صـَحـْوَةُ الحُــبّ..
غَريـمُُكَ الحُزْنُ، غيرُ الحُزْنِ ما قَتـَلـَكْ=هذا الـّذي ألـْهََبَتْ سَـوراتـُه مُقـَلـَكْ
رَمى بكَ الإلـْفُ في لَفـّاحِه ورأى=ملامِحَ الحُسْنِ في سُوءٍ وما سأَلـَكْ
لا لا أَلـُومُكَ.. ثارَتْ في سَماكَ ضُحىً=عواصِفُ اليأْسِ حتّى ضَيـَّعَتْ أَمَلـَكْ
ماذا لـَقيتَ على ضَرَّاءِ عِيـشَتـِه؟!=إلاّ رَبـيـعَـكَ في سوء السّـنيـنِ هَلـَكْ
يا عِزَّ نَفـْسِكَ! كمْ قاسيتَ مِنْ عَلـَلٍ!=وكمْ كَتـَمْتَ! ولا تـَشْكُو لَهُ عِلَـلـَكْ
رَضِيتَ بالصّمْتِ يا مِسْكينُ، فارْضَ بِه=على مآسِيـكَ تَسْعى حيـنما خَذَلـَكْ.
كمْ يَخْجَلُ القلـبُ! لمْ تَعْرِفْ على يـَدِه=غيرَ الهَوانِ، وما راعى ولو خَجَلـَكْ
لمْ يَلـْقَ وَجْهاً بهِ يَلـْقاكَ من أَسَفٍ=فكمْ تـَمادى! وكمْ أَزْرى! وكمْ عَذَلـَكْ!
عُمْراً ركائبـُه تَغْشى على سُبـُلٍ=كما يُريـدُ.. ولا يَغْشى بها سُبـُـلـَكْ
يُسابقُ الرّيـحَ، مَفْتـُونـاً بـِلـَـذّتـهِ=ما حَطَّ مِن فَـلـَـكٍ إلاّ اسْتَطابَ فـَلـَكْ
يَرى لـَه الحَقَّ، يأْبـَى أنْ تـُعاتِبـَه=ولا يُـطيــقُ علـى آرائـِه جَـدَلـَــكْ
فـَرَشْتَ في دَرْبـهِ وَرْداً، فأَبـْصَرَهُ=شَوْكـاً، وبـَدّدَ فـي أَهـْوائـهِ حِيـَلـَكْ
يَسْقيـكَ مِنْ كأْسـِه صاباً تُجَرِّعُه=على كَفافٍ، وكمْ أَسْـقَيـتـَه عَسَلـَكْ!
وكمْ غَزَلـْتَ خُيـوطَ اللّيـل ضِقْتَ بـِه!!=حتّى الظلامُ على أَوْهـامـِه غَزَلـَـكْ
عَطـْشى لـَياليـكَ، ماذا في قَواحِلـِها؟=لا ضُوءَ فيها.. وليـلُ المُرْتَجينَ حَلـَكْ
يـا سُوءَ حَظـِّكَ! ما أَقْسى نِكايـَتــَه!=إذا نـَصيـبـُكَ أنْ تَهـْوى الذي قَتـَلـَكْ.
فاصفحْ.. لك الله عَـدّاءُ الدّروبِ صَحا=وباعَ ما يَشْتهي كي يَشْتـري مُقـَلـََكْ
صَحا على عُذْرِه الواهي، فحُجـَّتــُه=ما هـامَ إلاّ وفي خَـفـّاقـهِ حَمـَلـَكْ
كما عَهِدْتَ.. فلمْ يَخـْلـَعْ عَبـاءَتــَهُ=ولا تَبـَدّلَ من عَرْضِ الهوى بـَدَلـَكْ
الـْمَسْ على رُوحِه إنْ قُلـْتَ أيـنَ أنـا؟=فما تزالُ لـها رُوحاً كما جَعـَلـَكْ
مَحَلـُّكَ القلـبُ، راضيـكَ النـُّزولَ بـِه=على يَقيـنٍ، فأكْرِمْ بالرّضى نـُزُلـَكْ ..
للشاعر / علي رديش دغريري