من المألوف وانت تسير في محافظة صامطة وتحديدا في الدريعية ستلاحظ ان جدران القرية تحولت الى ساحات يفرغ عليها المراهقون مشاعرهم المكبوتة كأبيات شعر غزل وتدوين الذكريات او تعاطف مع احد الاندية الرياضية او لاظهار موهبة الخط والرسم او كل ما يعتمل في دواخل اولئك الصبية ولم يكتفوا بالجدران بل تجاوزوها الى حاويات النفايات.عندما تحدثت «عكاظ» مع بعض الذين دأبوا على ممارسة هذه العادة السلبية فريق قال انهم اقدموا عليها من اجل التسلية واشباع الرغبة وسد وقت الفراغ الذي يعيشون فيها وتمنوا ان يتخلصوا من هذه الممارسات التي شوهت المنظر العام وآخرون قالوا اننا نعلم انه سلوك غير حضاري الا اننا مدفوعون برغبات دفينة ونشعر بالراحة عندما نمارس الكتابة على الجدران.محمد سعيد واحمد ناصر وعبدالله علي :
اتفقوا على انهم مارسوا هذه العادة السيئة من باب التسلية وسد وقت الفراغ ونوع من اثبات الذات وحب الظهور وواصلوا هي مرحلة مرينا بها وتجاوزنا ولن نعود اليها باذن الله واصبحنا الآن نتذكرها بخجل.
وينفرد احمد ناصر بالحديث فيقول :في الماضي كنت اتعاطف مع احد الاندية الرياضية وحتى اغيظ انصار الفريق المنافس كنت اكتب عبارات تأييد لفريقي. ويضيف ناصر منا من كان يدون اسمه والتاريخ حتى يتذكره مع مرور الايام.
ويلتقط عبدالله علي خيط الحديث فيقول :عندما اتذكر ما كنا نفعله من عبث على الجدران نضحك. اما الشاب الذي رفض الافصاح عن اسمه الحقيقي وفضل ان يطلق على نفسه لقب «المجروح» يقول انه يقوم بهذه الكتابات كتعبير عن شيء بداخله ويشعر بالراحة عندما يفرغ ما في نفسه على الجدران وحاويات النفايات.
من جانبه قال رئيس المجلس البلدي ببلدية صامطة احمد باري :لابد من زيادة جرعات التوعية في المدارس ووسائل الاعلام وتحذير الشباب والمراهقين من عدم تكرار الكتابة على الجدران وتكثيف الجولات على كافة المرافق حتى نضمن شوارع ومرافق نظيفة. ويواصل باري ولابد من تعاون المواطن مع الجهات المعنية فمتى ما رأى احد الشباب يقوم بتلك الممارسات فعليه الابلاغ عنه الجهات الرسمية حتى يأخذ عقابه ويتعهد بعدم تكرار ذلك.
اما المرشد الطلابي بمتوسطة وثانوية المباركة عبدالله عبده ناشب :علق على هذا الموضوع بقوله ان الكتابة على الجدران ظاهرة سيئة يقوم بها اشخاص يعانون غالباً من مشكلات نفسية وعقدة النقص يحاولون من خلالها تفريغ التوترات التي بداخلهم وكذلك اثبات الذات وهم غالباً قليلي الوعي غير مبالين بالمسؤولية تجاه انفسهم ومجتمعهم ومسؤولية نصحهم وتوجيههم ليشترك فيها المدرسة والمجتمع والاسرة.
عبدالله مشهور ــ عكاظ