كيف السُّلوُّ؟
شعر:منصور بن علي حمود آل بشير / متوسطة وثانوية ديحمة - جازان
الأخ العزيز الفقيد يحيى بن علي ربيع قيسي، ذلك الإنسان، الخلوق والشاعر الأديب رحل عن هذا العالم الفاني - رحمه الله - رحمة واسعة.
رحلَ الخليلُ وأيُّنا لا يرحــــــلُ *****المــــوتُ حقٌ والبقاءُ مُؤمَّلُ
رحلَ الخلوقُ ولا مثيلَ لوصـــــفِهِ**** ذاك الذي بالمكرماتِ يُجَمَّلُ
يحيى الذي جمعَ الخلالَ كريمةً **** خُلُقٌ وحلمٌ طيبةٌ وتــــــفضُّلُ
تركَ الحياةَ وقد أناخَ ركــــــابَهُ**** عند الإلهِ ونــعمَ ذاك المنزلُ
يحيى رحلتَ وللعقولِ ذهولُــــها ***أما القلوبُ فإنـــــها تَتَقَّتلُ
إني بكيتك يا خليلي حرقـــــــةً** فرقاً عليك ودمعُ عيني يهملُ
كيف السلوُّ بُعَيدَ فقدك يـا أخي ***إنَّا لهذا الحزنِ لا نَتَحَمَّــــــلُ
يحيى محبك يكتوي بلهيبِــــها ***نار الفراقِ ولا درى ما يفعلُ
ضاقت عليَّ الأرضُ رغم رحابةٍ ***قد أظلمت دنياي فهي تَليَّلُ
ونظرت للمجهولِ نظرةَ حــــــائرٍ** تهتُ السبيلَ وأظلمَ المستقبلُ
والحزن يعصرني وكل مشاعري** لهبتْ بنارِ الوجدِ فهي تَشَعَّلُ
وحشاشتي قد مزقتها حــــرقةٌ *****ذابت عليك صبابةً لا تُحمَلُ
أبكيك فرداً يا خليلاً إننــــــــي ****عاندتُ فيك الصبرَ لا أتجمَّلُ
أنا ما حزنتُ على فقيدٍ مثلمــا ****حزني عليك فإنَّ فقدك مَقْتَلُ
أفلتْ بدورُ الحب بـــــعدَ رحيلكُمْ ****كَمَدَاً عليك فأنتُ بدرٌ يـأفُلُ
شحَّت ينابيعُ الوفاـــــــءِ لفقدِكُم **وذوت وُرُودُ الروضِ فهي تَذبَّلُ
وتوشَّحت لغةُ القوافي بـــعدكم ****ثوبَ الحدادِ إذا انبرى مُتَقَوِّلُ
والصمتُ يبحثُ عن حكيمٍ بعدكم ****والحلمُ والصبرُ الجميلُ يُعَلَّلُ
إني احتسبتك عند ربٍ راحـــــمٍ ****فهو الذي لعبــــــادِهِ يتقبَّلُ
أدعوه ربي بـــالبروجِ ويوسفٍ ****أن يجتبيك بلطفِهِ يَتَـــجَمَّلُ
ولدى الإلهِ لقاءُ ربك إنّـــــــــــَهُ ****نــعمَ المفازُ إذا رحلتَ تُنوَّلُ
واللحدٌ روضٌ من رياضِ جنانهِ ****وموفقٌ إذ ما عدوتَ تساءلُ
وإذا غدوتَ إلى الصراطِ عبــرتَهُ ****لطفٌ من الرحمنِ ثم تفضُّـلُ
وبجنةِ الفردوسِ ذاك مقامُكُم *******دارٌ بها كلُّ النعيم يُكمَّلُ
أدعوه ربي أن يلاقيَ بيننــا ***في جنةِ الفردوسِ نعمَ المنزلُ
ثم الصلاةُ على النبي وآلِـــــهِ ****ما أرسلَ الرحمنُ غيثاً يهطِلُ
نشرت في جريدة الجزيرة يوم الأربعاء 27-12-1427هـ صفحة الرأي