا يكون إلاّ بتواضعه.
ولا يظهر هذا التواضع ولا يتوضح إلاّ عندما لا يستطيع المنصب والجاه والشهرة والعلم على تغييره.
فإن استطاع أحد هذه الأمور تغيير سلوكه أو تفكيره عند ذلك لا يمكن الحديث عن أي تواضع، ولا عن ارتفاعه إلى المستوى اللائق بالإنسان.
لـــو لـــو
جـــزاج الله خيـــر على هذا لموضـــوع![]()