نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


إلى سيدة تصطنع الهدوء


1

خُذي وقْـتَـكِ يا سيدتي العزيزَهْ

فلا أحدَ يُرغمـُـكِ على الإدلاءِ باعترافاتٍ كاذِبَهْ

ولا أحدَ يُريدُ منكِ أنْ تفعلي الحُبّ

تحت تأثير ِ الخمرة .. أو المُخدِّرْ.

كما لو كنتِ تخلعينَ أحدَ أضراسِكْ ..

لستِ مُضطرةً للتَبَرُّع ِ بنِصْـفِ فـمِـكْ ..

أوْ نِصْـفِ يَـدِكْ..

فلا الشــّـفـاهُ قابلة ٌ للقِـسْـمَـهْ ..

ولا الأنوثة ُ قابلة ٌ للقِـسْـمَـهْ ..

هذا هُوَ المَوقِـفُ يا سيّدتي ..

فلا تخاطبيني وأنتِ مُضْطَجعة ٌ على سريركِ الملكيّ

فآخرُ اهتماماتي .. سَـنْـدُ خاصِرةِ المَـلِـكـاتْ ..

وقراءة ُ شِـعْـري

في مجالسِ المَـلِـكـاتْ ..

2

خُذِي الوقـْـتَ الذي تستغرقــُـهُ اللؤلؤة ُ لِتـتـشـكـّـلْ

والسُـنُـونـوّة ُ لِتصنعَ بجناحيها صَـيْـفـا ..

خُذِي الوقْتَ الذي يستغرقُهُ النهدُ

ليصبحَ حِصَاناً أبيضْ ..

خذي الأزْمِنَة َ التي ذهَبَتْ

والأزْمِنَة َ التي سوفَ تأتي ..

فالمسافةُ طويلَهْ

بينَ آخر ِ النبيذِ .. وأوَّلِ الكِتابَهْ

وأنا لستُ مُستعجلاً عليكِ

أو على الشِّعْرْ ..

فالعيونُ الجميلة ُ غيرُ قابلةٍ للإغتصابْ ..

والكلماتُ الجميلة ُ غيرُ قابلةٍ للإغتصابْ ..

والذينَ لهمْ خبرة ٌ بشؤون ِ البحرْ

يعرفونَ أنَّ السُـفـُـنَ الذكيّة َ لا تستعجلُ الوصولْ ..

وأنّ السّـواحلَ هيَ شـَـيْـخـُـوخـة ُ المَراكِـبْ ..

3

خُـذِي وقــْـتـَـكِ ..

أيتها السَـيّـدةُ التي تصْطنِـعُ الهـُـدُوءْ

إنني لا أ ُطالـبُـكِ بارتجالِ العَـواطِـفْ ..

فلا أحدَ يستطيعُ تفجيرَ ماء الينابيعْ

ولا أحدَ يستطيعُ رشـْـوة َ الـبَـرق ِ والرّعـدْ ..

ولا أحدَ يستطيعُ إكراهَ قصيدةٍ

على النوم ِ مَـعَ شاعرٍ لا تُريدُهْ ..

4

خُـذي وقـْـتــَـكِ .. أيتها الهوائيـّـة ُ الأطوارْ ..

يا امرأة َ التحوُّلاتِ ، والطقـْـس ِ الذي لا يَسْـتـقِـرْ

أيتها المسافرة ُ بينَ القـُـطـبِ .. وخَـطــِّ الإستواءْ

بينَ انفجاراتِ الشِعْـر .. ورَمَـادِ الكلام ِ اليوميّ

خُـذي وقــْـتَـكِ..

خُـذي وقــْـتَـكِ ..

إنّ نارَ الحَـطب لا تزالُ في أوّلها ..

ونارَ القصيدة لا تزالُ في أوّلِها ..

وأنا لستُ مُستعجلاً على انشقاق البحرْ ..

وذوبان ِ الثلوج .. على مرتفعاتِ نهديْـكْ ..

إنني لا أطالبُكِ بإحراق سُـفـُـنِـكْ ..

والتخلّي عنْ مملكتِـك.. وحاشيتكْ .. وامتيازاتِك الطـّبـقيـّهْ ..

لا أطالبُكِ بأنْ تركبي مَعِي فَرَسَ الجُنونْ ..

فالجُنونُ هُوَ مَـوْهبة ُ الفقراءِ وَحْدهمْ ..

والشعراءِ وحْـدهم ..

وأنتِ تريدينَ أنْ تحتفظي بتاج ِ المَـلِـكاتْ ..

لا بتاج ِ الكـلِـمَـاتْ ..

أنتِ امرأة ُ العقل ِ الذي يَحْـسِـبُ حِسَـاباً لكلّ شيءْ

وأنا رَجُـلُ الشِـعْـر ِ الذي لا يُـقيمُ حِسَابا ً لأيِّ شيءْ ..